> ​مع استمرار الحرب لسنوات وما تفاقمه من فقر وجهل وفوضى تزداد معدلات العنف والجريمة بين اوساط المجتمع، وعندما نتابع الأحداث الجارية في محافظه عدن نجد انفسنا امام مشهد مروع من الجرائم المتنوعة التي تعكس مدى الفوضى وانفلات أخلاقي جراء استمرار الحرب وتبعاتها.

ورغم السؤال المؤلم عن كيفية حدوث هذا التدهور في المدينة المسالمة والمجتمع المدني؟
هذه الجرائم والأحداث الفاجعة التي تشهدها عدن تستدعي منا جميعا التفكير الجاد للتصدي لها قبل ان تصبح ظاهرة وسمة تعمم على المجتمع العدني.
لمناقشة هذه القضية كان لصحيفه "عدن تايم" هذا اللقاء مع مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي.

س. هل منح تصريح لحمل السلاح يعني أن الشخص مخول بقتل الآخرين؟
ج. بالتاكيد لا ولكن هناك من لا يحمل سلاح ولا تصريح ومع هذا يقتل بطرق اخرى، الموضوع ليس موضوع تصريح او سلاح؛ الموضوع يتعلق في التربية ونوع الثقافة التي تربى عليها الشخص؛ فالتربية الجيدة تنتج سلوكيات سوية فالمقدمات الصحيحه تنتج معطيات صحيحة.

س. كيف تتعاملون مع من يحمل السلاح خارج دوامه الرسمي.. أعني رجال الأمن ومن يقومون بوظائف تخولهم حمل السلاح اثناء تأدية واجبهم؟

ج. نحن سحبنا أسلحة ولازلنا نقوم بدورنا القانوني، ولكن كما ذكرت آنفا المشكلة ليست مشكلة سلاح، مشكلة وعي،  في المنازل أسلحة بيضاء استخدمت في القتل فهل علينا ان ندخل البيوت لنحمي أهلها؟ الشاب الذي قتل زميلته في المول استخدم السكين كأداة قتل وغيرها من الجرائم التي انتشرت بعد 2015 إضافة إلى ذلك فان الولايات المتحدة بذاتها دولة عظمى ذات سيادة وتمتلك أقوى اقتصاد بالعالم ومع هذا يخرج فجأة مواطن يقوم بإطلاق النار على جاره.
س:هل هناك حلول للحد من انتشار الجريمة؟
بداية علينا ان نعرف جيدا ان الجريمة نابعه من سلوكيات منحرفة وغير سوية لم تروض ولم تهدب.. فالتقصير تراكمي اذا لم يلاحظ ويتابع مبكرا من قبل الاسرة والمدرسة فبالتأكيد سنرى اشخاص غير اسوياء.
اما بالنسبه في البحث خلف اسباب ارتفاع معدل الجريمة في الأونة الأخيره بعدن فمنها تعاطي المخدرات وانتشار الاسلحة، وإضافة الى التفكك الاسري الذي يؤدي الى تصدع المجتمع كاملا علاوة على ذلك ضعف الوازع الديني وخطاب الكراهية والتعبئة ضد الاخر خاصة في ظل انعدام ثقافه سياسية سليمة وتوعية امنية.
ومن الحلول الهامة لمكافحة الجريمة رفع المستوى الاحترافي للقوى عن طريق التدريبات المهنية وزيادة مرتباتهم حتى يتسنى لهم التفرغ تماما للجاهزية على مدار الساعة.
س. لماذا لا تضغطوا على القضاء للفصل في الحكم ضد المجرمين بشكل قاسي وواضح وصارم ليكون عبرة لمن لايعتبر؟
ج. صحيح لابد من الدولة وبالشراكة مع الإدارات القضائية ان يكون لها موقفا واضحا وحاسما وجادا ولكن للاسف القضاء عندنا معطلا لايتحرك ولايفعل إلا اذا هناك قضايا يحركها الراي العام  لاظهار عدن بصورة غير لائقة وانها مدينه ليست امنة.
س. هل لديكم خطط مستقبلية لزيادة الوعي لدى المواطنين لتقويض الجريمة الى حد ما ؟
ج.
لزيادة الوعي حقيقة انا اوجه كلامي للمواطنين وبالاخص اولياء الامور الذين يتركون ابنائهم يهيمون في الشوارع لمضغ القات وشرب المخدرات ويقضون اغلب اوقاتهم بالتسكع فالجميع يعلم ان هناك معاهد متوفره في عدن لتأهيل الشباب بكل المجالات.. لماذا لا يوجهوا ابنائهم اليها للتدريب على مهارات مثل النجارة والخياطة والصيانة وهندسة الكهرباء وغيرها من المهارات التي تجنب الشباب المعاناة من الفراغ والهواجس والفوضى، ايضا هناك مشاريع وخطط امنية نعمل على دراستها ليتم تنفيذها في الشهور القادمة.
س. هل تم تكريم الشاب الذي تابع المجرم والذي استعان بعسكر الجوازات بعد ما رفض عسكر الحماية الامساك به واستمر في ملاحقته حتى تم الامساك به ؟
نعم كرمنا الشباب الذين ساهموا بالقبض على قاتل ضحية توب سنتر. حيث وان جهود الامن لاتكتمل الا بتعاون المواطنين .