مصدر لـ"الأيام": اتفاق الشرعية والحوثي في تعز تحالف عسكري ضد الجنوب

> عدن/ تعز/ الرياض «الأيام» خاص:

>
  • لن نقبل بأي قوة في خاصرة الجنوب ومستعدون لتأمين حدودنا وتحرير تعز
  • نقاتل الحوثي في الشرق والغرب ومعيب أن تتصالح معه جماعة في خاصرتنا
> حذرت مصادر عسكرية، وأخرى سياسية جنوبية، حكومة الشرعية اليمنية من أي اتفاق سلام مع جماعة الحوثي في تعز، معتبرة أن أي توجه من هذا النوع "يعد تحالفًا ضد الجنوب وتمردًا على المجلس الرئاسي وتنصلًا من كل الاتفاقات التي رعاها الأشقاء في دول التحالف العربي".

وقال مصدر عسكري لـ"الأيام" إن "قبول الشرعية أو أي من أطرافها بمشاركة الحوثي في إدارة محافظة تعز يعني التسليم بشرعية هذه الجماعة الانقلابية وشرعنة قواتها والرضوخ لها وإعانتها على التمدد في خاصرة الجنوب، وهو ما نعتبره تحالفًا عسكريًا ضد الجنوب وتهديدًا يقوض كل مساعي السلام وينسف كل ما تم إنجازه من تقارب بين الطرفين الجنوبي والشمالي وفقًا لاتفاق الرياض وما تمخض عنه من حكومة مناصفة ثم مجلس رئاسي".

وأضاف المصدر، في تصريح خاص أدلى به لـ"الأيام" مساء أمس، "نحن في معركة مع هذه الجماعة الانقلابية وفي حرب ضد جماعة إرهابية، ومسارات السلام معها واضحة ولها مرجعيات، وهي عملية سلام شاملة ومترابطة، مشروعنا الجنوبي فيها واضح، وتسير برعاية إقليمية ودولية، لا تتجزأ ولا تقبل الانتقائية والأهواء، عملية سياسية ليست قابلة لمزاجية أو مصالح أي طرف أو حزب داخل الشرعية، وإن كان الأمر كذلك لذهب كل طرف لمحاورة الحوثي منفردًا وفق مصالحه وعلى حساب الأطراف الأخرى، وهذا ما يريده الحوثي ويسعى لتحقيقه".

وتابع "نحن في الجنوب نرفض الحوار المباشر مع الحوثي ونقاتله في كل جبهة ونلاحقه منذ 2015م من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، فمن المعيب أن تأتي اليوم جماعة أو حزب أو قبيلة فتتصالح مع هذه الجماعة وتمنحها موطئ قدم في خاصرة الجنوب".

وأردف "مثلما وصلت قواتنا إلى كيلو 16 في الحديدة ومثلما حررت بيحان ووصلت إلى حريب وإلى مشارف مأرب لتأمين حدود الجنوب قادرون اليوم أيضًا على خوض معركة جديدة لتأمين حدودنا شمالًا والتعامل عسكريًا مع الوضع في تعز إن تطلب الأمر".

وكانت جماعة الحوثي أعلنت، أمس الأول الاثنين، عن مبادرة لوقف القتال مع الجيش اليمني في محافظة تعز التي تتصل بشريط حدودي واسع مع الجنوب.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى بالجماعة مهدي المشاط، خلال زيارته أمس الأول لتعز "أتقدم بمبادرة تنهي كل الجبهات العسكرية من جميع الأطراف بمحافظة تعز بما يسهم في استقرار المحافظة".

وأوضح، في كلمه نشرتها وكالة سبأ بنسختها التابعة للحوثيين أن المبادرة "تتضمن وقف كافة الجبهات العسكرية في تعز وتحييد المحافظة وإدارتها بشكل مشترك من الطرفين".

وتتقاسم قوات تابعة للشرعية جلها محسوب على حزب الإصلاح مع الحوثيين السيطرة على مناطق تعز، وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، الحوثيين بفرض حصار على مركز المحافظة، الخاضع لسيطرة الحكومة، منذ اندلاع النزاع في 2015 ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان ومتضرري الحرب.

وفي أول رد من الشرعية اليمنية على مبادرة صنعاء وصف محافظ تعز نبيل شمسان، المبادرة بأنها "استعراضية غامضة"، قائلا "هي مناورة جديدة لتبرير استهداف تعز، ولا تختلف عن تلك التي اطلقتها بشأن مأرب، وغيرها من المناطق قبل أن تذهب إلى هجمات بربرية فاشلة".

واستغرب محافظ تعز في بيان نشرته أمس وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، "من إطلاق ما اسمي بمبادرة للإدارة المشتركة لتعز، في الوقت الذي تتهرب فيه المليشيات من الوفاء بأبسط استحقاقات السلام، والقيم الإنسانية متمثلة بفتح طرق المحافظة، وتخفيف المعاناة عن أبنائها في الانتقال، والحصول على الخدمات والسلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة".

وقال المحافظ شمسان في البيان "حول "المناورة" الجديدة للمليشيات الحوثية التي أطلقها، أمس الاثنين، أحد تجار الحرب من محيط المدينة المحاصرة منذ تسع سنوات " إن تعز التي تحاصرها الميلشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، ليست بحاجة إلى مديح زائف، ومبادرات خادعة من قاتلي أبنائها، بل إلى تحقيق التطلعات الشعبية العريضة التي قدمت من أجلها المحافظة الأبية، عشرات الألاف من الشهداء والجرحى في دفاعها عن النظام الجمهوري، والحرية، والعدالة، والسلام الذي يستحقه جميع اليمنيين".

ويرى البيان، "استباقًا لجهود الوساطة الحميدة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وما يترتب عليها من مكاسب للشعب اليمني بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، وفتح طرق تعز، والمطارات والموانئ والمضي قدمًا نحو السلام المنشود الذي تتهرب المليشيات من استحقاقاته العادلة".

وشدد البيان، على ضرورة وجوب الإنهاء الفوري للحصار الظالم في تعز، وباقي المحافظات، ووقف هجمات المليشيات الحوثية المستمرة في مختلف الجبهات، وإلغاء القيود التعسفية على حركة الأفراد والسلع، وأنشطة القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية، كأحد مداخل بناء الثقة، وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني.

كما حذر البيان، المليشيات الحوثية، من أي تصعيد تحت مبرر المناورة الاستعراضية في تعز.. داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، والزام المليشيات وداعميها بعدم اللجوء إلى أي استفزازات لخلط الأوراق، وعرقلة جهود السلام، وتنفيذ التزاماتها المعلنة بشأن تعز بموجب الاتفاقات السابقة بصفتها القوة الغاشمة التي شنت الحرب على المحافظة، وفرضت الحصار، وصادرت الحقوق، والحريات، والممتلكات، والتهجير القسري للسكان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى