الوضع المستقبلي لعدن.. إلى أين؟

> ناقشت كافة المواضيع الماسة بالقضية الجنوبية .. وعدن كمدينة وكعاصمة والتي مازالت تقوم بعملها الصحيح وهو (احتضان الكل) تحت شمسها الحارة وغبارها الموسمي.

وفوق كل هذا وذاك ما زال هناك قصورًا واضحًا في حقها وعقوق يرقى لعقوق الوالدين، عدن مدينة اكتست بالسواد منذ زمن بعيد وفشل من قاموا على إدارتها في القيام بواجباتهم تجاهها حتى اليوم، حقيقة يجب، ليس الاعتراف بها فقط؛ بل سماعها والسماح بسماعها وأن تصل لمسامع كل مسؤول تحتضنه عدن.

بلا مزايدات ولا حجب ولا نكران أقول ذلك، بعد مطالعتي لمقال رصين من رجل عدني يحترم عقول الناس ويحترم مخالفيه، مقال للدكتور السفير نبيل خالد ميسري في عدد "الأيام" السابق بعنوان (عدن تستغيث بأهلها ولمن يرد الوفاء لها).

ليس الوحيد ولست كذلك، بل هناك المئات من أبناء عدن وأهلها الأوفياء غير المناكفين، والذين يسعون لرد الوفاء لها بدون التغول أو ممارسة الأفعال المهينة بحقها واسترخاص قيمها.. نعم عدن بحاجة (لإطار اجتماعي جامع) لها يحفظ حقها وأبناءها دون مزايدة أو تهوين من كفاءات مستقلة لا تلتمس مصلحة شخصية لها.

بل خدمة عدن وأبنائها وكل قيم وحضارة عدن ومدنيتها.. لسنا غرباء عن بعضنا بل يجمعنا هم مشترك وقضية جامعة، لكن في المقابل يحق لأبناء عدن من بيوتها العديدة المديدة الضاربة جذورها في التاريخ أن يكون لها الدور الذي يرتقي بهم ووضعها المستقبلي.

التنوع الثقافي في عدن هو مجمع هذا الإطار المجتمعي الذي إن نجحنا في تكوينه سيعد الخطوة الأولى الفعلية لبناء دولة فيدرالية مستقلة تتمسك بالتمثيل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي دون كراهية أو الدعوة لها ورفضها من الأساس، و كونية عدن لم تأتِ من فراغ، وعلى أبناء عدن، من بيوتها وشخصياتها المستقلة، أن يبدأوا فعليًا في تحقيق ذلك دون مناكفة أو بحث عن مصالح ذاتية.

ولا بد في المقابل أن يسمع كل مسؤول صوت أبناء عدن ليس من المهرة إلى باب المندب بل من داخل عدن و خارجها، فهم أيضًا في غربتهم ينتظرون العودة إلى مساكنهم وحوافيهم، وأن عدن تحتفظ بقيم لا تسمح باستعدائها أو تغيير نمطها أو تهديد مدنيتها، التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.

المسؤولية مشتركة ويجب أن يكون لأبناء عدن صوت يصل لآذان من تولوا مسؤولياتها أسوة بأبناء حضرموت وكل محافظة جنوبية ليحس المواطنون بأن هناك تمثيل وطني حقيقي بدل الحاصل اليوم وهم يصطادون في خيرها دون وازع من ضمير مثيرين ضغينة وغصة في حلوق أبناء عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى