​وزير الأوقاف بن عيضة لـ"الأيام": هناك محاولة لطمس العقيدة الصحيحة والهوية الوطنية

> التقاه/ د. الخضر عبدالله:

>
  • ​يتوجب على الجميع إدراك كيفية معالجة الخلافات والحرص على مصلحة المواطنين
  • استهداف شباب المحافظات المحررة بالمخدرات لا تقل خطورته عن خطر الحوثي
  • منع استحداث أي تغيير على مستوى أئمة وخطباء المساجد والمؤذنين
  • وزارة الأوقاف تحرص على تكريس روح الإخاء والمحبة بين أفراد المجتمع
> أكد وزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبة أن هناك العديد من الإنجازات على صعيد البنية التحتية للوزارة والأتمتة أو الهياكل الإدارية وتنظيم عمل الوزارة، وإحياء دورها في مختلف القطاعات على النحو اللائق وفق الإمكانيات الموجودة.

وأوضح الوزير أن دور الإرشاد والتوعية أحد القطاعات المهمة في وزارة الأوقاف والإرشاد، وتتضاعف أهمية هذا الدور في ظل الأوضاع التي تشهدها بلادنا جراء الانقلاب والحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المجتمع بما في ذلك الحرب الفكرية ومحاولة طمس العقيدة الصحيحة.

ونوه وزير الأوقاف والإرشاد  في لقاء خص به صحيفة "الأيام" إلى أن قيادة الأوقاف والإرشاد اتخذت  قراراً بمنع استحداث أي تغيير على مستوى أئمة وخطباء المساجد والمؤذنين وإبقاء ما كان على ما كان حرصا على روح الألفة ونبذ الفرقة.
ولفت ان المؤتمر العالمي للفتوى في القاهرة  تضمن عدة محاور تتناول تحديات الألفية الثالثة "تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة"، والفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية، والفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني.. تفاصيل نص الحوار في السطور القادمة.
  • أهمية الارشاد التوعوي
- في خضم الوضع السياسي، كيف استعدتم دور المسجد في التوعية و الإرشاد الديني؟
شكراً لكم على هذا اللقاء، الإرشاد كما تعلمون أحد القطاعات المهمة في وزارة الأوقاف والإرشاد، وتتضاعف أهمية هذا الدور في ظل الأوضاع التي تشهدها بلادنا جراء الانقلاب و الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على المجتمع بما في ذلك الحرب الفكرية ومحاولة طمس العقيدة الصحيحة وتجريف الهوية الوطنية واستبدالها بالهويات الطائفية والفارسية والأفكار الهدامة والمتطرفة، وبالتالي حرصنا في وزارة الأوقاف والإرشاد منذ تسلمنا مهام الوزارة على تفعيل دور الإرشاد والتوعية في المجتمع من خلال إعادة ضبط بوصلة الخطاب الديني باتجاه محاربة الفكر الحوثي الهدام وإصدار التعاميم للخطباء والمرشدين في هذا السياق وتشجيع نشر الكتب والبحوث المتخصصة للتعريف بخطر الفكر الحوثي وإحياء المراكز الصيفية والحملات الدعوية في مواجهة المعسكرات الصيفية المليشياوية، وغير ذلك من الأنشطة في إطار المفاهيم الدينية الصحيحة والأسس والمبادئ التي قام عليها النظام الجمهوري.
  • تأهيل مبنى الوزارة
- الجهود التي تضطلعون بها في وزارة الأوقاف والإرشاد.. هل تطلعنا على أهم نتائجها وإنجازاتها؟
بفضل الله عز وجل حققنا العديد من الإنجازات إن على صعيد البنية التحتية للوزارة والأتمتة أو الهياكل الإدارية وتنظيم عمل الوزارة وإحياء دورها في مختلف القطاعات على النحو اللائق وفق الإمكانيات الموجودة، على سبيل المثال أنجزنا مشروع إعادة ترميم وتأهيل مبنى ديوان عام الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن ليتسنى لكوادر الوزارة العمل من داخل الوطن، بعد أن كان مجرد أطلال بفعل العدوان الحوثي الغاشم على هذه المدينة المسالمة، وهذا الإنجاز بحد ذاته قصة من التحدي والكفاح وجمع الموارد المادية وصولاً إلى الحالة التي تراها ماثلة أمامك، لقد كان التحدي الأكبر أمامنا هو توفير الموازنة في ظل غياب الدعم الحكومي من الموازنة العامة للدولة وشحة موارد الأوقاف والإرشاد، ثم بعد ذلك عملنا على أتمتة الحسابات المالية للوزارة واستدعاء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لمراجعة الأعمال المالية والمحاسبية والتحقق من سلامة الإجراءات، و إحياء دور مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتسهيل وضبط إجراءات الحج والعمرة، وإنشاء مشيخة الإقراء اليمنية وكانت النتيجة بفضل الله إحراز مراكز متقدمة في المسابقات الدولية، وغير ذلك من الأعمال والأنشطة التي قطعنا فيها شوطا كبيرا بفضل الله أولا ثم بدعم القيادة السياسية وبتعاون كوادر الوزارة مشكورين.
  • المخدرات آفة خطيرة
- في ظل الحملة الشرسة على الشباب لإفسادهم عن طريق المخدرات وآخرها الشبو.. ما الدور الذي تقومون به بهذا الشأن؟
المخدرات آفة خطيرة ومدمرة، يجب أن تتضافر جهود كل الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لمواجهتها والتحذير منها، ونحن في وزارة الأوقاف أصدرنا العديد من التعاميم الى مديري المكاتب بالمحافظات وإلى العلماء والخطباء والمرشدين لتناول هذه القضية عبر منابر التوجيه والإرشاد من أجل التحذير منها وحث المجتمع على اليقظة وعدم التهاون مع أبنائنا في مسائل التربية ومراقبة سلوكهم، ونحن في وزارة الاوقاف والإرشاد نفترح تنظيم مؤتمر وطني في أسرع وقت يشارك فيه ممثلون عن كل الجهات المعنية لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة هذه المشكلة، كونها لا تقل خطرا عن الخطر الحوثي، بل لا يخفي على الجميع ضلوع المليشيا  الحوثية في الاتجار بالمخدرات والضلوع في الترويج لها.
  • الاختلاف سنة كونية
- تشهد بعض المساجد اختلافات في الرؤى..كيف استطعتم بحكمة سد هذه الفجوة الكبيرة؟
الاختلاف سنة كونية، "وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ"، لكن القضية الأساسية كيف ندير خلافاتنا وكيف نحرص على العمل في المساحات المشتركة لمصلحة بلدنا ولمصلحة أبناء شعبنا، ولمواجهة المخاطر المحدقة بنا جميعاً، وإذا كانت التعددية السياسية أحد أبرز المكاسب الوطنية وإحدى سمات النظام الجمهوري فإنه يجب أن لا تتحول إلى نقمة ووسيلة للتناحر والفرقة، والأخطر هو نقل الخلاف السياسي إلى المسجد، لذلك اتخذنا في قيادة الأوقاف والإرشاد قراراً بمنع استحداث أي تغيير على مستوى أئمة وخطباء المساجد والمؤذنين وإبقاء ما كان على ما كان حرصا على روح الألفة وتعزيز التماسك الوطني وروح الإخاء والمحبة ونبذ الفرقة، لأن وطننا الغالي لم يعد يحتمل المزيد من التشظي، وهذا الأمر ليس مسألة ترفية بل من صميم تعاليم ديننا الحنيف، يقول المولى عز وجل "وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".
  • إحياء مدارس تحفيظ القرآن
- تبادر إلى أذهاننا كوسائل إعلام انكم قمتم بدعم بعض المراكز والمدارس  بحلقات تحفيظ القرآن الكريم..فهل ستعمم هذه  الخطوة الطيبة جميع المساجد في البلد؟
تبذل الوزارة جهدها في إحياء وتوسيع مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وغيرها من الأنشطة والأعمال ذات الصلة، لكن هذا يتطلب إمكانيات أكبر، وربما لو تسنى للحكومة استعادة موارد الدولة التي قوضتها مليشيا الحوثي بسبب هجماتها الإرهابية على موانئ تصدير النفط سيكون من المناسب أن تتكفل الحكومة بجزء من مشاريع نفقات الأوقاف والإرشاد من الموازنة العامة.
  • تحديات الألفية الثالثة
- كونك أول وزير يمني يترأس جلسة المؤتمر العالمي للفتوى وتحديات الألفية الثالثة المنعقدة بالعاصمة المصرية القاهرة.. وهي إضافة للوزارة واليمن .. كيف كانت رحلتكم في الوصول إلى هذا الحدث المهم؟
المؤتمر العالمي للفتوى وتحديات الألفية الثالثة بالعاصمة المصرية القاهرة برعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي كان تجربة ثرية ومهمة وهو أحد المؤتمرات التي تسنى لنا المشاركة فيها سبقه بفترة وجيزة المنتدى الدولي الثاني للأديان الذي أقيم بمدينة سان بطرسبورغ الروسية، والذي شاركت فيه وفود من أنحاء العالم، وهدف إلى تعزيز قيم الحوار بين الحضارات، كما سلط الضوء على أوضاع المسلمين في جمهورية روسيا الاتحادية. وتناول على مدى يومين متتاليين قضايا السلام والاحترام المتبادل بين الأمم والثقافات ونبذ العنف والكراهية والحفاظ على القيم الأخلاقية والروحية في العصر الحديث ومناقشة التحديات الماثلة أمام المجتمعات وبحث سبل معالجة الإشكاليات العرقية والدينية.
  • خطر الانقلاب الحوثي
- هل بالإمكان اعطاء القارئ لمحة عن هذه المشاركة؟
في الحقيقة نحن ننتهز أي مشاركة في المؤتمرات الدولية للتعريف أولاً بالقضية اليمنية وخطر الانقلاب الحوثي ونتائجه الكارثية على كافة المستويات، أما من حيث الجملة فقد تضمن المؤتمر العالمي للفتوى في القاهرة عدة محاور تتناول تحديات الألفية الثالثة "تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة"، والفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية، والفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني، فضلا عن عقد ندوات وورش العمل والبرامج الخاصة بتحديات الألفية الثالثة، منها ورشة برنامج تأهيلي للقيادات الدينية حول مكافحة خطاب الكراهية، وتحليل خطاب الجماعات المتطرفة في الألفية الثالثة، وورشة البوصلة الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي دينيًّا وإفتائيًّا، بالإضافة إلى واقع مايتعرض له الشعب الفلسطيني من استهداف وحرب إبادة، وغير ذلك من الموضوعات المهمة.
  • قضية فلسطين قضية عربية
- مأساة  غزة  وقضية فلسطين وحقهم المشروع في تحرير أراضيهم المغتصبة.. كيف تنظرون إليها؟
القضية الفلسطينية لطالما كانت وستظل قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية عادلة لاشك وأملنا بالله كبير باقتراب موعد النصر والتمكين للشعب الفلسطيني الشقيق ونيل حقوقه المشروعة وهزيمة المحتل الفاشي المجرم الذي يرتكب على مدى عقود جرائم يندى لها الجبين وما هذا العدوان الوحشي الهمجي الأخير إلا محطة من محطات الصراع بين أصحاب الحق والأرض المظلومين وبين هذه العصابات الصهيونية من شذاذ الآفاق التي تمارس اليوم كل أشكال الإبادة الجماعية باعتراف الامم المتحدة نفسها.

نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والعدل وأن يعيد لنا بيت المقدس حراً عزيزاً كريماً والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
- الوزير محمد عيضة شبيبة كلمة أخيرة تود قولها؟
بارك الله فيكم، وشكر الله سعيكم واتمنى من كل الإخوة والأخوات الصحفيين والصحفيات أن يكرسوا جهودهم من أجل الحقيقة والدفاع عن قيم الإسلام الحنيف ونبذ الخلافات التي بددت جهود الأمة والعمل على رأب الصدع بين فرقاء العمل الوطني في مواجهة الجائحة الحوثية واستعادة دولتنا وإنقاذ شعبنا في مناطق سيطرة هذه المليشيا، و الذي يئن من وطأة القمع والترهيب والتجويع والإفقار وتكميم الأفواه.
وشكرا لكم ولصحيفة  لــ "الأيام" على جهودكم الإعلامية الحريصة على توعية المجتمع في مختلف الجوانب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى