منطقة بأبين دون مياه شرب منذ قيام ثورة 14 اكتوبر
> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة:
>
وناشد المنظمات الدولية والإغاثية النزول الميداني إلى منطقة جحين ليشاهدوا حجم المعاناة التي يعاني منها الأهالي، وتقديم الدعم الإنساني.
يعاني الأهالي بمنطقة جحين بمديرية لودر محافظة أبين من عدة صعوبات في انعدام المياه الصالحة للشرب، والكهرباء. ويضطرون لجلب المياه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة ولم ينعموا بخدمة المياه.
منطقة جحين تضم عدة قرى وتجمعات سكانية، تشكل قوامها السكاني البالغ حوالي 3000 نسمة تقريبا، ويعانون شظف العيش وانعدام الخدمات الأساسية.
موقعها الاستراتيجي لقربها من الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظات الجنوبية، والمؤدي إلى المنافذ الدولية وتضاريسها الجبلية، المطلة على سواحل بحر العرب. بالإضافة إلى مناخها المعتدل ونقاء أجوائها وتميزها بنسبة رطوبة منخفضة. عوامل أدت إلى اختيارها من قبل الإدارة العامة للخضار والفواكه، كموقع لخزن المحاصيل الزراعية في ثمانينيات القرن الماضي.
وشيدت في منطقة جحين مخازن ضخمة لحفظ محصول البصل الموسمي، للتغلب على مشكلة نفاده السريع من الأسواق، في ذلك الحين، إلا أنها مع الوحدة سرعان ما دمرت ونهبت هذه المخازن، في إطار التدمير الممنهج لكل ما هو جميل في الجنوب.
ويعاني الأهالي ظروفا معيشية صعبة ومعقدة، وانعدام الخدمات، المياه والكهرباء، والاتصالات، والرعاية الصحية.
وتبدو الوحدة الصحية المبنية لمركز المنطقة خالية من الكوادر الصحية، وحدهن القابلات محدودات التأهيل من يقمن بمهمة تطبيب الأهالي، فيما تعاني العملية التعليمة والتربوية من نقص كبير في المباني والكوادر، يبدو الكتاب المدرسي، وعدم وجود أسوار تحمي طلاب وطالبات مدارس المنطقة، وأما بالنسبة لتعليم الفتاة فإن أهالي المنطقة لا يعارضون بتاتا تعليم فتياتهم، لكن عدم وجود مدرسة ثانوية في المنطقة جعل من تعليم الفتاة مقتصرا على التعليم الأساسي فقط.
وقال عدد من الشخصيات الاجتماعية إن انعدام مياه الشرب يعد السبب الرئيسي للمعاناة، التي يمرون بها، ويعشون ظروفا صعبة ومعقدة، وإن بعض الأهالي اضطر -الكثير منهم- للنزوح نحو المدن بحثا عن حياة أقل شقاءً ..!
وأشاروا إلى معاناتهم من نقص وانعدام في جميع الخدمات. لكنها تظل مشكلة انعدام المياه هي المعظلة الكبرى لسكان المنطقة، حيث يتم جلب المياه من مناطق بعيدة على ظهور الحمير ..
وناشدوا السلطة المحلية النظر بعين الاعتبار للمعاناة التي يمرون بها، وحفر آبار للمياه، حتى ينعموا بهذه الخدمة، وأيضا توصيل خدمة التيار الكهربائي إلى منازلهم، أسوة بالمناطق المجاورة، التي تم توصيل الكهرباء إليها.
وقال المواطن صالح سالم إن المنطقة محرومة من أبسط مقومات الحياة، لا كهرباء ونعيش في الظلام الدامس، وكأننا نعيش في القرون الوسطى، ولم ننعم بهذه الخدمة نهائيا، على الرغم من توصيلها إلى بعض المناطق المجاورة.
وأشار في سياق حديثه لـ"الأيام" إلى أن الأهالي تابعوا من أجل توصيل خدمة التيار الكهربائي، لكنهم تفاجأوا إن مشروع كهرباء منطقة جحين قد تم تنفيذه عبر أحد المقاولين، ولا نعلم متى كان ذلك. وأضاف أن الأهالي يعانون من انعدام خدمة المياه النقية. رغم توصيل الأنابيب من مشروع مياه امصرة الكبرى، وبناء خزان للمياه في المنطقة، إلا أنه سرعان ما فشل ذلك المشروع لتظل المعاناة هي سيد الموقف.
وأضاف المواطن عوض علي إن منطقة جحين توجد بها أكثر من 15 قرية متناثرة، بحاجة للخدمات، لكن ما يحز في النفس، أننا محرومون من خدمات المياه والكهرباء منذ قيام ثورة 14 أكتوبر. وظللنا على ذلك الوضع، رغم تعاقب المحافظين على قيادة المحافظة، إلا أن أحدًا منهم لم يكلف نفسه بالسؤال على المنطقة وتلمس أحوال الأهالي.
وأشار إلى أن المنطقة بحاجة للكثير، واضطر الكثير من الأسر إلى النزوح إلى المدن، من أجل الحصول على شربة ماء نقية، بعد أن شعروا بالظلم من قبل السلطات المحلية، التي لم تعمل أي شيء.
وقال المواطن ناصر حسين: إن الأهالي يضطرون لنقل أبنائهم للدراسة إلى عاصمة المحافظة زنجبار، نتيجة عدم وجود فصول دراسية حتى الصف التاسع، أو الثانوي، وهذه أكبر معاناة نتكبدها.
وأشار إلى أن الفتيات يحرمن من مواصلة التعليم بعد الصف السادس ابتدائي، نتيجة عدم وجود فصول دراسية لمواصلة الدراسة، والبعض يضطر لنقل أسرته إلى المدن، من أجل تدريس أبنائه.