فساد مسؤولي الشرعية يواصل استنزاف الجنوب
> تقرير/ محمد فضل مرشد:
>
وحول ذلك، أفاد الخبير الاقتصادي الجنوبي ماجد الداعري، بأنه "رغم إعلان البنك المركزي في عدن رسميًا دخول الدفعة الأولى من المنحة السعودية إلا أن الريال اليمني لم يحقق أي تعافي بل استمر في سعره الذي وصل اليه أخيرًا بأكثر من 1400 ريال للدولار"، مؤكدًا أن "التوقعات تشير إلى استمرار انهيار العملة المحلية خلال الفترة المقبلة".
وقال الداعري، بإن المواطنين كان يتوقعون تعافي العملة المحلية مع إعلان السعودية عن المنحة المالية الجديدة بنحو مليار ومئتي مليون دولار، ولكن ذلك لم يحدث.
بدورهم، قلل أكاديميون يمنيون من قيمة الوديعة السعودية باعتبارها "ستذهب كمرتبات بالعملات الأجنبية لصالح كبار موظفي السلطة المقيمين في الخارج منذ سنوات ولن يلمس المواطنين أي أثر لها كما حدث في الودائع والمساعدات المالية السابقة التي تلقتها الحكومة وبددتها سريعًا".
وشدد على أنه ما لم يتم وقف الفساد المهول لحكومة ومسؤولي الشرعية، سيظل المواطنون في عدن والمحافظات المحررة الأخرى تحت رحمة الودائع والمساعدات والمنح المالية الخارجية والتي عادة ما تأتي كـ "حقن تخديرية" عندما تتدهور قيمة العملة الوطنية بشكل كبير ومتسارع وتتفاقم الأزمة المعيشية التي تطحن المواطن ويبدأ الشارع الجنوبي في التحرك للانعتاق من القوى اليمنية العابثة في الجنوب.
وبالتالي سرعان ما يعود العجز المالي للشرعية مرة أخرى وتعود العملة المحلية للانخفاض، ما يعني أن الاقتصاد لن يشهد استقرارا ولو بشكل نسبي لأن المخزون النقدي من العملات الصعبة سيتآكل، بل سينفد، فالدورة الاقتصادية النقدية مغلقة ومحدودة في ظل جفاف في مصادر التمويل الرئيسة أبرزها انقطاع تصدير النفط والغاز ووجود فساد واستنزاف للعملة الصعبة كرواتب ونفقات إقامة لمسؤولي الشرعية في الخارج.
ويترافق الانهيار المعيشي مع تفاقم التردي الخدماتي، حيث واصلت خدمة الكهرباء رفع ساعات خروجها عن الخدمة مسجلة تمانية عشرة ساعة من الاطفاء في مقابل ست ساعات فقط من الخدمة الكهربائية على مدار اليوم في عدن، بينما سجلت محافظات لحج وأبين المجاورة انقطاع كلي للتيار الكهربائي لأيام، ما ترتب عليه معاناة مريرة للمواطنين وتعطل أنشطة عديد من المرافق التجارية والصناعية التي وجدت نفسها معطلة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الحكومي من جانب وفي الجانب الاخر عدم القدرة على الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة بسبب ارتفاع كلفة الوقود.
وأوضحوا في تقارير عدة نشرتها تباعا خلال الأسبوع الجاري مواقع صحفية دولية أن الوزارات والمؤسسات الحكومية بسبب فساد مسؤولي الشرعية أصبحت تعج بمئات المسؤولين والمستشارين الذين جرى تعيينهم بطرق مخالفة لأنظمة الوظيفة العامة ودون الحاجة الفعلية إليهم وأصبحوا يرهقون كاهل ميزانية الدولة برواتب ومخصصات مالية ضخمة، وفي مقدمة تلك الوزارات تأتي وزارة الخارجية كنموذج للفساد المالي والإداري حيث تم خلال السنوات الثمان الأخيرة تعيين المئات من أبناء وأقارب مسئولي حكومة الشرعية في وظائف دبلوماسية باتت معها سفارات وقنصليات اليمن في الخارج تعج بجيش من الموظفين وبمرتبات ومخصصات مالية ضخمة بالدولار الأمريكي تصرف لهم شهريا من خزينة البنك المركزي اليمني بعدن، تليها وزارة التعليم العالي التي سبق وأن تصدرت مشهد الفساد في البلاد بمنحها مئات المنح الدراسية في الخارج لأبناء وأقارب المسؤولين ومنحهم مرتبات بألاف الدولارات شهريا.
وبهذا السياق وبالتزامن مع دعوة الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي قبل أيام إلى وجوب تشكيل حكومة إنقاذ تلبي احتياجات الجنوبيين في ظل تواصل الغياب غير المبرر لمسؤولي الشرعية بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة عن العاصمة عدن وتنصلهم عن معالجة الأزمات الطاحنة التي أوصلوا المواطنين في الجنوب إليها.. أكد التقرير البريطاني أن تشكيل حكومة مصغرة في عدن لانتشال المحافظات المحررة من أوضاعها المزرية قد أصبح ضرورة واجبة لمنع كارثة اقتصادية ومعيشية وشيكة ستعصف بآخر مقومات عيش المواطنين.
- رغم المنحة السعودية.. الأزمة المعيشية والخدمية بعدن تتفاقم
- مراقبون: المساعدات الخارجية مهدئات مؤقتة وحلول تخديرية
- هل تنجح الحلول الترقيعية بمنع انهيار وشيك للدولة بعدن؟!
- استنزاف متواصل
وحول ذلك، أفاد الخبير الاقتصادي الجنوبي ماجد الداعري، بأنه "رغم إعلان البنك المركزي في عدن رسميًا دخول الدفعة الأولى من المنحة السعودية إلا أن الريال اليمني لم يحقق أي تعافي بل استمر في سعره الذي وصل اليه أخيرًا بأكثر من 1400 ريال للدولار"، مؤكدًا أن "التوقعات تشير إلى استمرار انهيار العملة المحلية خلال الفترة المقبلة".
وقال الداعري، بإن المواطنين كان يتوقعون تعافي العملة المحلية مع إعلان السعودية عن المنحة المالية الجديدة بنحو مليار ومئتي مليون دولار، ولكن ذلك لم يحدث.
بدورهم، قلل أكاديميون يمنيون من قيمة الوديعة السعودية باعتبارها "ستذهب كمرتبات بالعملات الأجنبية لصالح كبار موظفي السلطة المقيمين في الخارج منذ سنوات ولن يلمس المواطنين أي أثر لها كما حدث في الودائع والمساعدات المالية السابقة التي تلقتها الحكومة وبددتها سريعًا".
- حقن تخديرية
وشدد على أنه ما لم يتم وقف الفساد المهول لحكومة ومسؤولي الشرعية، سيظل المواطنون في عدن والمحافظات المحررة الأخرى تحت رحمة الودائع والمساعدات والمنح المالية الخارجية والتي عادة ما تأتي كـ "حقن تخديرية" عندما تتدهور قيمة العملة الوطنية بشكل كبير ومتسارع وتتفاقم الأزمة المعيشية التي تطحن المواطن ويبدأ الشارع الجنوبي في التحرك للانعتاق من القوى اليمنية العابثة في الجنوب.
- حلول مؤقتة
وبالتالي سرعان ما يعود العجز المالي للشرعية مرة أخرى وتعود العملة المحلية للانخفاض، ما يعني أن الاقتصاد لن يشهد استقرارا ولو بشكل نسبي لأن المخزون النقدي من العملات الصعبة سيتآكل، بل سينفد، فالدورة الاقتصادية النقدية مغلقة ومحدودة في ظل جفاف في مصادر التمويل الرئيسة أبرزها انقطاع تصدير النفط والغاز ووجود فساد واستنزاف للعملة الصعبة كرواتب ونفقات إقامة لمسؤولي الشرعية في الخارج.
- فساد مهول
- نذر كارثة
ويترافق الانهيار المعيشي مع تفاقم التردي الخدماتي، حيث واصلت خدمة الكهرباء رفع ساعات خروجها عن الخدمة مسجلة تمانية عشرة ساعة من الاطفاء في مقابل ست ساعات فقط من الخدمة الكهربائية على مدار اليوم في عدن، بينما سجلت محافظات لحج وأبين المجاورة انقطاع كلي للتيار الكهربائي لأيام، ما ترتب عليه معاناة مريرة للمواطنين وتعطل أنشطة عديد من المرافق التجارية والصناعية التي وجدت نفسها معطلة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الحكومي من جانب وفي الجانب الاخر عدم القدرة على الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة بسبب ارتفاع كلفة الوقود.
- حكومة إنقاذ
وأوضحوا في تقارير عدة نشرتها تباعا خلال الأسبوع الجاري مواقع صحفية دولية أن الوزارات والمؤسسات الحكومية بسبب فساد مسؤولي الشرعية أصبحت تعج بمئات المسؤولين والمستشارين الذين جرى تعيينهم بطرق مخالفة لأنظمة الوظيفة العامة ودون الحاجة الفعلية إليهم وأصبحوا يرهقون كاهل ميزانية الدولة برواتب ومخصصات مالية ضخمة، وفي مقدمة تلك الوزارات تأتي وزارة الخارجية كنموذج للفساد المالي والإداري حيث تم خلال السنوات الثمان الأخيرة تعيين المئات من أبناء وأقارب مسئولي حكومة الشرعية في وظائف دبلوماسية باتت معها سفارات وقنصليات اليمن في الخارج تعج بجيش من الموظفين وبمرتبات ومخصصات مالية ضخمة بالدولار الأمريكي تصرف لهم شهريا من خزينة البنك المركزي اليمني بعدن، تليها وزارة التعليم العالي التي سبق وأن تصدرت مشهد الفساد في البلاد بمنحها مئات المنح الدراسية في الخارج لأبناء وأقارب المسؤولين ومنحهم مرتبات بألاف الدولارات شهريا.
وبهذا السياق وبالتزامن مع دعوة الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي قبل أيام إلى وجوب تشكيل حكومة إنقاذ تلبي احتياجات الجنوبيين في ظل تواصل الغياب غير المبرر لمسؤولي الشرعية بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة عن العاصمة عدن وتنصلهم عن معالجة الأزمات الطاحنة التي أوصلوا المواطنين في الجنوب إليها.. أكد التقرير البريطاني أن تشكيل حكومة مصغرة في عدن لانتشال المحافظات المحررة من أوضاعها المزرية قد أصبح ضرورة واجبة لمنع كارثة اقتصادية ومعيشية وشيكة ستعصف بآخر مقومات عيش المواطنين.
- خلاصة..