سر الطائرات الشراعية التي هاجمت "حماس" بها إسرائيل

> «الأيام» اندبندنت:

> للمرة الأولى استخدمت الطائرات الشراعية لأهداف عسكرية في الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في مواجهتها مع إسرائيل الأسبوع الماضي، وأحدثت هذه الخطة الهجومية تغييراً نوعياً في ساحة المعركة بين الطرفين وكأنها أتت لتقلب الموازين، خصوصاً أن الطريقة التي أنجزت فيها لم تكن ضمن الحسابات الإسرائيلية.

ونجح المقاتلون الفلسطينيون بمباغتة الإسرائيليين في شن هجوم جواً وبراً وبحراً من خلال عملية متقنة، تبعها طرح تساؤلات حول فشل الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي الذي لم يتمكن من كشفها، إذ استطاعت الطائرات الشراعية المزودة بمحركات بدائية أن تهبط في المستوطنات والمواقع الإسرائيلية، بعد أن تجاوزت أبراج المراقبة والأسلاك الشائكة والقبة الحديدية التي لم تصمم لتردع طائرات شراعية بل صواريخ.

شكلت المفاجأة فارقاً على الساحة، على رغم الرد العنيف والدموي لإسرائيل الذي استخدمت فيه كل ما لها من قدرات ووسائل متطورة.

بداية فرنسية الأصل

انطلق مفهوم الطائرات الشراعية أو ما يعرف بـ"مظلة الهضبات" أولاً في التاريخ بمدينة ميوسي الفرنسية، وذلك في ثمانينيات القرن الماضي مع مخترعها السويسري أندريه بوهن، وبقيت الطائرة الشراعية مستخدمة بكثرة في هذه الجبال الفرنسية التي تعتبر منطقة مثلى للتحليق بها، إلا أنها لم تكن آنذاك بالشكل الذي اعتمده مقاتلو "حماس" في الهجوم، بل كانت من دون محرك وتستخدم للطيران من الهضبات حصراً.

أدخلت تطورات على الطائرات الشراعية، وباتت أكثر استخداماً للقفز من الجبال الفرنسية، وتطورت أكثر بعد أن أدخل إليها المحرك الذي يحمل على الظهر، واستخدم في هجوم مقاتلي "حماس".

مدير نادي الطيران الشراعي في لبنان رجا سعادة كان أول من أدخل الطائرات الشراعية إلى بلاده، إذ أوضح أن ما يميز النوع المزود بمحرك أنه يسمح بالتحليق ولو في حال عدم وجود هضاب أو منحدرات، حتى إنه يمكنها التحليق من الشواطئ من دون مشكلة.

وقد استخدمت سابقاً بكثرة مع تطويرها وإضافة المحرك إليها، في هولندا وبلجيكا حيث لا هضاب يمكن القفز منها والتحليق، بينما تستخدم حتى اليوم في الدول التي لا يوجد بها منحدرات أو هضاب للانطلاق، وفي الوقت نفسه يشكل استخدامها تحدياً، خصوصاً أن القماش الذي صنعت منه يمكن أن يتمزق لدى ملامسته المحرك عند الهبوط.

في لبنان تتوافر طائرات شراعية مزودة بمحرك إلا أنها لا تستخدم بكثرة، خصوصاً أن استخدامها للتحليق يتطلب الحصول على إذن مسبق من وزارة الدفاع اللبنانية، لكنها قد تستخدم أحياناً في حفلات الزفاف ضمن استعراض رمي الأزهار أو ربما في حملات إعلانية معينة.

تحد وعمل بطولي

في كل الحالات يعتبر الهجوم بهذه الطائرات الشراعية تحدياً حقيقياً يصفه سعادة بـ"البطولي"، فعلى رغم أنها تستخدم عادة للتحليق لأغراض سياحية وترفيهية وتكثر الصعوبات التي يمكن مواجهتها عند استخدامها لهدف عسكري أو هجوم، فإن الواقعة تشبه الأفلام.

صوت المحرك مع اختيار توقيت الطيران من أهم التحديات عند استخدام الطائرات الشراعية، لكن اللافت أن المقاومين الفلسطينيين انطلقوا بالطائرات في ساعات الفجر الأولى حيث يكون الهواء خفيفاً مقارنة مع أوقات أخرى خلال النهار لاسيما عندما يشتد الهواء مع سطوع الشمس فيكون الإقلاع والتحليق أسهل وتحديداً ابتداءً من الساعة الـ10 صباحاً.

قد يختلف الوضع إلى حد ما بالنسبة إلى الطائرات الشراعية المزودة بمحرك، ولو كان بدائياً، كما في هجوم مقاتلي "حماس"، إنما في كل الحالات يتطلب ذلك حرفية عالية عند غياب الهواء، لا سيما أنه إضافة إلى وزن المحرك كان هناك وزن السلاح الذي يحمله المقاتلون.

وعلى رغم ذلك لم يقعوا في أي خطأ، على رغم أنهم لم يتدربوا على التحليق في هذه المنطقة من قبل، إضافة إلى مخاطرة القيام بهجوم عسكري من خلال التحليق بالطائرات في اتجاه واحد لا يمكن معه العودة إلى الوراء، بحسب رجا سعادة.

وأشار سعادة إلى أنهم "كانوا يعلمون أن العودة بالطائرات الشراعية غير ممكنة عندما يبلغون النقطة التي يتوجهون إليها، إلا أنهم عولوا على عنصر المفاجأة بشكل أساس ليحققوا النجاح في هجومهم هذا"، لافتاً إلى أنه من الممكن توجيه هذا النوع من الطائرات، كما يمكن الهبوط في أي مكان بحسب الرغبة، إذ يكفي لذلك إطفاء المحرك فقط.

ولا يعتبر سعادة الهبوط هو التحدي الأصعب في هذه العملية، بل إن الإقلاع لأنه كان في هذا الوقت من النهار الذي لا يكون فيه هواء إطلاقاً، معتمدين على المحرك في اكتساب قوة دفع إلى الأمام أثناء التحليق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى