الجيش السوداني يعلن انسحابه من «حوار جدة»

> «الأيام» الشرق الأوسط:

> أعلن الجيش السوداني، اليوم (الخميس)، انسحابه من حوار غير مباشر مع قوات «الدعم السريع» في جدة، موضحاً أن الخلافات معها «بشأن إخلاء منازل المواطنين ومرافق الخدمات والمستشفيات والطرق في العاصمة الخرطوم، تسببت في عدم التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات». وذكر بيان ممهور باسم المتحدث الرسمي باسم الجيش، نبيل عبد الله، أن «وفد الجيش عاد إلى البلاد أمس (الأربعاء) للتشاور»، مؤكداً استعداده لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل العقبات. وأشار البيان إلى أن الوفد انخرط عقب عطلة عيد الأضحى في إجراء محادثات غير مباشرة مع قوات «الدعم السريع» برعاية السعودية، وتم التوصل إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق بإنشاء مركز مشترك لوقف إطلاق النار، ستقوده السعودية.وقال الجيش السوداني إن وفده بحث في مسودة وقف العدائيات، وتم التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية، ومن بينها إخلاء «المتمردين» لمنازل المواطنين في كل مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وثمّن الجيش السوداني الجهود الكبيرة والمقدرة التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، مؤكداً رغبته في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.


ووقّع طرفا القتال في السودان؛ الجيش وقوات الدعم السريع، في 11 مايو (أيار) الماضي، إعلان مبادئ «جدة» لوقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية، بتيسير من المملكة العربية السعودية وأميركا. وفي مطلع يونيو ، علّقت المباحثات بين الطرفين لعدم التزامهما بالهدنة الثانية لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للعالقين في مناطق الاشتباكات.

نزوح الآلاف

يواصل آلاف السودانيين النزوح قسرياً من مدن العاصمة الخرطوم هرباً من الموت، جراء الاشتباكات والقصف المدفعي والغارات الجوية المستمر بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، التي بدورها أعلنت، اليوم (الخميس)، تنفيذ عملية نوعية استهدفت قاعدة «وادي سيدنا»، أكبر القواعد العسكرية للجيش، شمال مدينة أمدرمان.

وقالت لجان مقاومة في أحياء الكلاكلة، جنوب الخرطوم، إن المنطقة شهدت خلال الأيام الماضية موجات نزوح جماعي كبيرة بسبب المعارك، وعمليات العنف والنهب، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مقر شرطة الاحتياطي المركزي. وأضافت، في بيان، على صفحتها في «الفيسبوك»، أن القلة المتبقية من السكان أصبحت رهائن لجنود «الدعم السريع»، ويتعرضون باستمرار لاقتحام منازلهم بالقوة المسلحة والاعتداء عليهم وترهيبهم واتهامهم بالانتماء للقوات النظامية. ووفقاً لمصادر محلية تحدثت لــ«الشرق الأوسط»، فإن آلافاً من الأهالي أجبروا على الفرار بعد تزايد حالات القتل العشوائي داخل الأحياء. وقال أحمد المصطفى، مقيم في ضاحية الكلاكلة القبة: «اضطررت الأسبوع الماضي إلى إجلاء أسرتي المكونة من 4 أفراد إلى منطقة ريفية بولاية الجزيرة» (وسط البلاد). لقد تعرضنا لتهجير قسري من منزلنا بسبب الاعتداءات المتكررة من مجموعات مسلحة ترتكز داخل الأحياء. ويشير المصطفى إلى أن «تلك القوات تطرق الأبواب وتطالب السكان بمغادرة منازلهم، وتحويلها لمقرات لها».

وتشهد أحياء الخرطوم نقصاً حاداً في المواد التموينية والأدوية وانقطاعاً متواصلاً للكهرباء والمياه بسبب المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي حالت دون وصول المساعدات الإنسانية للعالقين في مناطق النزاع، بجانب الصعوبات التي يواجهها العاملون في مجال العون الإنساني والصحي من الوصول إلى المتضررين في تلك المناطق. وبحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة، صدر الأسبوع الحالي، نزح حوالي 3 ملايين شخصاً داخل وخارج البلاد منذ اندلاع القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي دخل شهره الرابع. ويواجه مئات الآلاف من النازحين داخلياً في دور الإيواء (المدارس والجامعات) بعدد من ولايات البلاد أوضاعاً إنسانية قاسية بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية وعدم وصول حصص كبيرة من المساعدات التي تلقتها السلطات السودانية من الخارج.
«الدعم السريع» يهاجم

أعلنت قوات «الدعم السريع» أن قواتها الخاصة نفذت، اليوم (الخميس)، مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة «وادي سيدنا» التابعة للجيش بمنطقة كرري، شمال مدينة أمدرمان، وهي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تتعرض القاعدة لقصف مدفعي من «الدعم السريع». وقالت، في بيان، إن «القوة تمكنت من تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن وقتل وجرح العشرات من قوات الجيش»، مؤكدة أنها ستكثف عملياتها «الخاطفة في جميع مواقع الجيش التي أصبحت أهدافاً مكشوفة في العاصمة والولايات». وأفاد شهود عيان يقطنون بالمنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، بتصاعد أعمدة الدخان الكثيف حول محيط القاعدة العسكرية للجيش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى