الرئيس الصيني لكيسنجر: العلاقات مع أمريكا أصبحت على مفترق طرق

> "الأيام" وكالات:

>
​شدد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الخميس، لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، أن العالم يمر بتحولات هائلة غير مسبوقة منذ قرن، وأن المشهد الدولي يمر بتحولات كبيرة.

وقال شي، خلال استضافته كيسنجر في دار ضيافة الدولة دياويوتاى، في العاصمة الصينية بكين: "لقد وصلت الصين وأمريكا مرة أخرى إلى مفترق طرق، الأمر الذي يتطلب قرارا آخر من الجانبين حول إلى أين يتجهان من هنا"، وفقا لوكالة "شينخوا" الصينية.

وأضاف أنه "بالنظر إلى المستقبل، فإنه يمكن للصين وأمريكا مساعدة بعضهما البعض على النجاح والازدهار معا، والسبيل لتحقيق هذا هو اتباع المبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين".

وقال الرئيس الصيني إن "الصين مستعدة على هذا الأساس للبحث مع الجانب الأمريكي عن الطريق الصحيح للبلدين، للتوافق والمضي قدما بعلاقاتهما بثبات، الأمر الذي سيكون مفيدا للجانبين ويعود بالفوائد على العالم".

وأعرب عن أمله في أن يتمكن هنري كيسنجر وغيره من أصحاب البصيرة في الولايات المتحدة من الاستمرار في القيام بدور بنّاء في إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح.

من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، عن تقديره للرئيس الصيني، شي جين بينغ، على لقائه في فيلا 5 في دار ضيافة الدولة دياويوتاى، وهو المكان الذي التقى فيه بالقادة الصينيين خلال زيارته الأولى للصين.

وأكد كيسنجر (100 عام) أن "العلاقة بين الولايات المتحدة والصين ضرورية لتحقيق السلام والازدهار في البلدين والعالم بأسره".

واعتبر كيسنجر أنه "في ظل الظروف الحالية، من الضروري الحفاظ على المبادئ التي أرساها بيان "شنغهاي"، وتقدير الأهمية القصوى التي توليها الصين لمبدأ "الصين الواحدة"، وتحريك العلاقة في اتجاه إيجابي"، معربا عن التزامه ببذل جهود متواصلة لتسهيل التفاهم المتبادل بين الشعبين الأمريكي والصيني.

ولم ينقطع تواصل كيسنجر مع الصين، منذ أن كان مستشار الأمن القومي في واشنطن العام 1971، حين سافر سرًا إلى بكين لإقامة علاقات دبلوماسية معها، والتمهيد لزيارة الرئيس نيكسون التاريخية لها في 1972.


وبعد تصاعد الأزمة، مؤخرًا، بين البلدين، دعا كيسنجر المسؤولين في واشنطن وبكين إلى "الالتقاء في منتصف الطريق" في إشارة إلى ضرورة تجنب صدام يعتبر أنه قد يؤدي إلى "حرب لا تُبقي ولا تذر".


ورغم أن الزيارة التي يقوم بها  السياسي المخضرم الذي أكمل 100 عام، في مايو الماضي، غير رسمية، إلا أنها لا يمكن أن تخرج عن سياق التوترات المتصاعدة بين البلدين الذين يمتلكان أكبر اقتصادين في العالم.


وبعد الاجتماع الذي حصل، الأربعاء، قالت الخارجية الصينية، إن وانغ يي أبلغ ضيفه أن السياسات الأمريكية تجاه بكين "تتطلب حكمة كسينجر الدبلوماسية، وشجاعة نيكسون السياسية"، ما يشير إلى نظرة إيجابية لما تم طرحه من أفكار.

وتوقع محللون أن يكون هنري كيسنجر ركز خلال محادثاته في بكين على الترويج لأفكار معتدلة يتبناها، وتقوم على ضرورة التواصل المباشر بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين لفهم بعضهم البعض.


وكان كيسنجر قد حذّر خلال مقابلة نشرتها مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في 17 مايو الماضي، من "إساءة تفسير طموحات الصين في واشنطن، إذ يوجد من يعتقد أنها تريد الهيمنة على العالم".

وأشار المسؤول السابق خلال المقابلة إلى أن الصينيين "في الحقيقة يريدون أن يكونوا أقوياء، لكنهم لا يتوقون للهيمنة على العالم بالمعنى الهتلري"، مطالبًا بضرورة التفاهم بين البلدين من خلال الحوار والواقعية.


واتسمت العلاقات الأمريكية الصينية، منذ سنوات، بتعقيدات متشابكة على خلفية تنافسية، أخذت أبعادًا تجارية وجيوإستراتيجية، تصاعدت، مؤخرًا، لدرجة أنها صارت تنذر بمواجهة بين البلدين.

ويشتبك البلدان في ملفات عديدة بداية من تايوان، والحرب التجارية، وحقوق الملكية الفكرية، والتكنولوجيا المتقدمة، والأمن السيبراني، والسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي، وبحر الصين الشرقي، والنفوذ في المحيطين الهندي والهادئ، وأخيرًا التموقع من الأزمة الأوكرانية.


ويعتقد محللون أن أهمية هذه الملفات وحساسيتها تضيّق المساحة أمام تحركات كيسنجر، على الرغم من الرمزية التي يمثلها، في العلاقات بين البلدين، والنفوذ الذي يتمتع به في واشنطن، وصداقته القديمة مع زعماء الصين.

هذا الطرح يتقاطع مع تعليق واشطن على الزيارة، حيث سبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن كيسنجر "يزور الصين كمواطن عادي، ولا يتصرف نيابة عن حكومة الولايات المتحدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى