أقلام وإعلام حسب الطلب

>
الاحتجاجات الجماهيرية الساخطة على تردي الخدمات، وبالذات الكهرباء في عدن تتوسع إلى معظم المحافظات بالجنوب، أبرزها حضرموت التي تشهد تظاهرات عارمة وبالذات في حاضرتها (المكلا) والديس،  وغيرها من المدن بالساحل والوادي، لكن مشكلة حضرموت لا بواكي لها، أو بالأصح لا متباكي لها. والسبب أن المحافظ ليس انتقاليا حتى يمكن شرشحته بحق وبباطل، ومسنود من رضاء "الشقيقة" التي أسست فيها -أي حضرموت- مجلسا قبليا لإفشال الجهود الجنوبية، ولكبح تحركات المجلس الانتقالي بالمحافظة، وليس لانتشالها أو انتزاع شيء لأهلها المسحوقين من ثرواتها المصادرة إلى البنك الأهلي السعودي بالرياض، وهوامير الشركات والشيوخ والعسكر.

وعطفا على هذه الولاءات لم نر إعلاميا أو وسائل إعلام من فرقة(حسب الله) يستنكر هذا الوضع وينقله كما هو، مع أن المعاناة واحدة في عدن وحضرموت ولحج وأبين وشبوة وفي وسقطرى و(المهرة السليبة) بيد السعودية وبريطانيا، ففي المحافظة -أعني المهرة- يتم قمع احتجاجاتها دوما كما حدث قبل أيام، كما وأن الجهات الحزبية والقبيلة التي تحرم الناس حقوقهم، وتنهب ثرواتها في هذه المحافظات، هي ذات الجهات التي تفعل الشيء ذاته في عدن، ولكن الفلوس تلجم بعض الأقلام ولا تجعلها تتكلم إلا حسب الريموت المالي وحسب الطلبية، مع أنهم يعرفون جيدا من هي الجهات المتسببة بمعاناة الناس من شرق المهرة إلى غرب الصبيحة، هي تلك القوى الفاسدة والفاشلة التي تمسك بتلابيب الثروات والمناصب وموارد المنافذ والبنوك والوزارات الدسمة، هي رأس الأفعى ولكن عين الرضا عن كل عيب كليلة. المعاناة والجهات المتسبب واحدة  والضحية واحدة ولكن الانتقادات عند البعض تنظر للأمر بعين عوراء، على حسب الطقس السياسي والمالي، وإنفاذا لشروط الممول ولي النعم. خصوصا ونحن نتحدث عن حضرموت التي يجب أن تخجل جماعة الأقلام المستأجرة، من أن تكون محافظة ثرية مثل محافظة حضرموت تنهب لحساب أرصدة بنكية معروفة، ولمصلحة جهات بالداخل والخارج، فيما الأهالي بهذه المحافظة الغنية يعانون البؤس والحرمان، ويستنشقون أدخنة الشركات وملوثاتها، وتجثم على ثرواتها قوات مدججة بكل أنواع الأسلحة إلا أن التطرق لها يغضب الممول الكبير الكُبارة ولجنته الخاصة، نجد معها تلك الأقلام تبلع حبرها.

فحين تصير الأقلام خنجرا في خاصرة البسطاء، ويتحول حبرها إلى سائل نفاق يسكب على موائد صاحب النعمة، فيجب أن تُكسر هذه الأقلام وتُقحم بمؤخرة أصحابها. فكم من قلم أجرى دمًا، وأقلامُ أحدثت آلاما وأحالت الحقائق إلى الزيف، والعكس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى