لن نطالبكم باستعادة وطن.. فقط الكهرباء

> سئل الإمام علي (كرم الله وجهه): من أحقر الناس؟

قال : من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم. ليس هناك ما يمكن أن نقنع به شعبنا العظيم، إن ما يتعرض له من حرب ممنهجة في الخدمات، هو من صنع الإمبريالية والاستعمار والرجعية، كما كنا نقول ذلك في فترة اليمن الديمقراطية و حقبة الحرب الباردة.

إذا كان شريكنا الشمالي، الذي نصطف معه في الرئاسي أومجلس الوزراء، هو صانع المعاناة الأول، فأقله أن يسمعنا الرهط الجنوبي في التشكيلتين البائستين تصريحا، نعم تصريح واحد فقط، نهدد فيه بفض الشراكة القائمة مع الجانب الشمالي، لعل في هذا التهديد ما يرضي أفئدة الناس، التي تصطلي بجمرة المعاناة اليومية المميتة، في كل أرجاء المناطق الجنوبية المحررة.

لن نطالبهم بالاستقالة من الرئاسي أو مجلس الوزراء، فنحن نعرف و الرضيع في قماطه يعرف، إنهم لا يستطيعون ذلك، فالكل مشدود إلى عاصمة من عواصم التحالف. نطالبهم فقط بالتصريح والتلميح والتهديد فقط، فالهنجمة نصف القتال كما يقولون، ولكن استروا السوأة ولو بورقة توت -بعد أن ابتعدوا عن شعبهم- في الوقت الذي لا يجوز فيه الابتعاد، حتى من باب العنتريات التي صورها الشاعر:

سيذكرني قومي إذا جد جدهم

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

المواطنون في كرب عظيم، يموتون في جهنم الانقطاعات الكهربائية، التي وصلت إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم، والمعنيون بأمر هذه المناطق، ممن هم أسرى الإرادة الغائبة، عليهم أن يتخاطبوا مع حلفائنا وإخوتنا وأشقائنا في المملكة الشقيقة الكبرى، والإمارات العربية، لمدنا بالخدمات وخاصة الكهرباء، لإنقاذ شعب عزيز وأبي، من كارثة حقيقية.

ونطمئن هذه القيادات أن الحديث بشجاعة و صدق، مع إخوتنا الأعزاء في المملكة و الإمارات سوف يصنع لهم مكانة غير المكانة، و لن تتضرر رواتبهم و امتيازاتهم إطلاقا، و لن يصاب أولادهم وأسرهم و ممتلكاتهم في الخارج بشيء، كما يتوهمون و يخافون.

نقول لهم: لا تخافوا على ما أنتم فيه، فقط خاطبوا من بيدهم الأمر، لإنقاذنا من الوضع الكارثي الذي نحن فيه.

فالسعودية و الإمارات صاحبة أيادي بيضاء على كثير من البلدان عربية وسواها، ولن يعجزهما عمل إنساني وخيري وحتى ديني، لإنقاذ عدن والمناطق المحررة من الموت حرا أو جوعا، نتاج نخبة سياسية حاكمة، تمارس الحكم بطريقة مذلة و مهينة و فاشلة.

و إذا كان التحوط سعوديا و إماراتيا من منظومة الفساد التي تسرق الكحل من العين، فلن تعوزهما الوسيلة -والدولتان حاضرتان على الأرض- بأن تباشر هي بنفسها العمل، لإصلاح هذا الوضع المأساوي، في الخدمات والبنية التحتية، أوعبر وكلاء موثوقين وشركات عالمية ذات خبرة، وهو من أيسر الأمور في هذه الأيام.

إن من عجز عن شرح معاناة شعبه، وأهله ومواطنيه، من متصدري المشهد، لن يفيد لا السعودية، ولا الإمارات، ولا سواهما في شيء مستقبلا، لإن فاقد الشيء لا يعطيه، و للشقيقة الكبرى تجربة ناصعة من الأموال التي صرفتها من الجهاز الخاص على لفيف القبائل والقيادات العسكرية والمدنية في الشمال، منذ اتفاقية المصالحة الجمهورية - الملكية سنة 1970م، و التي أثبتت الحرب الأخيرة أن ذلك كان شبيها بالثقب الأسود، أو بجهنم الدنيا التي تقول : هل من مزيد.

اقرأوا الفاتحة على العاجزين عن استعادة الكهرباء و الخدمات.. وقولوا على الحلم الكبير السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى