ماذا سيحدث في إسرائيل إذا غاب نتنياهو؟

> «الأيام» الشرق الأوسط:

> المفاجآت التي ظهرت في الأسبوع الأخير حول الوضع الصحي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فتحت الباب أمام تخمينات وتقديرات مختلفة ومتضاربة بشأن مصير الدولة العبرية في حال غيابه عن الساحة. فكما هو معروف، نتنياهو بات رئيس الوزراء الذي احتل هذا الكرسي أطول فترة بين رؤساء الحكومات الإسرائيلية، لدرجة أن هناك من لا يتخيل أن أحداً آخر سيتربع فوقه.

للفترة القصيرة الحالية، لا توجد مشكلة دستورية، فقد عيّن نتنياهو نائباً له، هو ياريف لفين، وزير القضاء، الذي يقود تطبيق الخطة الحكومية للانقلاب على القضاء. ولذلك ففي اللحظة التي دخل فيها نتنياهو المستشفى لتركيب جهاز ضبط لدقات القلب، تولى لفين منصب «رئيس حكومة مؤقت».

فإذا حدث شيء لنتنياهو يكون لفين رئيس حكومة إلى حين انتخاب رئيس حكومة جديد. وبالإمكان انتخاب هذا الرئيس ضمن التركيبة الحالية للائتلاف من دون حاجة لإجراء انتخابات جديدة. والمتوقع في هذه الحالة أن يتم انتخاب رئيس من حزب الليكود. وهناك عدد كبير من المرشحين، أبرزهم لفين نفسه، وكذلك وزير شؤون الطاقة يسرائيل كاتس، ووزير الاقتصاد نير بركات.

في المعارضة، خصوصاً في حزبي «المعسكر الرسمي»، بقيادة بيني غانتس، و«يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد، يعلنون استعدادهم لتشكيل حكومة وحدة مع الليكود في حال غياب نتنياهو، شرط استبعاد أحزاب اليمين المتطرف.

وفي حال الفشل في تشكيل حكومة بالتركيبة الحالية للكنيست، ستطرح إمكانية التوجه للانتخابات. وعندها يحل الكنيست نفسه وفي غضون 100 يوم تجري الانتخابات. ويقوم رئيس الدولة بتكليف النائب الذي يفوز على رأس أكبر الأحزاب بأن يشكل حكومة.

لكن هل وضع نتنياهو الصحي يستدعي حقا التفتيش عن بديل له في الحكم؟

ما يجعل هذا السؤال مطروحاً، هو الارتباك الذي ظهر في رواية الأطباء الضالعين في علاج نتنياهو من جهة، وإلغاء الزيارتين المهمتين اللتين كان مقرراً له القيام بهما في الأيام القريبة، إلى نيقوسيا، حيث يعقد قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، وإلى أنقرة، حيث يلتقي الرئيس رجب طيب إردوغان.

وقد ادعى الأطباء في البداية، أنه شعر بدوار قبل عشرة أيام وهو يستجم على قارب صغير في بحيرة طبريا، وأن السبب في ذلك هو ضربة الشمس التي تلقاها والجفاف الذي تلاها، إذ بقي لثلاث ساعات تحت الشمس الحارقة من دون أن يعتمر طاقية.

ولكن، عندئذ، طرح السؤال: «إذا كانت المسألة تقتصر على ضربة الشمس، فلماذا نقل إلى مستشفى في مركز البلاد، بينما قرب طبريا يوجد مستشفى (بوريا) أقرب من مستشفى (شيبا) قرب تل أبيب، وهناك خمسة مستشفيات كبيرة أقرب إلى طبريا؟ ثم لماذا أدخل إلى قسم أمراض القلب، وتم زرع جهاز في قلبه لضبط النبضات؟».

الأطباء يؤكدون أن فحوصات تخطيط كهربية القلب (EKG) التي يخضع لها منذ سنوات، لم تكن سليمة (الفحوصات الطبية التي خضع نتنياهو لها، آخرها كان عام 2020). لكنهم أشاروا إلى أن «هذا ليس مرضاً وإنما هو مؤشر». ويقولون إن نتنياهو خضع لعملية جراحية لزراعة جهاز تنظيم نبض القلب بشكل عاجل في مستشفى «شيبا»، الليلة الماضية.

وعلى أثر ذلك، «يشعر رئيس الحكومة أنه بحالة جيدة وسيبقى في المستشفى للمتابعة، ويتوقع أن يغادره في وقت لاحق».

وقال المسؤول في مستشفى «شيبا»، بروفيسور روعي بينرت: «شخّصنا عدم انتظام في ضربات القلب خلال مساء السبت. وهذا سبب استدعائنا نتنياهو بشكل عاجل إلى المستشفى من أجل زرع جهاز تنظيم نبض القلب. ومرت عملية الزرع بسلاسة من دون تعقيدات»، مضيفا «هو ليس في حالة تُشكِّلُ خطرا على حياته، ويشعر أنه في وضع ممتاز وسيعود إلى حياته الروتينية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى