المتغيرات ليست بثوابت !

> كلما زادت وتيرة رفع الشعارات كلما قلت دوافعها و تحقيق الأهداف. لسبب بسيط لأنها لم تبنَ على قواعد محددة، بل ظلت تستهلك العقل البشري دون تفكير فيما هو آتٍ. نعم هناك مبادئ استشعرها المواطن البسيط متعلقا بتلابيب تلك الشعارات، راجيا أن تصل به إلى بر الأمان.

لكن الحقيقة، أن المواطن البسيط فقد كل محرك له في سبيل استشراف المستقبل .. المستقبل الذي يضمن ولا يفرط ويحمي ولا يصمت عن الوصول إلى الحقيقة. مكونات عديدة مازالت تبحث عن مشروعيتها و أسباب ومقومات وجودها وهي تتنافس كأشخاص وليست مكونات معبرة عن أبسط الحقوق. لأنها عمدت إلى التركيز على أن تكون أقرب إلى السلطة منها إلى الناس، ولذلك كانت استمراريتها مجرد بكاء مستمر يغلب عليه طابع خاص جدا .فكان الاحتراب هو اللغة الوحيدة التي اجتمع عليها كل الفرقاء السياسيين.

كان يقال للجنوبيين الوحدة ثابتة ولن تتغير، وكان يشاع بأن الشمال جمهوري وأن القبيلة هي أصل النقاء اليمني؟ فإلى أين وصل الشمال اليوم من تلك الإشاعة؟ وإلى أي مدى حقق الجنوب أهدافه ومدنيته؟ وكيف تنظر المكونات الجنوبية إلى (البديل المنشود) في ظل ظرف ومرحلة راهنة غير متوازنة؟ لقد حافظ ساسة هذا العصر على مكاسبهم الذاتية و تخلفوا عن بناء الثقة مع شعوبهم، فتراخوا عن أداء مهامهم و مسؤولياتهم، واستعاضوا عنها بالصراخ الكثير. لأنه لم يعد من المعقول أن نفكر في التوازن السياسي والبلد تنهار شيئا فشيئا، والخدمات العامة الأساسية تتعرض للإتلاف المتعمد، ورواتب الموظفين المدنيين أصبحت مهددة بالتوقف، في ظل قرارات ارتجالية ما زالت تعمل على خلق فجوة وهوة كبيرة بين مؤيدي السلطة والباحثين عنها، وبين حق المواطن في توفير الطاقة والبديل السياسي الأفضل لها. السياسة عمل منظم و ليس مجرد أهواء يمتطيها ذوو الفكر الواحد. وقلنا من قبل ، لا يوجد متغير ثابت ، لأنه من غير المنطق أن نطلق على الهدف بأنه متغير و نظل متمسكين به، دون تطوير و مرونة، تجعل منه قابلا للأداء. فالمكوث على نفس العقلية خراب مستمر لا محالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى