"أبو الركاب" من ثائر تعرفه ساحات الجنوب إلى جامع للقناني البلاستيكية

> الحوطة "الأيام" هشام عطيري:

> دفعت الظروف الاقتصادية المعقدة بين صنعاء وعدن، الكثير من الكوادر والرموز الوطنية في عدد من المدن إلى ممارسة مهن وأشغال لا تتوافق مع رغباتهم وطموحاتهم، ولكن الحرب لم تترك أي خيارات أمام المئات منهم.

وفي هذا الصدد، اقتربت "الأيام" من أحد أهم المناضلين الجنوبيين، ومن لا يعرف المواطن موسى علي صلاح الملقب "أبو الركاب" الذي كان يصول ويجول في ساحات النضال الجنوبية، منذ ما بعد حرب صيف 94م وحتى الانطلاق العلني للحراك السلمي في العام 2007م، المطالب بالتحرير والاستقلال.

تعرض المواطن موسى الذي كان يعمل في الجانب العسكري للتوقيف ضمن الآلاف من الجنوبيين حتى تم إعادتهم خلال السنوات الماضية.

التقت "الأيام" مع المناضل موسى صلاح الذي اعتزم العمل في جمع القناني البلاستيكية في مكب النفايات، لتوفير لقمة العيش لأسرته جراء ارتفاع الأسعار، يقول:" الراتب الذي أتحصله لا يكفي لتغطية نفقاتي الشخصية".

كان موسى من أوائل المناضلين والمؤسسين للحراك الجنوبي في لحج، وكان يشارك في كل الفعاليات ويتعرض من قوات النظام الذي يمثله علي عبدالله صالح، لشتى صنوف الاضطهاد، لمنع رفع أصواتنا ومطالبتنا بالتحرير والاستقلال.

وتابع :"سنستمر في النضال حتى اليوم الذي يرى الجنوب العربي حرا مستقلا".

"أبو الركاب" من ثائر تعرفه ساحات الجنوب إلى جامع للقناني البلاستيكية
"أبو الركاب" من ثائر تعرفه ساحات الجنوب إلى جامع للقناني البلاستيكية

يكشف موسى أنه لجأ لجمع القناني البلاستيكية، لتوفير لقمة العيش، لكون راتبه لا يكفيه وأسرته، مشيرا إلى أن هذا العمل "مش عيب" بلهجة دارجة، ويواصل :"ولكن العيب فيمن يمد يده للآخرين، مؤكدا أنه سعيد بعمله هذا، رغم ما يتعرض له من مشكلات صحية، جراء قطع المسافات الطويلة، لتجميع تلك القناني وبيعها وتوفير مصروفه اليومي".

وفي حديثه مع "الأيام" يتذكر المناضل موسى أيام الساحات والقنابل المسيلة للدموع والإصابات، التي تعرض لها العديد من الجنوبيين المشاركين في الفعاليات بعدن ولحج، والعديد من المحافظات الجنوبية الأخرى.

وأشار إلى أن حلاوة النضال أوصلت الجنوب لقرب اليوم المشهود بالتحرير والاستقلال، وإعلان الجنوب العربي لكن في نفس الوقت يتأسف جراء ما حدث، وهو يشاهد العديد ممن كانوا في ساحات النضال يتحولون إلى ناهبين للحقوق.

وقال :"لقد خاب ظني فيمن كنا نظن أنهم سوف يوصلوننا إلى أهدافنا، من أجل مستقبل أجيالنا القادمة، لكن الوضع تغير وأصبحت البلاد لا تطاق جراء الوضع المعيشي الصعب".

وقال موسى في ختام حديثه إن هؤلاء الناهبين والمتسلقين على ظهر الجنوب موجودون حتى اليوم، من أجل النهب وقطع الطرقات وسرقة نضالاتهم الحقيقية، مشيرا إلى أن 30 عاما من اليمننة إلى 30 عاما من النضال للتحرير والاستقلال، وفي الأخير أجمع قناني البلاستيك من مكب النفايات.

يؤكد موسى أن كل ما يحدث من إرهاصات لن يثنيهم عن الاستمرار في تحقيق حلم الاستقلال للجنوب، والنضال المستمر، وتصفية كل الفاسدين والمتسلقين على ظهر القضية الجنوبية، وأنها ثورة حتى النصر.

يأتي هذا اللقاء الخاص الذي أجرته "الأيام" ضمن مئات القصص المشابهة للمناضلين، وفي الوقت الذي تكثر فيها حالات التدهور والانتهاكات للثوار والأكاديميين والرموز الوطنية، وسط صمت وتجاهل السلطات المعنية في الشق الحكومي لأصوات الكثير من أبناء البلد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى