تصفية القضايا.. نكبة حرة !

> من خلال المشاهدات والقراءات والاستطلاعات، في عصر يختلط فيه الحابل بالنابل، تمر شعوب المنطقة العربية باختبار عظيم جدًا، حيث لا تحتسب فيه ركلات الترجيح، بل تتوقف فقط عند مرحلة الركلة الحرة والمباشرة.

فالوضوح في الرؤية والشفافية دائمًا ما تجعل خصمك وأمامك مباشرة يراك بصورة أوضح، ولا يستطيع أن يناور في طريق يعي مسبقًا أنك تقف فيه على الخط المستقيم والسليم. دفع المنطقة العربية وشعوبها الحية إلى النفير وخلط الأوراق في مجتمعاته، هي موضع رفض ولا يجب القبول بها تحت تلك الضغوط، التي تمارسها قوى متعددة تريد العبث بمصير شعوب المنطقة، وتسعى لاستدامة دوامة العنف فيها مهما كانت كلفتها الباهظة.

مادامت أنها تخدم مصالح تلك القوى العابثة والمتمردة والداعية إلى تصفية القضايا الوطنية وتحجيمها حتى تنتهي. السلام المفروض بالقوة مثله مثل المخاض التعيس الذي عايشناه منذ عقود في منطقتنا العربية، التي اعتادت بعض الأنظمة فيها على تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ، وتم فرض واقع جديد بالقوة كالوحدة اليمنية والسياقات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم. وهي ليست وحدها من نلقي اللوم عليها، بل أيضًا بسبب ضعف وقصر نظر من تولوا تلك المراحل لعقود، وعمدوا إلى تنفيذ رؤاهم، بالقوة والترهيب والوعيد وتنفيذ سياسة التجويع وتدمير الخدمات العامة والبنية التحتية، وتصفية القضية الأساسية من مضمونها ومحتواها، ولازالت تحكي تلك المجسمات هزلية عقليتها وتبني لنفسها ما يتجاوز حدود العقل والمنطق، مدعية لنفسها فقط حق تنفيذ سياستها، بعيدًا عن متناول الشعب وإجراء التمثيل السليم الذي هو مفتاح الحل الحقيقي لكل القضايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى