الديلي ميل: لم يعد ممكنًا فرض الوحدة على الجنوب

> «الأيام» ديلي ميل:

>
أكد تقرير استقصائي بريطاني، أن استمرار الوحدة اليمنية ما بين جنوب وشمال اليمن لم يعد ممكنا في المستقبل المنظور، لافتًا إلى أن فرض بقاء الجنوب كجزء من اليمن أصبح خيارا غير قابلا للنجاح.

واستعرض تقرير أعده محرر قسم الشرق الأوسط بصحيفة "الديلي ميل" البريطانية تطلعات الجنوبين لنيل الحكم الذاتي والاستقلال، والدور الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي لترجمة أهداف شعب الجنوب كممثل لقضيتهم إلى واقع برغم تعقيدات المعادلة السياسية والعسكرية التي يواجهها في ظل الحرب التي طال أمدها في اليمن، التي يرى الكاتب أن الحلول المطروحة لإنهائها لابد لها أن تمر بمعالجة المستقبل السياسي لجنوب اليمن التي يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي.

وتطرق التقرير الاستقصائي الذي نشر أمس في القسم السياسي لصحيفة "الديلي ميل"، الإشكالية التي وضعت لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وإعاقة جهوده، وتتمثل في الكيانات الجنوبية المتعددة التي بدورها تشوش على الاعتراف الدولي به.

ويضيف الكاتب، أن المجتمع الدولي يتفهم طبيعة التعقيدات التي تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي ورغبة الجنوبيين الجامحة للاستقلال ولذلك يراها أمر حاسم في إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

يشرح المحرر الظروف التي أسس فيها المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017 بعد الصراع مع الحوثيين وقوات صالح وأن المجلس منذ الإعلان يتحدث بصراحة بتبني وقيادة مطالب الجنوبيين وحماية مصالح شعب الجنوب واستعادة أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل عام 90.

ويستعرض كاتب التقرير نشأة الحراك والمراحل التي مر بها منذ 2007 حتى قيام المجلس الانتقالي الجنوبي ويتحدث على أن هنالك جماعات جنوبية أخرى لها رؤى مختلفة إلا أن لدى الانتقالي قدرات كبيرة والتفاف شعبي طاغي يجعل من دوره في المعادلة السياسية والمصالح الدولية تعيد النظر في التعامل معه.
ويذهب التقرير للمقارنة بين ما يجري في كردستان العراق والجنوب ويستعين برأي "مايكل نايتس" من معهد واشنطن المتخصص بالشأن العسكري والأمني بالعراق وإيران واليمن، حيث يقول "إن هنالك تشابة كبير بين الحالتين الكردية والجنوبية"، إلا أن الجنوب تاريخيًا كان دولة مستقلة وهنا يكمن الفرق.

ويضيف السيد نايتس، أن حل القضية الجنوبية هي أهم خطوة في مسار التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن والدعوات للاستقلال التي يتبنى مساعيها المجلس الانتقالي الجنوبي، ولا يمكن أن تظل اليمن موحدة مستقبليا ولن تنجح أي جهود تقود إلى فرض هذا الخيار جنوبا.

ومن ثم ينتقل الكاتب إلى الغوص في مشكلة الوحدة بين الجنوب والشمال التي أنهتها حرب 94، ويشيد بحالة الاستقرار التي عاشها الجنوب قبل الوحدة والرعاية الاجتماعية والصحية والتعليم الذي وصل إلى الأرياف والإصلاحات الزراعية والصناعية وهيكلة مؤسسات الدولة، موضحًا أن الجنوبيين فقدوا كل هذه المميزات بعد أن استولى الشمال على بلادهم.

ويختم المحرر تقريره عن الجنوب بالتأكيد على أنه إذا ما أريد الوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن فيجب على الجميع النظر إلى مطالبة الجنوبيين بالاستقلال وهي القضية المحورية لفهم التعقيدات في الأزمة اليمنية والوصول لحلول السلام الدائم للصراع هناك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى