مساحة فيجن آرت وحركة أثر يعرضون فلمًا فلسطينيًا تزامنًا مع وعد بلفور المشؤوم

> محمد رائد محمد

> "الأيام" تحضر عرض الفلم الأردني الفلسطيني (فرحة)..

> منذ أكثر من خمسين عامًا تقوم إسرائيل بترويج أفكارها الخاصة عن النكبة التي حدثت في عام 1948م وأنتجت احتلالها لفلسطين.

لم تهتم السينما العربية بتوعية وتنوير الرأي العام على ما حدث سوى القليل من الأعمال السينمائية، وهو ما يقابله تعتيم على المستوى العالمي.

في مثل يوم الخميس 2 نوفمبر 2023م كانت الذكرى الـ (106) على ما عُـرِف بـ (وعد بلفور) أو إعلان بلفور وهو عبارة عن بيان علني أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين والتي كانت منطقة عثمانية ذات أقلية يهودية آنذاك.

وعلى إثر ذلك قامت مساحة فيجن آرت، وحركة أثر بعرض الفيلم الأردني الفلسطيني (فرحة) للمخرجة دارين سلام، وذلك في العاصمة عدن.

فيلم "فرحة" مستلهم من قصة حقيقية لفتاة تحمل الاسم ذاته (فرحة) عاشت خلال أربعينيات القرن العشرين قبل النكبة في إحدى قرى فلسطين، وكانت تحلم بالانتقال إلى المدينة ودخول المدرسة، وبعد محاولات مضنية مع والدها وافق وتخلى عن العادات السائدة التي تستدعي زواج الفتاة في أقرب فرصة ولكن تلك السعادة لم تستمر سوى يوم واحد وبعده مباشرة بدأت أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948م.

يحاول الأب تهريب ابنته إلى المدينة، ولكنها ترفض، فيكون الحل حبسها في غرفة تخزين الطعام في باحة منزلهم لحمايتها من الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بعملية "تطهير عرقي" لساكني القرى والمدن التي يدخلونها.

تبقى فرحة في الغرفة المظلمة وحيدة لساعات لا تعرف عددها، لا يربطها بالعالم سوى منفذ صغير جدًا خلف الجدار، وباب أخفاه والدها قبل ذهابه للنضال في سبيل حرية قريته.

يأتيها الأمل عندما تدخل منزلها عائلة فلسطينية هاربة مكونة من أب وأم وبنتين، تلد المرأة طفلها الثالث، إنه صبي سمّاه والده محمد، وعندما تبدأ فرحة مناداة "أبو محمد" لينقذها من محبسها، يداهم المكان الجنود الذين يقتلون العائلة بالكامل بقسوة، ويتركون الرضيع على الأرض ليموت وحده، بينما تراقبه الطفلة التي لا تستطيع مساعدته أو مساعدة نفسها.

"الأيام" كانت حاضرة أثناء عرض الفيلم الأردني الفلسطيني والتقت العديد من الحاضرين.
عمار بامطرف
عمار بامطرف

أشار عمار بامطرف مدير شركة (فيچن أرت) إلى أن هذا العرض مشاركة بسيطة ومتواضعة عن شباب العاصمة عدن لمناصرة القضية الفلسطينية، وهي القضية الأولى لكل عربي ومسلم، ونحن كشباب لم نتمكَّـن من تغيير شيء في الواقع، ولكن نستطيع أن نغير اتجاه الرأي العام وطريقة تعاطي المجتمع مع القضية، هناك أناس عرب مسلمون وغير مسلمين في قطاع غزة تموت وتعذب ويعيشون تحت الحصار، فالواجب علينا أن نقوم بتوصيل رسالتهم قدر المستطاع ونناصر قضيتهم.

وتابع بامطرف قائلًا "يجب أن نكون جزء من حملة التوعية العالمية التي من المفترض أن تنفذ في جميع أنحاء العالم لتعريف الشعوب بالجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته قال لـ "الأيام" أيهم إيهاب سعيد نايف مدير مركز (إتش) للتدريب والاستشارات "إن الذي رأيناه في الفيلم هو حال أسرة واحدة والذي يحصل حال 8000 فرد في أقل من خمسة وعشرين يوم من بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم، ونترحم على كل الشهداء الفلسطينيين، وندعو الله أن يوفق كل الفصائل الفلسطينية المسلحة هناك".
هشام عبدالملك عيسى
هشام عبدالملك عيسى


وأوضح أيهم إيهاب بأن رسالته التي تسعده ويريد توجيهها هي أن الطلاب الإسرائيليين هناك في مدارسهم لا يستنهجون منهجي (التاريخ والجغرافيا) لأنه ليس لديهم تاريخ ولا جغرافيا في الواقع الحقيقي.

أحد خريجي كلية الإعلام هشام عبدالملك عيسى أوضح بأن فيلم فرحة أثَّـر بالحاضرين تأثيرًا كبيرًا، وقد شرح لهم الأوضاع الفلسطينية منذ فترة طويلة انقضت، لكن اليوم الوضع ازداد مأساوية بشكل أكبر، فالقصف شديد على العائلات الفلسطينينة العزل، والشتات دون مأوى، كل يوم نشاهد مجزرة جديدة، ونرى دماء أخوتنا الفلسطينيين من أبناء جلدتنا العربية يُـقتَّـلون بالمئات وبالآلاف، وكل هذا يحصل أمام مرأى ومسمع من العرب وهم مكتوفي الأيدي، حكامنا لم يتدخلوا ولم يتركوا شعوبهم لتتدخل.
أكرم علي مفرق
أكرم علي مفرق


أما الطالب في كلية اللغات والترجمة بجامعة عدن أكرم علي مفرق فقد قال "نحن كشعب ليس بيدنا شيء لنقوم به سوى الدعاء لهم، وبنفس الوقت فإن ضمائرنا تتعذَّب، تجاه ما يجده أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد، ونحسبهم شهداء بإذن الله تعالى، وأتمنى من الحكومات العربية أن يفتحوا الحدود للمواطنين طالما أنها لا تستطيع التدخل عسكريًا، فالشعوب العربية لديها الشجاعة أن تتدخل في الحرب".
أيهم إيهاب سعيد نايف
أيهم إيهاب سعيد نايف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى