الهواتف الذكية تربك الحوثيين.. صورة واحدة من زاوية حادة

> «الأيام» العين الإخبارية:

> يراد لهم رؤية صورة واحدة للعالم، من زاوية قيادة الحوثيين، أما التطلع للحصول على معلومات من مصادر أخرى فممنوعة على العناصر في الجبهات.

وهكذا باتت المخاوف من انتفاضة داخلية تقض مضاجع الحوثيين، إلى حد فرض قيود على العناصر في الجبهات في استخدام الهواتف الذكية، لعزلهم عن العالم

وحصلت "العين الإخبارية"، على معلومات من مصادر خاصة في صنعاء تكشف أن قيادات حوثية رفيعة بدأت تناقش بشكل جدي وضع قيود على استخدام مقاتليها لأجهزة الهاتف الخلوي، بغرض منع اطلاعهم على التطورات والحقائق عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت المصادر عن توجيه صدر عن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي يتحدث عما وصفه بـ"حماية المجاهدين" من التعرض للضخ الإعلامي المعادي وتأثير ذلك على قناعاتهم ومعنوياتهم.

وقالت المصادر إن "زعيم المليشيات الحوثية برر في التوجيه الذي ناقشته قيادات حوثية عليا هذا الإجراء بتلقيه تقارير من الاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات بخطورة بقاء أجهزة الهواتف، التي تتيح تصفح منصات التواصل الاجتماعي مع المقاتلين في الجبهات .

وأوضحت المصادر أن "زعيم المليشيات الحوثية ذكر خلال التوجيه لقياداته الكبيرة أنه تم نقل أكثر من 2000 عنصر من الجبهات إلى برامج تأهيل ثقافية وعسكرية بعد أن تم رصد تغير قناعاتهم ومواقفهم من الحرب ومشروعيتها وعدم جاهزيتهم النفسية لمواصلة القتال".

وبحسب زعيم المليشيات الحوثية فإن تطبيق التراسل الاجتماعي "واتساب" يعد الأكثر شيوعا واستخداما، ويأتي على رأس قائمة مصادر تلقي الخطاب الإعلامي المعادي بين المقاتلين الحوثيين في الجبهات، تليه مواقع "فيسبوك" ومن ثم "تليغرام" و"إكس" (تويتر سابقا).

وقالت المصادر إن نقاشات القيادات الحوثية تمحورت حول منع استخدام المقاتلين في الجبهات لأجهزة الموبايل، مع ربط جميع الجبهات ببرامج طائفية عبر خلية توجيه وتثقيف، تتواجد في كل جبهة وعبر مكبرات الصوت ليلا.

كما أقرت قيادات مليشيات الحوثي العسكرية دروسا صباحية يتناوب عليها المقاتلون، خصوصا خلال أيام الهدنة، في مسعى لرفع جاهزيتهم القتالية، وفقا للمصادر.

مخاوف وحواجز توعية

يرى خبراء عسكريون وأمنيون يمنيون أن إقرار مليشيات الحوثي قيودا على استخدام الهواتف وبرامج طائفية لعناصرها المقاتلين، ينطلق من مخاوف المليشيات من ثورات داخلية، وتستهدف وضع حواجز توعية على عقول عناصرها.

ويعتقد الخبير في الشؤون العسكرية في اليمن العقيد وضاح العوبلي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن توقيت هذا الإجراء الحوثي يشير إلى مستوى عالٍ من المخاوف لدى قيادة المليشيات، مما يمكن أن يتأثر به مقاتلوها تفاعلاً مع الدعوات الشعبية المتصاعدة والمنددة بفساد قيادات المليشيات.

وأكد أن "قادة الحوثي يستأثرون بالإيرادات المالية الهائلة لصالحهم بينما يمتنعون عن صرف رواتب الموظفين منذ سنوات، ومثل هذه الحقائق ستؤثر على معنويات مقاتلي المليشيات، الذين غررت بهم، وقد يجعلهم يعرفون وربما يقرون بحقيقتها ويعزفون عن الجبهات عند إدراكهم بأنهم يقاتلون في مشروع هؤلاء قياداته".

وبشأن إقرار وتكثيف المليشيات برامج طائفية للمقاتلين، أكد الخبير العسكري اليمني أن مشروع الحوثي قائم بالأصل على ثقافة "العنف والتغرير والخرافة والتجهيل والكراهية، نهجا وأدبيات وفقهاً، ولهذا فالمليشيات تعمل لعزل من تتمكن من استقطابهم وغسل أدمغتهم، وخلق حاجز منيع بينهم وبين أي مصادر توعوية أو ثقافية".

وأضاف أن المليشيات جعلت من ملازمها وخرافاتها مصدر ثقافة وحيد لعناصرها الإرهابيين، بادعاء أن ما دونه هو كلام منافقين ومرجفين، وأن باقي أطياف وفئات الشعب بمن فيهم أقرباء مقاتليها هم عباره عن "مرتزقة وعملاء وكفار".

ويشدد العويلي على ذلك بالقول: "نحن هنا لا ندعي جزافاً أو نتحامل على الحوثي من زاوية الخصومة، لكن هذا ما أثبتته حوادث القتل الدورية والمتكررة، التي ارتكبها مقاتلون حوثيون بحق آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم، بناءً على هذه المعتقدات الباطلة التي يتم تلغيم أفكارهم بها في المراكز والجبهات الحوثية، والتي تجعلهم ينظرون إلى الآخرين بعدائية مُفرطة".

من جهته، قال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية باليمن المقدم أحمد العاقل أن "وضع مليشيات الحوثي قيودا على استخدام مقاتليها لأجهزة الموبايل ليس خوفاً أمنيا فقط، وإنما يندرج تحت بند التجهيل وسهولة السيطرة عليهم وفق أيديولوجية تتناسب مع فكرهم المليشياوي والطائفي".

وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي أدركت أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت منفذا لزيادة الوعي وكشف الحقائق وإثارة الرأي العام، وهو جانب تسعى المليشيات إلى إلغائه وإبقاء عناصرها بعيدا عن معرفة الحقيقة في محيطهم وحقيقة المشروع الطائفي الكهنوتي.

كما تدرك مليشيات الحوثي أن معرفة مقاتليها لكل ما يدور في الساحة اليمنية وتسرب ولو القليل من الوعي والإدراك لدى هؤلاء المقاتلين، يعد بمثابة اختراق خطير لأهم جبهاتها الداخلية، وبالتالي تسعى بكل جهد إلى طمس عقولهم وقلوبهم وتسميم أفكارهم ليبقوا آلة تتحرك لقتل اليمنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى