> الضالع "الأيام":

​افتُتح صباح اليوم الخميس في محافظة الضالع الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والعاصمة صنعاء عبر منفذ الضالع، بشكل رسمي، وسط حضور رفيع لعدد من القيادات العسكرية والمدنية، يتقدمهم قائد القوات البرية الجنوبية اللواء الركن أحمد علي البيشي، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، ومحافظ محافظة الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، وقائد محور الضالع العملياتي قائد المنطقة العسكرية الثامنة اللواء الركن هادي العولقي، وقائد العمليات المشتركة للمحور ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بالمحافظة العميد عبد الله مهدي، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكرية وشخصيات سياسية ومجتمعية، وجمع غفير من المواطنين والمسافرين.


وأكدت الجهات المختصة أن الطريق أصبح سالكًا بشكل آمن أمام قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية وحركة تنقل المواطنين والمركبات، وذلك بعد استكمال أعمال التأهيل الميدانية وإزالة الألغام والعبوات الناسفة من قبل الفرق الهندسية المحايدة التي كانت قد زرعتها مليشيا الحوثي في وقت سابق لإعاقة التنقل وتهديد حياة المدنيين. وقد شهد الطريق خلال الساعات الأولى من افتتاحه مرور المئات من المارة من وإلى مناطق دمت ومريس بشكل طبيعي وسلس، دون تسجيل أي حوادث أو عراقيل تُذكر، في دلالة واضحة على فاعلية الإجراءات الأمنية والتنظيمية المصاحبة لعملية إعادة تشغيله.


ويُعد فتح هذا الطريق خطوة استراتيجية هامة ستسهم في تخفيف معاناة آلاف المواطنين، لا سيما أولئك القاطنين في مناطق سطوة مليشيا الحوثي الذين اضطروا خلال الفترات الماضية إلى استخدام طرق جبلية وعرة سيرًا على الأقدام أو عبر مسارات طويلة من خلال محافظتي البيضاء وتعز، ما كان يتسبب في أعباء مالية مرهقة ويستغرق وقتًا طويلًا للوصول إلى وجهاتهم. كما سيساعد الطريق في تسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، خصوصًا في ظل تضرر المنافذ البحرية والجوية في صنعاء والحديدة وخروجها عن الخدمة نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية التي فاقمت الوضع الإنساني في مناطق شمال اليمن.

ويأتي هذا القرار تنفيذًا لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي وجه بفتح الطريق لأسباب إنسانية خالصة، استشعارًا بمعاناة أبناء الشمال جراء الحصار وتضييق سبل العيش، وحرصًا على فتح ممر آمن ومستقر يسهل وصول المساعدات وحركة التنقل.

ودعت القوات المسلحة الجنوبية والمشتركة كافة المواطنين ومالكي المركبات إلى الالتزام التام بالتعليمات المرورية وإجراءات السلامة، حفاظًا على الأرواح والممتلكات وضمانًا لاستمرار انسيابية الحركة المرورية عبر هذا الشريان الحيوي.

ويمثل افتتاح هذا الطريق نقلة نوعية في مسار تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية لأبناء الشمال، وتيسير تنقل المرضى والطلاب والمسافرين، في خطوة تُجسد المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي تنتهجها القيادة الجنوبية، بعيدًا عن أي حسابات، في سبيل التخفيف من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي أضرت بالمواطنين القاطنين في مناطق سيطرة المليشيا شمالًا.