قصة نجاح..تخطي طريق الموت

> عمران الأحمد

>
يتحدث أهالي قرية حورة غنية عن أهمية مشروع رصف وتعبيد الطريق الوعرة، والتي بدأت جمعية رعاية الأسرة برصف جزء من هذا الطريق الهام من خلال برنامج FSL .


يرى الأهالي أن هذا المشروع يمثل عصب الحياة وطوق النجاة من خطر الموت المعتاد الذي ظل يترصدهم خلف وعورة هذه الطريق وانحدارها الشديد وضيقها، إضافة إلى أنها الشريان الرئيسي لعدة قرى مجاورة أثناء موسم الأمطار، حيث يجد الناس فيها حلًا للوصول إلى الأسواق عندما تحاصرهم السيول المتتابعة، والتي تستمر لأيام متواصلة في طريق السايلة.

عبده جابر البالغ 55 سنة، والذي يعمل في قطاع التعليم، يعمل أيضا ممثلا للمستفيدين، يتحدث عبده عن وعورة الطريق: لقد كانت السبب في إزهاق أرواح الكثير، فخلال الفترة القليلة الماضية توفي أكثر من عشرة أشخاص في فترات متباعدة، نتيجة سقوط ثلاث سيارات شاص وصهريج نقل المياه إلى أسفل الوادي.

يكمل عبده جابر الحديث قائلًا: في إحدى الليالي قام علي صويلح بإسعاف زوجته التي تعسرت في الولادة، ولكن وعورة الطريق حالت دون وصولها إلى المستشفى، فسقطت السيارة إلى أسفل الوادي وتوفي علي وزوجته والسائق، وجميعهم من أشد الناس فقرًا، فكانت الفاجعة التي لم تكن الأخيرة التي يعيشها الأهالي، فسعيد المقرعي سائق صهريج لنقل المياه، هو الآخر كان ضحية هذه الطريق رغم استسلامه لقساوة الطبيعة ومحاولته الرجوع من حيث أتى، ولكنه سقط مع صهريجه إلى أسفل الوادي ليجده الأهالي جثة مقطعة.

عند نزول لجان تحديد الاحتياج الميدانية من قبل جمعية رعاية الأسرة،


ضمن مشروع توفير الخدمات الأساسية المتكاملة والأمن الغذائي، الممول من صندوق التمويل الإنساني YHF، استبشر الأهالي خيرا وأجمعوا نساءً ورجالاً على أن رصف الطريق أولوية ملحة واحتياجًا أوليًا ومحوريًا وذا أهمية قصوﻯ، لإنقاذ عشرات الأرواح من الموت المحقق، بسبب وعورتها وخطورتها الشديدة، والمعاناة اليومية التي استهلكت الأهالي للوصول إلى الأسواق، لنقل مستلزمات حياتهم اليومية من غذاء ودواء.

اليوم تم رصف جزء من هذه الطريق وتقلص الخطر الذي سيطر على نفوس الأهالي، وقلّت المخاوف من عبور الطريق ومنحدراتها، وأصبحت وسائل النقل رباعية الدفع تصل بالأهالي إلى السوق بشكل أسهل مما كانت عليه وبأقل خطورة.

وبرغم أن المخاطر ما زالت تملأ هذه الطريق، إلا أن الأهالي تجاوز الكثير من هذه المخاطر، بعد رصف جمعية رعاية الأسرة لجزء من هذه الطريق، وما زالت الكثير من المخاطر ممكنة في حال لم يتم استكمال تعبيد ورصف الطريق بالكامل، وتكلفة نقل السلع والمواد الغذائية يتم الآن بيسر وبأسعار أقل مما كانت عليه.
لقد غير المشروع الوضع للأفضل في المنطقة، وساعد في تحسين خدمة النقل ولا سيما نقل المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة".

كما انعكس نجاح هذا المشروع إيجابيًا على المستوى المعيشي للكثير من الأسر، حيث مثل عاملا رئيسيًا في استيعاب القوى العاملة وتقليل تكاليف النقل الشخصية والتجارية.

وبصفة عامة نستطيع التأكيد من الميدان بأن جميع مؤشرات المخرجات المحققة في الواقع  تجاوزت الأهداف المحددة سلفا لمشرع رصف جزء من طريق حورة غنية.


وكل المؤشرات والنتائج على الميدان تؤكد نجاح المشروع حتى الآن، في تحقيق الهدف الرئيسي في تذليل الصعاب امام الفقراء وازالة خطر الموت وامكانية وصول الناس الى السوق بأقل خطورة مما كانت عليه،  وخلق فرص عمل، وتوفير خدمة أساسية مختارة للجميع (تأهيل الطريق) سيما الفئات الأكثر ضعفا والأشد فقرًا وتضررا من الأوضاع الراهنة.

ختاما يتمنى الأهالي وكلهم أمل في جمعية رعاية الأسرة، وصندوق التمويل الإنساني الممول YHF، على استكمال مشروع رصف هذه الطريق، لإنقاذ الناس من الموت، ولوضع حد لسنوات المعاناة التي عاشها سكان المنطقة والمناطق المجاورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى