14 حالة غرق في العاصمة عدن خلال يوم واحد فقط

> عبدالله الناحية

> "شهدت العاصمة عدن يومَيّ الخميس والجمعة الماضيين 14 حالة غرق، تم إنقاذ تسعة أشخاص وتوفي 5 آخرون في ساحل جولد مور وساحل العشاق ورأس عباس وميناء الاصطياد"، بهذه الفقرة بدأ المسؤول الإعلامي في إدارة أمن العاصمة عدن منشوره على منصته بالفيس بوك، وأنهى المنشور بدعوة خفر السواحل للقيام بواجبهم للحد من حالات الغرق في سواحل العاصمة عدن.

حدوث حالات الغرق في سواحل العاصمة عدن يعود إلى تشكل تيارات السحب الناتجة عن التشوه الحاصل ضمن قاع البحر القريب من الشاطئ، ونستطيع أن نرى تيارات السحب من عدمها من خلال المشاهدة المباشرة من الساحل.


يقول الكابتن جمال رشاد مقبل رئيس مبادرة إنقاذ روح البحرية: "سمعنا يوم الجمعة بفاجعة غرق 14 شاب في شواطئ مديرية التواهي والبريقة، والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع، لهذه الفاجعة وكان من الممكن التغلب وتجاوز هذا الأمر، لو استمع رواد البحر لنصائحنا، وكذلك لو تم اتخاذ إجراءات عملية من قبل السلطات بالمحافظة ومدراء عموم المديريات، والاستعانة بنا كمختصين لوضع الأعمال والأنشطة في جميع شواطئ مديريات عدن، والتوعية المستمرة بالمدارس والكليات اللازمة والضرورية للحد من هذه الحوادث.

ومن المعروف أن شهر أغسطس أحد أشهر مواسم الرياح الذي يضطرب فيه البحر ويهيج، فيكون خطرًا على الجميع، ولا فرق هنا بين صغير وكبير وسباح وغير سباح، فالكل معرض لحادثة غرق في موسم الرياح خلال الأشهر (يونيو - يوليو- أغسطس) ويصادف ذلك الإجازة الصيفية للطلاب والطالبات في المدارس، وبسبب المتغيرات المناخية لوحظ أن شهر سبتمبر تستمر الرياح فيه، ولأجل الوقاية والحد من حوادث الغرق أنصح وأحذر جميع سكان العاصمة عدن والقادمين إليها بالتالي:-

1- عدم النزول للسباحة نهائيًا في موسم الرياح والاكتفاء بقضاء الوقت على الشاطئ فقط.

2- في موسم الرياح ربما يكون هناك وقت تتوقف الرياح ويهدأ البحر.. عندما تشاهد ذلك لا تنخدع وتدخل البحر، لأننا ما زلنا في موسم الرياح فربما تهب الرياح فجأة وأنت في الداخل فلا تستطيع الخروج.

3- لا تستمع لمن يقول لك اسبح ولا تهتم، وفي حالة تعبت أو اضطرب البحر أنا سوف أساعدك، فهذا كلام غير صحيح والدليل على ذلك هناك حوادث غرق كان الضحية هو السباح أو المنقذ.

4- الإخوة الشباب والأسر محبي الرحلات واصطياد الأسماك، احذروا الذهاب إلى الجزر.

5- لمحبي ممارسة رياضة السباحة هناك موقع أكثر أمان وسلامة وهي المسابح التي أخذت بالانتشار، فهيَ لا تتأثر بموسم الرياح، ولا بعناصر المناخ، فيمكن أن يذهب الشباب إليها وكذلك إقامة المخيمات الصيفية، علمًا بأن أجرة الدخول ليست غالية.

وهناك إجراءات عملية أتصور أنها تساعد في الحد من حوادث الغرق، ويجب أن تتخذها السلطات ممثلة بالأخ الأستاذ أحمد حامد لملس وزير الدولة محافظ العاصمة عدن ومدراء عموم المديريات وهي:-

1- تفعيل دور الإعلام وعقد لقاءات مع المختصين، أكرر المختصين، لأن أحد أسباب حوادث الغرق عندما يتم نشر معلومات خاطئة.

وقد لوحظ وضع يافطات على شواطئ مديريتي خور مكسر والبريقة، تحتوي على معلومات غير كافية، فربما تتسبب بحوادث غرق، والسبب إسناد الأمر لغير أهله.

2. من الآن فصاعدًا يجب أن يضاف بند في ميزانية المحافظ ومدراء عموم المديريات، ويخصص مبلغ لهذا الأمر، ويسمى بند مخاطر البحار أو الوقاية من حوادث الغرق، وأنا على استعداد للقيام بواجبي في هذ الإطار، فهناك خطط وأعمال وأنشطة مستعد القيام بها، والإسهام في محاولة الحد من حوادث الغرق.

3- منع أي شخص أو جهة غير معروفة وليس لها عمل يذكر في هذا المجال، من التحدث عن مخاطر البحر عبر وسائل الإعلام، فمعلومة تقال بشكل خاطئ ومن غير قصد تتسبب بحادثة غرق، آن الأوان لنعمل سويًا للحد من هذه الحوادث ووضع حد لها.

وناشد جمال رشاد السلطات والمنظمات ورجال الأعمال إلى العمل يدًا بيد من أجل سلامة الجميع.

ولفت محمد عبدالواحد علي صالح البسيسي إلى أن الكثير من المواطنين لا يعوا أن خطر السباحة عليهم يكمن في شهور (7 و 8 و 9) وبالرغم من كل الحملات الإعلامية التوعوية من مخاطر السباحة، وكذا عند نصحهم من رجال الأمن بعدم الاقتراب من البحر، بسبب خطورته في هذه الأشهر، يرد معظمهم باستخفاف بقولهم (مالكم حتى البحر ستمنعونا منه)، ولا يعلم هؤلاء المكابرون بأن أكثر من 7 شباب فقدوا في أقل من 48 ساعة، 2 من أبناء مديرية خور مكسر و5 من شباب مديرية الشيخ عثمان.
محمد عبدالواحد علي صالح البسيسي
محمد عبدالواحد علي صالح البسيسي


نعيد ونكرر حافظوا على سلامة أنفسكم ولا تقتربوا من البحر، ولا تتهاونوا حتى لا تتسببوا بأوجاع قلوب أهاليكم، مضيفا أن البحر لا يرحم أحدًا في موسم الرياح ولو كنت سباحًا ماهرًا، كذلك دور أولياء الأمور عليهم عدم السماح لأبنائهم بالذهاب في مواسم الرياح إلى البحر، مهما كانت الأسباب.

وتحدث محمود فكري عباد قائلًا: "نحن المواطنين علينا أن نحذر من البحر، خاصة في الشهور يوليو وأغسطس وسبتمبر، حيث ينشط موسم الرياح، وعلينا أن لا نتهور، لكي لا نقع في أخطاء ارتكبها الشباب من قبلنا -الله يرحمهم ويغفر لهم- ونود أن نحذر الناس من خطورة البحر هذه الأيام وعدم التهور والدخول إلى أماكن بعيدة داخل البحر".

ويشير عبدالله حمود إلى أن حوادث الغرق تزايدت بشكل كبير، وهذا الأمر يثير الكثير من الذعر والتذمر بين أوساط المواطنين بعدم وجود فرق إنقاذ، على الرغم من وجود يافطات تحذر من السباحة في أشهر 7 و 8 و 9 حيث أنها تُـعد أشهر موسم اضطراب البحر وهيجانه، واشتداد الرياح وحدوث التيار الساحب، وما حصل يعد مأساة استيقظت عليها العاصمة عدن.

نتمنى من المواطنين الالتزام وعدم السباحة في مواسم الرياح وكذلك على الصيادين أخذ الحيطة والحذر، والأخذ باللوائح من أجل سلامتهم.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى