​هل قرر أطراف النزاع في اليمن العودة إلى الحرب؟

> بشرى الحميدي:

>
بعد أكثر من عام منذ انحسار القتال في اليمن، تستمر الاشتباكات المسلحة المتقطعة في جبهات مختلفة، وتتباهى أطراف النزاع بالاستعراضات والمناورات العسكرية، وتبدي استعدادها لخوض جولة حرب جديدة.

كانت المسيرة العسكرية الراجلة التي قطعها آلاف المجندين الحوثيين، في يونيو، من محافظة ذمار إلى مدينة إب، وعبرها إلى جبهات تعز، مشهدًا تصعيديًا بارزًا، حيث رافق تلك المسيرة مشاهد استعراضية بالقوة، توحي أن الجماعة على استعداد لتفجير الحرب مجددًا.

عادل راجح، محلل سياسي وناشط حقوقي مساند لجماعة الحوثي، يقول لـ "المشاهد" طبيعة التحركات العسكرية إنها تمثل بداية العد التنازلي لإنهاء حالة اللا سلم واللا حرب.

بحسب راجح، تلك التحركات العسكرية تحمل عدة رسائل، أولاها للأمم المتحدة أن المماطلة في إبقاء حالة الجمود لن تجدي نفعًا، بل ستشكل تهديدًا للسلم الدولي.
  • سلام بالقوة
رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، يقول بإن قيادات وتحالف دعم الشرعية يريدون للشعب اليمني بكل فئاته السلام والأمن والاستقرار، وأنهم حريصون على رفع المعاناة عن كل اليمنيين، لكن جماعة الحوثي ترفض ذلك.

ويضيف عزيز: "ما يجب أن يعرفه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، أن هذا التنظيم لن ينصاع للسلام إلا بالقوة، وليعلم الجميع أن هزيمة هذا التنظيم ليست صعبةً أبدًا، فهو يحتاج فقط إلى تضافر كل الجهود مع أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الباسلة، ليتم القضاء عليه في فترة زمنية وجيزة، وبأقل الخسائر".

يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن علي ناجي عبيد، أن الهدف من تلك الاستعراضات العسكرية الحوثية هو توجيه رسائل مباشرة عن مستوى القدرات العسكرية واستعداد القوة لتوجيه ضربات عسكرية أو صد هجمات محتملة، وأن التحركات تحمل رسائل تهديد مباشرة بتوجيه ضربات عسكرية.
  • سيناريوهات مختلفة
الباحث السياسي عادل دشيلة، يشير إلى أن الحوثيين استفادوا خلال المرحلة الماضية من الهدنة غير المعلنة لترتيب أوضاعهم أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا، وحتى في جانب التفاوض مع المملكة العربية السعودية، إذ يرفضون الدخول في حوار مع الحكومة اليمنية، وهم يعولون على المدى المتوسط أن تعترف السعودية بهم.

ويضيف دشيلة: "التعويل على السلام في ظل الحشد الذي تقوم به جماعة الحوثي، ما هو إلا مقدمة لتفجير الوضع عسكريًا، وهناك من يقول إن لا خيار للحرب، وأن خيار السلام هو المطروح على الطاولة، ولكن الحوثي في المقابل يقول لا خيار للسلام، وإنما خيار الحرب هو المطروح على الطاولة".

يتوقع دشيلة ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الأزمة في الأيام القادمة، وهي: لا يستبعد أن الحوثي يكثف عملياته العسكرية باتجاه تعز لإحداث أي اختراق، والسيناريو الثاني أن الحشد هو نوع من أنواع الابتزاز السياسي لجماعة الحوثي، وتقصد من ذلك الاعتراف بها أو التصعيد عسكريًا، والسيناريو الثالث أن يكون ذلك الاستعراض مجرد محاولات لترهيب الناس وإظهار أن الجماعة مازالت قوية".

تعترف الجهات الحكومية الرسمية في اليمن بخطورة الوضع، ولا ترى أن البلاد في طريقها إلى السلام. محمد الغيثي، رئيس هيئة التشاور والمصالحة، قال خلال اجتماع افتراضي بالأمس، إن التحشيد والتصعيد العسكري الحوثي "الخطير" في مختلف الجبهات وخطوط التماس، بالتزامن مع التدهور الاقتصادي والإنساني غير المسبوق، ينبئ بكارثة حقيقية تستدعي معالجات استثنائية وعاجلة جدًا.

مازال قادة الحرب ينتظرون لحظة إشعالها مجددًا، وينتظر المواطن اليمني أخبارًا عن السلام الدائم الذي مازال يبدو بعيد المنال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى