هل يسهم التقارب السعودي التركي في إنهاء حرب اليمن؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> البيان السعودي التركي المشترك حيال الأزمة في اليمن ودعوتهما إلى حل سياسي للحرب الدائرة هناك منذ سنوات، أثار تساؤلات عدة عن السيناريوهات المحتملة بشأن الملف اليمني بعد دخول أنقرة على الخط، لا سيما بعد صفقة الطائرات المسيرة التي أبرمتها مع الرياض.

ومنذ نحو 9 سنوات يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
  • دعوة للحوثيين
أكدت كل من السعودية وتركيا خلال بيان مشترك لهما مؤخرا، دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وثمنا الجهود الأممية في تعزيز الالتزام بالهدنة.

وأكد البيان الصادر عن البلدين أهمية "انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام".

وكانت الأمم المتحدة قد رعت هدنة بين الجيش اليمني، والحوثيين لمدة ستة أشهر وانتهت في أكتوبر 2022، ليدخل بعدها اليمن في وضع يشبه الهدنة من دون إعلان، لكن البلاد تشهد بين الحين والآخر مناوشات مسلحة.

وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.

وأضاف وزير الدفاع السعودي غداة بدء أردوغان زيارة للمملكة، التقى خلالها ولي العهد ابن سلمان، أن تلك الخطة تأتي تتويجا لمسار التعاون بين البلدين الصديقين في المجال الدفاعي والعسكري.

وجاءت دعوة أنقرة والرياض الموجهة للحوثيين من أجل إنهاء الأزمة في اليمن، بشكل مباشر، بعد إعلان وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان وتوقيع بلاده عقدين لشراء طائرات مسيرة تركية، إضافة إلى خطة تنفيذية للتعاون الدفاعي.

وقبل أن يعاود الطرفان تواصلهما عام 2022، دخلت العلاقة بين أنقرة والرياض في توتر مستمر جراء الخلافات العميقة بشأن العديد من القضايا الإقليمية، ومن أبرزها ملفات الأزمة الخليجية مع قطر (انتهت في 2021) وليبيا ومصر بعد الانقلاب العسكري صيف 2013، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
  • سيناريوهات محتملة
وبخصوص دخول تركيا على خط الأزمة في اليمن، قال لـ "فرانس24" الباحث في الشأن التركي، محمد علوش، إن البيان المشترك لأنقرة والرياض بعد زيارة أردوغان إلى السعودية يعكس بشكل أساسي رغبة الطرفين في تطوير الشراكة الجديدة بينهما لتصل إلى القضايا الإقليمية.

ولفت إلى أنه من خلال هذه الصفقة مع السعودية وغيرها من الصفقات التي أبرمتها مع الإمارات في مجال الصناعات الدفاعية، وأيضا مع الكويت وقطر، تسعى تركيا إلى تقديم نفسها للخليج كشريك أمني يمكن الاعتماد عليه في وقت تواجه هذه الدول تحديات ملئ الفراغ الناتج عن تراجع الانخراط الأميركي في أمن الخليج.

وبحسب الباحث، فإن هناك اتجاها متزايدا لدفع عملية التسوية السياسية في اليمن، وهذا تعزز بشكل أكبر في أعقاب المصالحة بين السعودية وإيران، وأن تركيا تراه الحل الأمثل لإنهاء الصراع في اليمن، وأنها تدعم أي جهود من شأنها دعم إحلال السلام في اليمن.

وخلص إلى أن دور تركيا محدود في ملف اليمن، على العكس من الوضع في سوريا وليبيا، لكن مع ذلك فإن هذا التعاون والعلاقة المتنامية ولا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية بين أنقرة والرياض تشكل إضافة للسعودية في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها بالملف اليمني.
  • دعم إنساني
الدور التركي في اليمن منذ بدء الحرب في اليمن، يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، إذ تنشط المؤسسات الإغاثية التركية بقوة في البلد الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، خاصة تلك التي تقدمها "هيئة الإغاثة الإنسانية"، ومؤسسة التعاون والتنسيق التركية "تيكا".

وتقدم أنقرة على الدوام مساعدات غذائية وطبية ومساعدات عينية للمناطق المنكوبة والأسر الأشد فقرًا، وتبرز كقوة إنسانية نشطة جدا في اليمن، لكن دون أن يكون لها أي تحركات سياسية أو عسكرية مباشرة حتى اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى