سوق الطيور في عدن.. (جُمعة) الباحثين عن الرزق والمتعة

> الخضر عبدالله

> سوق الطيور بمدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن (جنوب اليمن)، من المعالم المميزة في العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليًّا، يؤمه بانتظام الهواة وعشاق الطيور، للتمتع بجمالها وانتقاء ما يريدون منها، حيث يتردد آلاف من المواطنين على سوق الطيور وسط المدينة، ويجد الزبائن كل أنواع الطيور التي يريدونها، والتي يعرضها شباب وأطفال وكبار في السن.

في كل صباح يوم جمعة، يزدحم السوق بمختلف الأنواع التي يحملها الهواة من مختلف أحياء مديرياتهم في محافظة عدن، حيث يجتمعون للبيع والشراء والتنزه، وأيضًا تبادل الخبرات في جوانب تربيتها بين مربي الطيور، وتعد هذه المهنة بالنسبة للبعض هواية ممتعة، بينما تشكل للبعض الآخر مصدر دخل، وهو ما يدفع بزوار السوق إلى الحضور خصيصًا لشراء الأنواع الجديدة. والتنافس على العروض جارٍ خلال مدة السوق التي تستمر طوال النهار، في واحد من أهم أسواق مدينة عدن.


الكناري والصقور والنسور والحمام والدجاج والأرانب وطيور الزينة تجدها في مكان واحد تملأ المكان ضجيجًا كأنك في غابة حقيقية، يقصدها أصحاب الهوايات والباحثون عن الابتعاد عن هموم الحياة اليومية كمتنفس لهم في بلد لا يزال يعاني من تبعات الحرب وآثارها.

وتتراوح الأسعار بين (50 إلى 100 ألف ريال يمني) "للطائر" أو العصفور الواحد، وتتوافر بكثرة أصناف الحمام والدجاج والعصافير الصغيرة، بينما يزيد سعر أصناف أخرى، مثل البط والإوز والكناري الذي قد يزداد سعره من وقت لآخر.

وتجد الباعة في هذا السوق الجذاب في حالة من التباهي وهم يعرضون طيورهم من أصناف وأنواع مختلفة، إذ يلاحظ منظر البائع وكأنه ملك متربع على عرش مملكته الخاصة في هذا السوق الشعبي، ما جعل أنواع وأصناف الطيور المتعددة -بحسب وصف البائع عبدالله فضيل، في حديثه لـ"خيوط"- علامة مميزة تجذب الناس لزيارته والتجول فيه.


يضيف فضيل، أن السوق يقام عدة ساعات، من فجر الجمعة وحتى منتصف النهار فقط، ويتم فيه عرض أنواع مختلفة من الدجاج (الفيومي، والحمام الزاجل، والكناري، والبغدادي، والإوز، والبط)، موضحًا أن انعكاس الظروف الحالية وانجرارها إلى منحنى خطير من الصعوبة، جعل الكثيرين يقومون بتربية الطيور وبيعها، كونها لا تكلف الكثير من الخسائر وربحها بالجملة تنسيك مرارة التربية الطويلة، وفق تعبيره.

تحسين وضعية السوق

يبحث الناس في كل المناطق والمحافظات عن أي مصدر دخل وطريقة للكسب؛ بسبب تردي الأوضاع المعيشية مع تراجع النشاط الاقتصادي بفعل الحرب وتصاعد حدة الصراع منذ ما يزيد على تسع سنوات، إذ يدفع ملايين المواطنين ثمنًا باهظًا لهذا الوضع، منهم نحو 17 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.

ويتوجه عبدالله فضيل إلى سوق الطيور يوميًّا للبحث عن الرزق ومصدر للاكتفاء من خلال التجارة بالطيور، حاله كحال العشرات الذين يعدونها مصدر رزق لهم ولأسرهم، حيث يتابع حديثه بالإشارة إلى أن سوق الطيور في عدن، أصبح من أهم الأسواق على مستوى اليمن، حيث يزوره كل جمعة آلاف من المواطنين والباحثين عن مختلف أنواع الطيور.

في السياق، يؤكد عباس صلاح، الذي يعمل في السوق منذ أكثر من عقدين، لـ"خيوط"، تزايد اهتمام المواطنين بالطيور، خصوصًا المغردة، والعصافير التي يشتريها المواطنون للزينة، مبينًا أنه يقوم بتربية طيور الزينة وتوفير الأعلاف لمن يحتاجها في السوق، إضافة إلى أن هذه المهنة تدر عليه دخلًا جيدًا، وكذلك غيره من العاملين في تجارتها، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية التدخل لتحسين أجواء العمل في السوق.

مطالبات

بات سوق الطيور في عدن سوقًا شعبيًّا شهيرًا، ومعرضًا لمختلف الطيور المحلية والمستوردة، برغم مدته القصيرة في الأسبوع، كما أصبح ظاهرة شعبية ويومًا مميزًا له وقعه ومكانته الخاصة لدى الهواة من الشباب، والذين يتوزعون ما بين بائع ومشترٍ، فضلًا عن الآخرين الذين يحضرون لمشاهدة الطيور والحيوانات عن كثب، لا سيما المستوردة من الدول العربية والأوروبية.

ويطالب العديد من المتسوقين، في أحاديث متفرقة لـ"خيوط"، الجهات الرسمية بضرورة تشجيع الشباب الذين اتخذوا هذه الهواية مهنة لكسب الرزق، وذلك من خلال توفير الإمكانيات التي من شأنها أن تساعدهم في عملية التصدير لطيورهم وحيواناتهم إلى الأسواق المشابهة في مختلف البلدان.

يشرح ثابت القرشي، أحد مرتادي السوق، في حديثه لـ"خيوط"، أن هناك اهتمامًا واسعًا بسوق الطيور في عدن مع تزايد الإقبال على شراء وبيع الطيور بطريقة لافتة، وانتشار وجود الطيور في السوق بمختلف أنواعها وأصنافها وأسعارها.

ويعدد أنواع الطيور المتوافرة في السوق، كالكناري والصنعاني و"البغدادي"، والببغاوات، مشيرًا إلى أن السوق يشهد كل جمعة مزادًا علنيًّا لأهم أنواع الطيور.

وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها عدن كغيرها من المدن والمحافظات في اليمن، بسبب تبعات الحرب والصراع، فإن سوق الطيور في المدينة ومربي الحمام يواصلون مهنتهم بالرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجههم، بالمقابل لا أحد منهم يعول على أي دورٍ للجهات المعنية بالاهتمام بهذا السوق واستثمار جاذبيته المتزايدة في تنمية الجانب السياحي في مدينة زاخرة بالحياة والمعالم والأسواق الشعبية.

"خيوط".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى