​إعادة النظر في العملية التعليمية في مجتمعنا

>
​إن مجال التدريس والتربية والتعليم في أي مجتمع هي عملية توصيل رسالة سامية إلى كل الأجيال الحالية والقادمة بدون استثناء .. بل هو واجب وطني وإنساني عظيم يخدم كل المجتمعات المحلية والعربية والدولية في كل بقاع الأرض .. بل قام ديننا الإسلامي الحنيف بترفيع مكانة المعلم إلى مقام الأنبياء والمرسلين، لأهمية ما يقومون به من رسالة في غاية الأهمية، ليس بمحيط المدرسة أو الجامعة أو المديرية .. بل رسالة تجاوزت الأفق العلمي والمعرفي والأدبي، ليصل إلى كل الأجيال في المجتمعات.

ولكن المستجدات التي يمر بها كل المجتمعات مستجدات تجاوزت الأفق الإنساني .. فأمسى وأصبح الإنسان البشري مفرغًا من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية ويتصرف بسلوك العنف الوحشي الشديد فوق ما يتصوره الإنسان نفسه .. فصار القتل عاديًا .. إحراق الإنسان بدم بارد عادي جدًا .. والجرائم الكبرى مثل الاغتصاب الجماعي والتعذيب والتنكيل حتى الموت عادي .. تقطيع الجثة بوحشية مفرطة عادي جدًا .. حتى الإنسان الذي يغرق في البحر تتجمع عليه الناس للتصوير وإرساله كسبق صحفي، ولا يجد الغارق من ينقذه، لأن من حوله مشغولون بالتصوير الفيديوي ..وجرائم كثيرة غيرها أثرت على وجدانية البشر ونفسية الإنسان .. فأصبح الموظف مستهترًا بعمله .. وسائق السيارة يقف وسط الطريق، ليشتري أغراضه الشخصية قاطعًا للطريق .. وبائع السمك يبيع سمك غير طازج، وعند إرجاعه يرفض مستخدمًا الساطور بوحشية لا داعي لها .. ومثلها وظيفة المعلم التي تأثرت بتلك التغييرات النفسية والعصبية والوجدانية، وأصبح المعلم يؤدي الدرس بدون حماس أو صدق .. بل يلقي درسًا يفهمه التلميذ، أو لا يفهمه، مش ضروري طالما هناك دروس خصوصية .. رسالة المعلم توظيف عمله من أجل الراتب الشهري، والجري وراء العلاوات للمعلمين والمعلمات.. أصبحت وظيفة المعلم السامية مجردة من الانتماء .. ومن أجل الاسترزاق المادي فقط .. والطامة الكبرى عندما تكون المعلمة هي مربية الصف وابنتها أو ابنها فيه.. فيكون هو الذي يحمل درجة الامتياز والأول على أقرانه .. طبعًا أمه مربية الصف .. لا حياء ولا خجل .. وهذه ظاهرة واقعية في أغلب مدارسنا ..
لابد من إعادة النظر في العملية التعليمية في كل مجتمعاتنا .. وإعادة مجد "مفهوم  التربية والتعليم " وشرف كرامة مهنة المعلم .. لابد من وقفة جادة أمام العملية التعليمية، وإجراء الدراسات لتحديد الخطأ والعيب، الذي يتعرض له مجال التدريس والتربية والتعليم، ويجرده من الدرجة السامية إلى درجة اللامبالاة ..


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى