فصل الخطاب في أس الإرهاب !!

> الإرهاب الحقيقي هو عندما تقرر دولة ما منح أرض لا تملكها لمن لا يستحقها ولا يمت لها بصلة في أي فترة زمنية قديمًا وحديثًا.

وهذا ما فعلته بريطانيا عندما قررت منح فلسطين للذين اعتنقوا اليهودية وليسوا أساسًا من العرق الإسرائيلي، وذلك أثناء احتلالها لها ولمعظم المنطقة العربية، تنفيذًا لوعد وزير خارجيتها بلفور في عام 1917م.

أليس هذا القرار أو العمل هو إرهاب وجريمة حرب تسببت في تشريد أهل الأرض الأصليين وقتل الآلاف منهم؟

ومع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارها رقم 181 لعام 1947م والذي قضى بإنشاء دولتين على أرض فلسطين فقامت دولة إسرائيل في مايو 1948م، وتم عرقلة الدولة العربية الفلسطينية منذ ذلك العام.

كما إن الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية المفترض قيام دولة فلسطين عليها بحدود ماقبل 5يونيو 1967م، هو كذلك أكبر إرهاب فهو يمنع قيام الدولة الفلسطينية منذ 56 عامًا ومعه دول أوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكلهم متصهينون.

الاحتلال الذي تسبب بتشريد ملايين الفلسطينيين وكذلك يعاقب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فهم يعيشون في سجن كبير محرومون من أبسط حقوق الحياة الكريمة.

ما جرى في 7 أكتوبر 2023م هو حق طبيعي وقانوني ضد الاحتلال الذي يرفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته المستقلة إلى جوار دولة إسرائيل.

الإعلام والساسة يدورون حول الحقيقة ولا يلامسونها أو يصدعون بها صريحة وهي ما الذي يجعل الفلسطيني يقوم بعمليات فدائية فردية أو جماعية ضد إسرائيل؟؟

الاحتلال هو إرهاب بل أشد أنواع الإرهاب ويجب أن يستفيق الضمير الإنساني العالمي ويقر بهذا التعريف (وهو أن الاحتلال هو الإرهاب بعينه) وأن مقاومة الاحتلال حق مشروع، طالما المحتل يرفض أن يعترف بالحق الفلسطيني.

كنت أتمنى أن يدور لقاء القاهرة والذي دعا له الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حول كلمة واحدة وهي هل المتواجدون من رؤساء وممثلي الدول المجتمعة، يدينون استمرار الاحتلال لأراضي الشعب الفلسطيني؟ ويطالبون بضرورة انتهائه لكي تنطلق عملية سلام شاملة بقيام الدولة الفلسطينية.

فالسؤال بالشكل الذي تمنيناه سيسقط كل مطالبات الدول التي طلبت بإدانة حماس .

فإقرارهم بأن الاحتلال إرهاب يعطي حماس وكل الشعب الفلسطيني مشروعية مقاومته،

وهذا ما فعلته حماس. فالاحتلال والحصار هو من أرغم حماس على هذا الفعل، والمتطرفون الإسرائيلون هم سبب استمرار الاحتلال، وانسداد الأفق أمام عملية سلام تضمن قيام دولة فلسطينية.

حقيقة الإرهاب هو قرار بريطانيا بمنح أرض لا تملكها لسكان لا تربطهم علاقة بالشرق، فكلهم أوروبيين، فاليهودية عقيدة وليست عرق أو جنس. والحقيقة الأخرى هي أن الاحتلال إرهاب إرهاب إرهاب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى