​هل يشهد العالم العربي ثورات ربيع أُخَر؟

>
كشفت الحرب القذرة التي يشنها العدو الإسرائيلي على أهلنا في غزة، والتي تستهدف المدنيين بشكل عام، والأطفال بشكل خاص والأحياء السكنية والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمخابز ..الخ، كشفت عن عورة الأنظمة العربية التي تقف اليوم عاجزة عن القيام بأي عمل جماعي أو فردي يردع إسرائيل، ويجعلها تعيد حساباتها وتوقف هذه الحرب القذرة، مكتفية بإلقاء الخطب الرنانة وإطلاق التصريحات المحذرة لإسرائيل من  توسيع رقعة الحرب، خوفًا من أن يصلهم نارها وليس خوفًا على أطفال غزة، وكذا بعقد الاجتماعات والمؤتمرات التي لا تتعدى قراراتها الغرف والقاعات التي تعقد فيها.

 والتوجه بالشكوى والبكاء على منبر الأمم المتحدة. وفي هذا السياق تحضرني عبارة لرئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، عندما سألها صحفي عند إعلان بريطانيا الحرب على الأرجنتين على إثر خلاف حول جزر الفوكلاند المتنازع عليها بين الدولتين، لماذا لم تذهبي وتشتكي الأرجنتين إلى الأمم المتحدة؟ كان جوابها فيه كثير من الاحتقار والإهانة  للعرب .. قالت لسنا عربًا حتى نذهب ونشتكي إلى الأمم المتحدة.

لقد ثبت بالفعل ومن خلال هذه الحرب الوحشية على غزة أن الأنظمة العربية هي أنظمة كسيحة وضعيفة، لا يعول عليها ولا ينتظر منها فعل أي شيء، لهذا فإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الشعوب العربية لأخذ زمام المبادرة .. فالشعوب إذا تحركت فلن يستطيع أحد أن يوقفها أو يقف في وجهها، وقد رأينا كيف عصفت ثورات ما يسمى بالربيع العربي بالأنظمة وسقط حكامها من فوق عروشهم ..فهل يشهد العالم العربي ثورات ربيع عربي أُخَر؟ ولكن هذه المرة من أجل نصرة القضية الجوهرية للأمة العربية والإسلامية وهي قضية فلسطين؟ وقضية أطفال غزة حاليًا الذين يبادون أمام أعيننا، ويدفنون تحت ركام قصف الطائرات والصواريخ والمدافع التي يطلقها العدو الصهيوني عليهم.. أليست هذه حربًا قذرة وتستحق أن تتفجر من أجلها ثورات تضع الحكام العرب أمام خيارين لا ثالث لهما؟ إما المواجهة واتخاذ القرارات الكفيلة بردع هذا العدو الغاشم، الذي يمارس حرب إبادة ضد إخواننا الفلسطينيين من أهل غزة، وإما أن يرحل هؤلاء الحكام وترحل أنظمتهم الفاشلة الخانعة غير مأسوف عليهم!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى