رجال عدن زمان كانوا أصدق وعيا ووطنية

> ي فترة مرضي في مصر وفي غياهب الأوجاع والألم، حاولت الانشغال بالتجوال في صفحات الفيس، وبالذات التاريخية والوطنية، وعلى وجه الخصوص صفحة الباحث بلال غلام حسين لأقرأ ما كتب عن هامات عدن الرَواد، أثناء نضالهم الوطني الواعي الجبار، قرأت ما قاله حسن بيومي وأخوه حسين، زين باهارون، عبدالقادر مكاوي، وعبدالرحمن جرجرة، عبدالله الأصنج، علي حسين القاضي، ومحمد علي باشراحيل، والباسندوة، قحطان الشعبي، سيف الضالعي، وكذلك هامات الجوار العبدلي، والفضلي، والواحدي، والهبيلي، وبن فريد العولقي، ولا ننسى رائدات عدن الأوائل ودورهن.

قرأت ما كتبوا وما قدموا وما طالبوا بريطانيا فيه بمنطق وعقل وبنظرة شمولية واسعة الطيف، عن كيفية مغادرتهم الوطن كأصدقاء دون عداوة لاحقة، ناقشوا في رؤاهم أوضاع الدولة لاحقا، ووضع عدن وتمثيلها في الحكم، وتمثيل المحميات الشرقية والغربية بعد الاستقلال، وعن الثروات السيادية، والعلاقات الخارجية مع دول الجوار، والآخر، وخاطبوا بريطانيا بقوة عقل وبأسلوب راقٍ، عن التعويضات المالية، ومستقبل دولة الجنوب العربي، والانضمام لدول الكومنولث، وأطلعوا قيادات الثوار بدقة عما كتبوا لاختلاف الامر كلية، لكنا اليوم نضاهي سنغافورة وبقية بلدان العالم الكوسموبولتيني بتقدمهم وازدهارهم.

أنا على ثقة بأن قيادات الثورة والنضال السابقين، رحم ربي من رحل، وأطال في عمر من بقي، درست أو على الأقل اطلعوا على ما قلنا سابقا، مما كتبه الهامات العدنية والجنوبية، ولكن ظروف العالم العربي حينها، وانتشار الوعي القومي العربي أعمى عنهم ما يجب أن يبصروا بتمعن، ومع ذلك كان الحال معقولا، ولكن ما يبدو وممن نرى من جاء من ملوك زمن الكرفتات والغتر، لم يطلعوا على ما كتبه الآخرون الأجانب، ولا ما كتبه رواد وأماجد عدن، وليس هذا فقط، إنهم لم يطلعوا على أي شيء إطلاقا، ويطلعون فقط على أوامر أولياء النعمة من نهيٍ وأمر، ولهذا لا يهتمون لا براتب ولا ماء ولا كهرباء ولا وطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى