> «الأيام» القدس العربي:

مرجح جدا في ظل عودة “ظاهرة اعتقالات النشطاء” في الشارع الأردني، أن السلطات المركزية بدأت تستعد لأسوأ السيناريوهات بشأن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وضمن مساحة تقديرات لمؤسسات القرار الأردنية تشير إلى أن “الحرب فيما يبدو قد تطول” لا بل “قد تتوسع أيضا”.

سلسلة قرارات وخطوات احترازية بالمعنى السيادي والأمني، اتُخذت مؤخرا بالتوازي مع ظهور علميْ قطر والإمارات على بدن طائرة شحن إضافية تابعة لسلاح الجو الأردني تمكنت من إسقاط مساعدات طبية قرب مقر المستشفى الميداني العسكري الأردني في قطاع غزة.

وتشمل تلك الاحترازات سيناريوهات مكتوبة للتصرف اقتصاديا، وأخرى لها علاقة بالحدود مع العراق وسوريا وغيرها، مرتبطة بخطة لإعادة “السيطرة والتحكم” في المشهد الداخلي.

بين تلك الاحترازات، توقيف واعتقال أكثر من 20 ناشطا حراكيا يوصفون بأنهم “الأكثر تطرفا” في الإصرار على التظاهر بمنطقة الأغوار، وقد طالبت قوى الملتقى الوطني لدعم المقاومة بتأمين الإفراج عنهم.

والموقوفون من جهة الموقف الرسمي يستغلون بتشدد، مساحةَ التعبير والاحتواء المرسومة شعبيا.

وبين الاحترازات عسكرية الطابع، عزل منطقة الأغوار والتعامل معها باعتبارها “مسرح عمليات عسكرية”، بمعنى إجراءات أمنية مكثفة وسط البلدات المأهولة، وتدقيق في التحركات والتنقلات، وصيانة “خنادق الدفاع” وتجهيزها، ورفع منسوب الطوارئ في حراسات الحدود.

وتم أيضا تعزيز الحراسات الحدودية مع سوريا والعراق، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي بعد مطالب بتعزيزها قُدمت للأمريكيين تحسبا لأي تطورات عسكرية على المستوى الإقليمي.

وعقد مجلس السياسيات عدة اجتماعات تنسيقية في عمّان، وتم تشغيل لجان وخلايا الأزمة، ودراسة احتياطي الغاز والنفط والغذاء، تحسبا لتقلص حركة التصدير والشحن عبر ميناء العقبة أو إغلاق الحدود مع سوريا والعراق.

وتبدي السلطات الأردنية صلابة في الإجراءات، ولديها جاهزية تامة بحسب وزراء ومسؤولين، للتعامل مع كل الظروف الطارئة.

كما اتخذت احتياطات أمنية خاصة جدا في عمق ومحيط مدينة العقبة جنوبي البلاد، بسبب نشاط إطلاق الصواريخ عبر البحر الأحمر من جهة الحوثيين في اليمن، وطولبت الحكومة العراقية رسميا بإبعاد مئات من المواطنين الشيعة المعتصمين بصورة دائمة على مراكز الحدود بين البلدين.