د. معين عبد الملك: الصراع لن ينتهي إلا بصيغة للحكم تضمن عدم هيمنة أي طرف على آخر

> «الأيام» القسم السياسي:

>
​يقال دائمًا اليمن السعيد، لكن في ظل وجود عاصمتين ما حظ المواطن اليمني اليوم من السعادة؟ ومنذ 2011 يعيش اليمن فصولا متصاعدة من الأزمات المتلاحقة ضاعفت تحديات الوحدة وأضعفت الأمل في حسم الصراعات التي أخذت الشعب اليمني الشقيق بعيدًا عن التنمية والاستقرار.

د. معين عبد الملك واحد من القيادات اليمنية التي عهد إليها قيادة الحكومة اليمنية من العاصمة المؤقتة عدن في ظل سيطرة جماعات الحوثيين على العاصمة صنعاء وفي ظل تيارات أخرى تتجاذب الدولة الضعيفة.
وبحوار صحفي أجرته معه جريدة "الشرق" القطرية تحدث د. معين عبدالملك عن أولويات الحكومة.. وفيما يلي أهم تفاصيل الحوار:

- د. معين عبدالملك كانت هناك زيارات مؤخرًا من القيادات اليمنية للدوحة فهل هناك ملفات جديدة يجري البناء عليها؟
كثير من الملفات تم بحثها والآن تستكمل ونوقشت الكثير من الآمور الفنية والقضايا وتفعيل لبعض الأمور حيث يوجد دعم من دولة قطر لمحطات الكهرباء والملفات التنموية الكبيرة وكانت حاضرة قبل الحرب، الآن كيفية العمل في الوضع الحالي وإعادة تفعيل للأمور في الكثير من الملفات التي قد تحقق انفراجة وتساعد في دعم جهود الحكومة للحفاظ على استقرار الوضع في اليمن.

- أشرت إلى المشاريع التنموية التي ربما تكون الحاجة ملحة اليها اليوم من قبل الشعب اليمني، إلى أي مدى وجدتم تجاوبًا قطريًا على هذا الصعيد سواء الكهرباء أو الأمور التنموية الأخرى والتي تتصل بالحاجة المعيشية للشعب اليمني؟
 الاحتياجات كبيرة ويبقى دور مجلس التعاون الخليجي مهما حيث كانت هناك زيارة للأمين العام للمجلس إلى عدن مؤخرًا وإعادة تفعيل دور المجلس والعلاقة الثنائية مع كل دولة على حدة مهمة حيث كانت هناك مشاريع طرق ومشاريع مهمة مرصودة، وهناك دول تعكف على إقامة السدود وإنتاج الكهرباء وغيرها من المشاريع، واليمن دولة كبيرة حوالي 500 ألف كلم مربع وعدد السكان قرابة الـ 30 مليون نسمة فتوقف المشاريع التنموية كان عقبة والآن نفعل مع كل دول الخليج بعض الأمور حيث كانت كل الصناديق متوقفة تقريبًا، وقطر لها دور مشهود في المشاريع ذات التدخل المباشر في اليمن فكانت تنجز وتختار المقاولين وهناك طرق مشهورة أنجزت بتمويل من قطر ومؤخرًا كانت في بداية الحرب دعم لمحطة كهرباء بـ 60 ميجا يجري الآن إعادة صيانتها، بالإضافة إلى عدد من الملفات قطر كانت تنوي التدخل فيها مباشرة ولما جاءت الحرب توقفت.

والبيت الخليجي هو الحصن الأساسي الذي يضمن الحماية الحقيقية لليمن من الوقوع في تبعات الحرب ونتائجها، فالآن الوضع هش وإذا حدث أي انهيار في الخدمات بشكل كبير ونحن نتكلم عن وضع صعب في القدرة الشرائية والعملة تدهورت ونحاول بشكل كبير الحفاظ عليها وهي نتاج 8 سنوات من عدم الاستقرار وجولات العنف ونحن نتوجه بطريق أقرب إلى موضوع السلام واستعادة الاستقرار في البلد واستعادة الجهود التنموية عنصر مهم إنسانيًا وسياسيًا.

- بالأمس كانت هناك تصريحات لرئيس الوزراء عن المبادرة الخليجية والحوار اليمني - اليمني ووحدة اليمن، هل هناك أفق جديد في موضوع السلام والاستقرار في اليمن؟
هناك جدية في الخطوات وجهود مبذولة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وعمان ودعم من المجتمع الدولي والخليجي والكل داعم لهذه الخطوات وهناك تشكك في جدية الحوثي في الالتزام ونشهد الأحداث التي وقعت مؤخرًا على الحدود مع المملكة العربية السعودية كإحدى هذه النتائج، لذلك فتصريحات رئيس وزراء قطر مهمة فقطر مهتمة بالحفاظ على اليمن وعلى المرجعيات الثلاث وهو موضوع مهم لأن أي سلام لا يضمن مؤسسات الدولة والمواطنة المتساوية في اليمن يؤسس لدورة عنف أكبر ولذلك المسار الذي انتهجته قطر منذ بداية الأزمة يشدد على الحفاظ على هذه المرجعيات لأنها أساس قانوني يساعد اليمنيين على الجلوس على الطاولة والوصول إلى حلول مستدامة ولذلك مهم أن تثمر هذه الجهود بالدعم الإقليمي والدولي لإنتاج حلول مستدامة للحفاظ على استقرار اليمن ووحدته.

- عرفنا الدعم الخليجي والدول الخليجية الحاضنة للملف اليمني بالنسبة إلى المواقف الدولية إلى أي مدى تعولون عليها حقيقة لدعم جهود السلام والاستقرار؟
دائما أرى أن الأساس هو داخلي، وإذا استوعب اليمنيون ما حدث خلال ثماني سنوات والتدخلات التي جرت بشكل كبير، فالناس أرهقت من الحرب ولكنها إلى الآن لم تفرط في حقوقها وبالذات في الكثير من المناطق التي قاومت، واليمن بلد متنوع ويحتاج أن يستوعب الكل أنه لن يكون هناك إقصاء أو استخدام للعنف لتحقيق مآرب سياسية فلذلك قد يكون الدعم الإقليمي والدولي جهدًا مساندًا ما لم تتوافر المعطيات الداخلية، وبالطبع هناك تدخلات إقليمية وخارجية ولكن في الأساس هي مشاكل داخلية لم يستطع اليمنيون التغلب عليها وكانت فترة المسار السياسي هي الأساس الذي كان يمكن المحافظة عليها وقد مررنا بتجربة مسار سياسي جرى الانقلاب عليه بشكل كامل وأصبح العنف هو سيد الموقف وتفككت مؤسسات مركزية والمعاناة خلال السنوات الثماني الماضية طالت كل يمني في داخل البلاد وخارجها.

- كيف ترى جهود الأمم المتحدة والمبعوثين الدوليين في ضوء اللقاءات الأخيرة للحكومة مع سفراء الاتحاد الأوروبي في اليمن ودور المؤسسات الدولية في اليمن هل تخدم مصلحة اليمنيين أم هناك أجندة أخرى؟
هي تبذل جهودًا لكن الإشكالية هي تعنت ميليشيا الحوثي وهو العنوان الأبرز لكثير من الجهود وكنت شاهدًا على عدد منها في مفاوضات الكويت قبل أن أصبح رئيسًا للوزراء ومنذ بداية الحرب ثالث مبعوث أممي، بالإضافة إلى مبعوث أمريكي هناك جهود تبذل ما لم تتوفر نية صادقة لن نستطيع الوصول إلى محطات تؤسس إلى مسار سياسي فحتى الإطار السياسي القادم سيحتاج إلى سنوات وكيف يمكن أن يؤسس لهذا المسار، والحاصل أنه منذ الهدنة التي أعلنت تقريبًا قبل أكثر من عام ونصف تقريبًا أن الحوثي رفع من مستوى الحرب الاقتصادية وآثارها أكبر وهي تمس الملايين حيث حرية التجارة والتنقل وإجراءات معينة أثرت على البنوك وحركة الطيران، إضافة إلى الاعتداءات الإرهابية وهي كلها تفقد الهدنة معناها وكلها تؤثر في مقدرات الشعب اليمني وقد نتحول إلى التدمير الداخلي ما لم نتدارك الوضع فهناك هدنة على مستوى المعارك وعلى المستوى الواسع لكن هناك نتائج خطيرة تترتب على الحرب الاقتصادية وتؤثر على مصالح معينة ينبغي تحييدها منها حركة الناس والأشخاص والبضائع وغيرها من الأمور التي جرى تصعيدها وتؤدي إلى نتائج اقتصادية وقد تنعكس إنسانيًا بشكل كبير.

- الهدنة هل كانت عسكرية أكثر من كونها داخلية على الصعيد المعيشي بالنسبة للمواطن؟
نعم، وقد رأينا مؤخرًا في استشهاد الجنود من دولة البحرين الشقيقة لكن حتى على مناطق في مأرب وتعز وجبهات الحرب الأخرى هناك اشتباكات ومستوى التصعيد العسكري أقل بكثير من مستوى ما قبل الهدنة لكن مازالت هناك اختراقات تسجل بشكل كبير من قبل الميليشيات ولن يؤدي العنف إلى أي نتائج والدولة عندها القدرة دائمًا على الرد وعلى احتواء كل ما يتم لكن لم تنتج حلول تساعد في تحسين الوضع الاقتصادي وغيرها والدولة تقوم بعملها كحكومة وكدولة وكمسؤولية كاملة لكن بالنسبة للميلشيا اتخذت قرارات كبيرة جدًا سواء بمنع السلع أو غلق الطرق والإشكالية الكبيرة في الهدنة هي عدم فتح أي طرق إنسانية وبعض المناطق المتجاورة يضطر المواطنون إلى السفر 17 ساعة وقد يؤدي فتح طريق إلى اختصار المسافة إلى نصف ساعة وهو أمر موجود في تعز والضالع وطرق التجارة واليمن بلد جبلي وبدائل الطرق ليست كبيرة وكنا قطعنا شوطًا كبيرًا في التنمية ولكنها تتعرض للانهيار بسبب عدم الصيانة وعدم الاستثمار.

- وما هو دوركم أنتم كدولة؟
نحن نوجد بدائل قدر الامكان والآن نحافظ على المنشآت ونحاول توفير الطاقة ولدينا منشآت لشركات وطنية تعمل في أصعب الظروف لا توجد استثمارات خارجية، فكدولة نحاول الحفاظ على المقومات الداخلية حتى لا ينهار البلد اقتصاديًا بشكل كبير وحتى لا يكون الوضع الإنساني أصعب من الوضع الحالي بمراحل.

- قلتم أن الحل يمني - يمني وتتحدث عن الدولة ودورها لكن في نفس الوقت هناك قوات أو ميليشيات خارج سيطرة الدولة ألا تؤثر على الاستقرار والتواصل بين المناطق؟
إفرازات الحرب لا يمكن السيطرة عليها فهناك مقاومة وعنف ومدن كانت تحمى بـ 400 - 500 جندي في ظل مقاومة وسلاح وتبعات وانخراط هذه القوات في الدولة يحتاج إلى عمل غير عادي ورغم أن الحل ينبغي أن يكون بين اليمنيين ويعتمد على الحوثيين أن يحسوا بيمنيتهم بشكل أكبر وتأثير إيران عليهم واضح وقد رأينا المظاهرات الأخيرة في ذكرى ثورة 26 سبتمبر وهي جزء من نزعة تفتقد فيها الناس للهوية الجامعة وهذه الأمور تشظت بتعرض اليمنيين لأي تشظي حقيقي مع جهويات عديدة وهي أمور تنتجها الحروب وعلاجها يصعب كلما طال أمد الحرب.

- هذا يعكس غياب المشروع الوطني وهناك انتقادات لأداء الحكومة ضاعفت غياب الهوية الجامعة وهو ما رأيناه من رفض رفع العلم اليمني؟
دعني اتحدث بصراحة، اليمن يمر بأزمات كبيرة وقديمة وفي الوقت الذي يحاول أي طرف أن يسيطر أو يملي شيئًا تشتعل حروب داخلية وفي الوقت الذي يتفق فيه اليمنيون على صيغة للحكم تضمن عدم هيمنة أي طرف على آخر نقترب من الحل ولهذا ننادي بالحوار الوطني لحل الاشكاليات المتراكمة في الشمال والجنوب وبعد الوحدة فقدرتنا على معالجة أمورنا ونتفق عليها بدون إملاءات وبدون فرض هي الأساس للحفاظ على الاستقرار وغير ذلك سنبقى في إطار النزاعات والعالم لن يعرف تعقيدات الملف اليمني وهي كبيرة ولكن هناك مسارات للحل واليمن ليست مكونا واحدا يفرض نفسه بقوة ولكنه بتنوعه ونحتاج إلى أن نرتب لمؤسسات دولة أكثر قوة وحزما في التعامل مع الملفات.

- هل أنتم راضون عن أداء مؤسسات الدولة؟
لا يوجد رضا كامل حتى في دول مستقرة دائما الحكومة ملامة والناس تعاني من وضع اقتصادي صعب ومن إمكانات شحيحة وتبعات للحرب وبالطبع لسنا راضين بشكل كبير أيضًا عدم توفر الإمكانيات والدعم الشحيح لليمن الذي لديه مقدرات إذا استقرت يرجع لنقطة توازن وإلى معدلات تنمية كانت سائدة من قبل، وللأسف في الوضع الحالي عاجزون عن ترتيب أمور كثيرة وأن كنا محافظين على الوضع مستقرا بدون انهيار أكثر للعملة لكن لدينا إشكاليات كبيرة في الناتج القومي وإشكالية في المدارس آلاف المدارس وعشرات الجامعات تدار بموازنات ضعيفة واليمنيون استنفدوا قدراتهم على الصمود في ظروف غير عادية لا يمكن لشعب أن يتحملها وهذا مبعث قلقي لأنه سينتج أجيالًا تحت وطأة الظروف الحالية سنرى نتائجها بعد 15 - 20 سنة.

- لكن البعض يرى أن إسناد بعض الوزارات إلى بعض الأطراف نتيجة تقاسم المناصب أدى إلى عدم الأداء بصورة ذات كفاءة عالية نظرًا لتقاسم المؤسسات؟
بلا شك أن حكومات المحاصصات السياسية هي الأصعب ونحن قدر الإمكان نحاول تجاوز ذلك فهناك فرق بين الشراكة والتقاسم ولا نريد أن نؤسس في اليمن لمحاصصات تؤدي إلى شلل كبير في وظائف الدولة مستقبلا. وكثير من التعيينات الآن تتم بمعايير نحاول الابتعاد فيها عن المحاصصة وأن كان الوضع صعبًا فالكل يريد انتزاع حصة ويرى الشراكة بالتقاسم وإذا تمت بهذه الطريقة لا نستطيع إدارة المؤسسات.

- مواقف قطر تاريخية في دعم وحدة اليمن ورفض التقسيم هل سمعتم خلال نقاشاتكم في الدوحة أفكارًا تعزز الوحدة الوطنية على صعيد مشاريع الحوار الوطني؟
مازال مبكرا الحديث عن كيف نستطيع إيقاف إطلاق النار لأن أي إطار سياسي ستوضع فيه كل القضايا على الطاولة حتى قضايا الجنوب وغيرها كانت موجودة قبل 2011 واليمن لا يحكم الا بتوافق يبني لمؤسسات دولة وهو يعتمد علينا كيمنيين حتى نستطيع حل مشاكلنا ونضمن وحدة وسلامة الأراضي وهذا يعتمد على القيادات اليمنية وأن تكون لديهم الحكمة الكافية لمعالجة جذرية للقضايا لأن هناك أمورًا قد تنتج معالجتها إلى مشاكل أكبر، والنقاشات لن تكون سهلة في المرحلة القادمة وأي حوار قادم سيكون صعبًا، وهذه من أصعب الفترات والخروج منها يتطلب حكمة ووعيا وقيادة استثنائية.

- الحكمة يمنية ولكن يبدو أنها صينية أيضا في ضوء الاختراقات التي نجحت فيها بكين بين الرياض وطهران هل نتوقع وساطة صينية في الأزمة اليمنية؟
 لن تكون على المستوى التفصيلي فالوساطة الصينية الأخيرة تشمل كثيرًا من الملفات المشتبكة والملف اليمني إحداها وهناك دور صيني معين ولكن نحاول في اليمن المحافظة على مسافة متساوية لأن أي تقاطع لليمن باتجاه أي محور في الوضع الحالي سيؤثر بشكل كبير ونحاول أن نستفيد من المناخات التي توفرت لإرساء مبادئ الأمن والاستقرار في اليمن والدول الخمس لها موقف من الأزمة اليمنية متوازن واليمن لا تتحمل خضات كبيرة في المرحلة القادمة.

- هذه المصالحات الإقليمية ألا تنعكس إيجابًا على الملف اليمني؟
ستنعكس وعلينا أن ننتظر النتائج ولا نستبق الأحداث وتوفير مناخات أقل حدة واستقطابًا لا شك سيقلل من موضوع الحرب بالوكالة أو تدخلات كبيرة أو إمداد بالأسلحة، فهناك إمدادات كبيرة للحوثيين فيما يتعلق بالوقود وغيرها وهي إشكالات كبيرة لأنها تساعد في زيادة القدرة العسكرية أو التجهيز أو استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية كما استخدمت مؤخرًا وهي أمور من المهم أن تساعد في الحد من دعم الميليشيات المسلحة وبالأخص جماعة الحوثي.

- السلام أين هو اليوم في اليمن؟
 السلام يحتاج إلى شجاعة وجهود غير عادية وإذا أرسينا خارطة طريق فيها منهجية واضحة للنقاش يمكن أن نتلمس الطريق للسلام.

- ماذا عن جهود هيئة التشاور والمصالحة وما الذي ينقصها لتحقيق خطوات عملية؟
هيئة التشاور والمصالحة تضم قيادات سياسية كبيرة من قيادات قبلية وبرلمانية وسياسية وكلهم لديهم خبرة في ملفات داخلية مهمة وبدأت لقاءات كثيرة مع قيادات الدولة في مجلس القيادة والمحافظات والخبرات الموجودة فيها يمكن أن تساعد وهي أنشئت بعد قرار نقل السلطة وبالنظر إلى الأسماء الموجودة فيها فهي تغطي طيفًا واسعًا من المكونات السياسية قادرة على تفعيل النقاشات والحوارات الداخلية للوصول إلى تهدئة.

- الحلول الأمنية موجودة لكنها غير ناجعة بدليل وقوع ضربات أمنية توجه بين فترة وأخرى ألا تعتبر الحلول الخدمية وسيلة أفضل لحل مشاكل اليمن؟
- الخدمات والتنمية أساس للاستقرار ولكن الجهود الأمنية مطلوبة ومنعت تكرار العمليات بشكل كبير فكانت هناك مساحات غير مسيطر عليها وتتعرض لاختراقات من عناصر متطرفة وإلى حد كبير تم تأمين عدد من المدن رغم وقوع حوادث متفرقة يتبعها جهد من الدولة للوصول إلى هذه العناصر والحد من نشاطاتها وهو تحد موجود مع الدولة المستقرة القوية ونحن نحاول استعادة الدور التنموي للخليج وللدول الشقيقة والصديقة.

- إلى متى تظل العاصمة مؤقتة؟
العاصمة الأساس فيها أن تكون عاصمة لكل اليمنيين واليمن شهد عواصم كثيرة في تاريخه بل عدة عواصم ولذلك صنعاء العاصمة الرسمية ولكنها الآن ليست العاصمة التي توحد اليمنيين أو تكون فيها كل مؤسسات الدولة ولذلك احتضنت عدن الجميع رغم كل الصعوبات والتحديات وتاريخ اليمن طويل ومتشعب ولن تستطيع جماعة أن تتغلب لفرض السيطرة على البلد بشكل مركزي بعد الآن ونحن نحتاج إلى أن نتشارك جميعًا في بناء مؤسسات مركزية قوية ولكن لن تكون قوية إلا إذا كنا جميعا شركاء فيها بمبدأ الشراكة وليست تقاسم النفوذ وبالإمكان أن ننظر إلى فترات مشرقة في تاريخنا تحققت فيها هذه الأمور وشهدنا فيها ازدهارًا شمالًا وجنوبًا وكانت لدينا قيادات تعمل لصالح الناس بدون طغيان أو فرض للإرادة بالقوة ونأمل ان تساعدنا تلك الدروس على أن نرسي حلولا سياسية مستدامة في اليمن تحافظ على أمنه واستقراره.

- هل نحن نتحدث عن يمن أم عن يمنين؟
 إن شاء الله نحافظ على اليمن وهي مسؤوليتنا جميعا كيمنيين ونرسي مبادئ حقيقية للحفاظ على وحدة البلاد وأنا متفائل عندما يجلس الجميع على الطاولة وفقا لمنهجية واضحة لمواجهة اخطاء الماضي يمكن أن نصل إلى حلول لكن لا شيء سيفرض من الخارج وكل الأمور تتعلق بنا كيمنيين لنرسي أسسًا تساعد على الحفاظ على سلامة وأراضي الجمهورية.

- سنوات الحرب هل استفدتم من تجربتها جيدًا؟
سنوات الحرب درس لنا كلنا كيمنيين وتجربة ينبغي عدم تكرارها وإن شاء الله تكون آخر الحروب، هناك دورات للعنف في اليمن شمالًا وجنوبًا ولكل منها أسباب ولكن في كثير منها التاريخ يعيد نفسه ولا بد أن نعي الدروس ونراجع كل ما تمّ خلال الفترة الماضية ليكون لدينا نظام سياسي قادر على خدمة الشعب والمحافظة على ثوابته الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى