هل سيقطع الملف اليمني خطوة للأمام مع تحركات الرياض الأخيرة؟

> "الأيام" القدس العربي:

>
​تشهد الرياض تحركات دبلوماسية مكثفة، حاليًا، باتجاه حلحلة نقاط الخلاف فيما يتعلق بالملف اليمني، الذي كان قد شهد مسار مفاوضاته جمودًا في الأسابيع الأخيرة تأثراً بتداعيات العدوان الاسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة.

ووصل عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية إثر دعوة عاجلة من الرياض، وسط تسريبات متداولة عن إمكانية الاقتراب من توقيع اتفاق بين طرفي الصراع، ينصُ على هدنة طويلة تمهيدًا لاتفاق تسوية سياسية دائمة.

بينما أكدت مصادر لـ”القدس العربي” أن الاجتماعات المستمرة للمجلس في الرياض تستهدف حسم موقف الجانب الحكومي من ترتيبات تتعلق بصرف المرتبات والبنك وآلية التوزيع واستئناف تصدير النفط والطرقات، وغيرها من الشروط التي وضعتها جماعة “أنصار الله” كمقدمة لـ "بناء الثقة" وصولًا لبحث إمكانية توقيع اتفاق هدنة طويل على طريق التسوية الدائمة.

مما سبق، فإن الاتفاق السياسي مازال خطوة متأخرة، وتسبقه مراحل من التفاوض لحسم نقاط الخلاف، التي مازال التباين، في وجهات النظر حولها، كبيرا.

لكن أشارت مصادر إلى أن مشروع الاتفاق المزمع عرضه على الحوثيين سيتضمن إشارة إلى اتفاق المبادئ وترحيل حل القضية الجنوبية على مرحلة الحل النهائي، وهذا الأخير يرفضه الحوثيون، ويعارضه الانتقالي الجنوبي.

وتهدف الرياض للحصول على موافقة الجانب الحكومي على هذه الترتيبات وفق صيغة نهائية يتم مناقشتها وحسمها في اجتماع مزمع مع جانب الحوثيين.

وكانت شهدت في سبتمبر الماضي جولة ثانية من المفاوضات الرسمية بينها والحوثيين، بشأن ترتيبات ما يصفه الحوثيون باشتراطات بناء الثقة. وأعلن الجانبان حينها أن المفاوضات خرجت بنتائج إيجابية دون الإفصاح عن ماهية تلك النتائج.

ويشترط الحوثيون تسليم رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرتهم من عائدات تصدير النفط والغاز مقابل ايقاف أي هجمات تعيق التصدير في مناطق نفوذ الحكومة، بالإضافة إلى اشتراطات تتعلق بالأسرى وفتح الطرقات، وقبلهما رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، علاوة على شرطين يمثلان معوقًا إضافيًا أمام حلحلة عقد الخلاف؛ وهما المتعلقان بخروج القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار، والأخير يمثل مشكلة بالنسبة للرياض؛ ولهذا تحرص على تقديم نفسها كوسيط؛ وهو ما يرفضه الحوثيون.

ويأتي التحرك الأخير من الرياض بهدف احتواء الملف اليمني في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي على غزة، وما يمكن أن يذهب إليه هذا الملف في حال توسعت دائرة الصراع في الإقليم، لاسيما مع تصاعد مشاركة الحوثيين في الهجمات ضد إسرائيل والتهديد بإغلاق مضيق باب المندب، وهو ما يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي، علاوة على توتر بعض الجبهات في الداخل، مما يهدد باستئناف الحرب، وهو ما ترفضه الرياض، لاسيما في ظل ما تحقق من نتائج إيجابية خلال الفترة المنصرمة دخلت البلاد على إثرها في هدنة رسمية لستة شهور، ومن ثم هدنة غير رسمية أكملت العام؛ كما تحقق بعض التقدم في المفاوضات بين الحوثيين والمملكة، التي ترغب في اغلاق ملف الحرب في اليمن؛ لضمان أمنها وتجنب الهجمات العابرة للحدود، والتفرغ لرؤيتها التطويرية2030.
وشهدت الرياض، الأربعاء، عددًا من اللقاءات أُعلن عن بعضها، ولم يُعلن عن البعض الآخر.

وفي مقدمة تلك اللقاءات لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، بالأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي؛ الممسك بالملف اليمني في البلاد.

وتداول نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عما اعتبره البعض ترتيبات لاتفاق سياسي مرتقب بين الأطراف اليمنية تشهدها الرياض حاليًا، إلا أن هناك مَن استبعد إمكانية ذلك، في ظل التباين الواضح ليس بين الحكومة والحوثيين فقط، وإنما، أيضًا، بين الأطراف المنضوية في الجانب الحكومي، وتحديدًا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرفض وفق الأكاديمي والصحافي، صلاح بن لغبر، في تدوينة على منصة إكس، “أي اتفاق لا يعطي الجنوبيين ضمانات تتعلق بحق الاستقلال واستعادة دولتهم وأرضهم، مع الإشارة الواضحة لذلك في كل مراحل أي عملية سياسية؛ وهو ما يرفضه الحوثيون جملة وتفصيلا”.

وفي حال تم حسم الموقف الحكومي من الصيغة النهائية للترتيبات؛ فسيتم دعوة جانب الحوثيين لاستكمال مفاوضاتهم مع الرياض، والتي بدورها ستهيئ، في حال موافقة الحوثيين، لإعلان اتفاق الرياض وتوقيعه من الطرفين تحت إشراف الأمم المتحدة… لكن مازال الحوثيون يصرّون، حتى الآن، على أن يكون التفاوض والتوقيع مع الرياض فيما يتعلق باشتراطات الترتيبات ذات العلاقة بالمرتبات ورفع القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة والأسرى والطرقات واستئناف تصدير النفط. وفي المقابل مازالت الرياض مصرة على أن يتم التعامل معها من قبل الحوثيين كوسيط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى