"التك توك" يغزو وادي حضرموت

> محمد سليمان

> بدأ ظهور "التك توك" في وادي حضرموت، مطلع 2022. واستخدامه الآن في انتشار كبير خصوصا بين النساء. لكن هذه الوسيلة التي وصلت المدينة من أجل الإسهام في تحسين سبل المعيشة، قد أصبحت مزعجة لحركة السير.

عند العودة إلى الوراء قليلا، فإن المواصلات العامة لم تلق رواجًا في مناطق وادي وصحراء حضرموت (شرق اليمن) ما قبل عام 2015. كما أنها من الخدمات العامة التي لم تكن تحظَ بأي إقبال من قبل المواطنين هناك، لعدة أسباب، منها اجتماعية، وأخرى متعلقة بضعف الكثافة السكانية في مدن الوادي والصحراء. إضافة إلى امتلاك غالبية الأسر الحضرمية وسيلة مواصلاتها الخاصة بها، كالسيارات الصغيرة والدراجات النارية. كل تلك العوامل ساهمت بتراجع إقبال حضارم الوادي والصحراء على المواصلات العامة، في فترة ما قبل الحرب.

غير أن الآونة الأخيرة، ما بعد عام 2015، شهدت تزايد الإقبال على استخدام المواصلات العامة، حتى ظهرت عدد من وسائل المواصلات لم تكن تعهدها مدن حضرموت، منها (التُك تُوك).

دعم سبل العيش

كانت بداية دخول (التُك تُوك) مناطق وادي وصحراء حضرموت في مارس عام 2022، عبر مشروع استعادة سبل العيش للمجتمع الأشد ضعفًا والذي نفذته منظمة سول للتنمية، بتمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

ضابط المشروع نزار الكثيري قال لـ«المشاهد» إن المشروع قام بتوزيع 91 عربة (تك توك) تعمل بالطاقة الشمسية، تشمل 145 مستفيدًا ومستفيدة بعد تأهيلهم، وتقييم مستوى الحاجة و الاستفادة الممكنة من المشروع في مجال النقل.

وأضاف: ”تم تدريب البعض منهم في صيانة العربات العاملة بالطاقة الشمسية، سعيًا لتحسين سبل عيش المستهدفين، وتوفير مصدر دخل إضافي لهم، تعينهم وأسرهم على الظروف المعيشية التي يمر بها الوطن، بسبب الصراع الدائر منذ سنوات".

مشكلة مرورية

بعد خروج عربات (التُك تُوك) إلى الشوارع وممارسة العاملين بها عملية نقل المواطنين بين مناطق المدن الرئيسية بوادي وصحراء حضرموت، بدأ الإقبال الكبير عليها بشكل لافت.

ويعود هذا الإقبال إلى انخفاض سعر الأجرة؛ كونها تعمل بالطاقة الشمسية؛ ما دفع التجار إلى استيراد عربات (التُك تُوك) من الخارج وإغراق السوق المحلي بها.

وكان من نتائج ذلك ازدحام شوارع مدينة سيئون (كبرى مدن الوادي والصحراء)، بسبب كثرة العاملين على (التُك تُوك)، وتفضيل المواطنين التنقل عليها، الأمر الذي سبب اختناقات مرورية كبيرة.

مدير إدارة المرور وشرطة السير بمديرية سيئون، الملازم كمال العامري، قال لـ«المشاهد»: إن ضيق شوارع المدينة وعدم وجود مواقف ولا مسارات مخصصة لمثل هذه العربات، خلق حالة من الاختناقات المرورية.

وأشار العامري إلى أن الأعداد المتزايدة من عربات (التُك تُوك) وكثرتها في شوارع سيئون، ساهمت في هذا الازدحام.

وسيلة مفضلة للنساء

بحسب مواطنين، باتت عربات (التُك تُوك) الوسيلة المفضلة للنساء بمناطق وادي وصحراء حضرموت، فلا تكاد ترى عربة من هذه إلا وتجد ركابها من النساء.

وهذا يرجع لشعور النساء بالأمان أكثر، تجنبًا لحدوث أي تعدٍ عليهنّ؛ كون العربة مكشوفة للناس، برغم أن خطرها على الراكب أكبر من السيارة التي توفر أمانًا جسديًا أكبر. إضافة إلى سعرها المناسب مقارنةً بأجرة التاكسي المرتفعة، متأثرةً بارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

الانتشار الكبير لعربات التك توك خلق منافسة غير متكافئة مع سيارات الأجرة؛ بسبب ضعف الإقبال على استخدام سيارات الأجرة العادية، وهو ما يعد مؤشرًا لضرورة إيجاد حل مناسب وعادل من قبل الجهات المختصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى