المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية... دمار ونهب منذ الحرب حتى اليوم

> هشام عطيري

> يعد المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية التابع للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الكائن في منطقة العبيده بمديرية تبن لحج من أهم المراكز البحثية على مستوى البلاد في المجال الحيواني والنباتي، حيث نفذ العديد من الأبحاث والتطبيقات وقام بأول عملية تلقيح صناعي للحيوانات على مستوى اليمن ويمتلك العديد من الكوادر والخبراء في هذا المجال.


"الأيام" أول وسيلة إعلامية تزور المركز للاطلاع على أوضاعه ومشاهدة الدمار والخراب الذي حل به منذ الحرب حتى اليوم برفقة رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور عبدالله علوان الذي تفقد أوضاع المركز ومتطلباته لإعادة نشاطه، حيث يبلغ عدد العاملين فيه 60 موظفا وباحثا بينهم 23 عاملا أجر يومي منذ 15 عاما بأجر يصل إلى 26 ألف ريال.



تعرض المركز خلال حرب 2015م لإضرار في مبانيه وعمليات نهب لمحتويات المركز من سلالات حيوانية مختلفة كانت تجرى عليها التجارب تسبب في توقف نشاط المركز البحثي منذ ذلك الحين حتى اليوم وهو ما يتطلب من وزارة الزراعة والمنظمات المانحة التدخل العاجل لإعادة تأهيل المركز وعودة نشاطه من جديد وتوفير كافة الإمكانيات لممارسة عمله البحثي الحيواني والنباتي حيث تحول المركز إلى موقع أشباح جراء تهالك مبانيه الخاوية على عروشها منذ الحرب حتى اليوم.

الدكتور عمر الأراضي مدير المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية في حديث لـ "الأيام" يشير إلى أنه المركز الوحيد المتخصص في أبحاث الثروة الحيوانية والأعلاف والمراعي ضمن مراكز الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي حيث تم إنشاء المركز كمحطة لتربية وإكثار الماعز في منتصف السبعينيات في إطار أعمال الإدارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالجنوب.



وأوضح الدكتور عمر الأراضي أن المركز تصدر نشاطه في الثمانينات ليصبح مركز لتحسين السلالات الحيوانية ماعز وضان وفي العام 89م تحدث نشاط المركز إلى الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي كمركز بحثي متخصص لإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالثروة الحيوانية والأعلاف والمراعي ومارس نشاطه كمركز وطني لبحوث الثروة الحيوانية منذ ذلك الحين.


استطاع المركز خلال الفترة الممتدة حتى العام 2015م تنفيذ عدد من التقنيات والتوصيات في مجالات التحسين الوراثي للسلالات المحلية تقليد 2، إضافة إلى نظم التغذية والرعاية وإدخال عدد من الأعلاف الغنية ذات الاحتياجات القليلة من مياه الري إضافة إلى دراسة أوضاع المراعي الطبيعية وسبل الحفاظ عليها وإدارتها والتحسين الوراثي للسلالات المحلية باستخدام التلقيح الصناعي.

المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية يعمل فيه 18 باحثا علميا مع خمسة فنيين يعدون ويشرفون وينفذون البرامج البحثية في حظائر المركز ولدى مربي الماشية وعمليات المسح وتوصيف وتصنيف السلالات الحيوانية المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية، كما يساهم باحثو المركز في تنفيذ أنشطة بعض المشاريع التنموية في المحافظات وحملات التحصين وحملات الوقاية عند انتشار الأمراض المعدية، كما ساهم باحثو المركز في نشر عدد من الأعلاف ذات الفائدة الغذائية العالية والمناسبة للزراعة في البيئة اليمنية، إضافة إلى امتلاك المركز مزرعة بحثية متكاملة حيوانية ونباتية وكل هذه الإنجازات والأعمال جرى تنفيذها إلى ما قبل الحرب في العام 2015م.



يكشف الدكتور عمر الأراضي عن تعرض المركز خلال حرب 2015م إلى التدمير والنهب حيث ضربت بعض منشآته بالصواريخ وما تبقى طالته يد العبث والنهب وحاولت قيادة المركز متابعة كل المعنيين بهيئة البحوث والوزارة وقد تعاطف الكل مع وضع المركز لكن عجز الجميع عن توفير مصادر تمويل لإعادة أعمار وتأهيل المركز، ومؤخرا أبدت منظمة الفاو استعدادها لإعادة الأعمار وتفعيل نشاط المركز وقد قدمنا تصوراتنا لعمليات الإعمار التي تجاوب معها الفاو وفي القريب العاجل تنفذ أعمال إعادة الإعمار التي ستعيد للمركز وضعه ويعاود نشاطه من جديد.

يواجه المركز صعوبات عديدة أهمها توقف التوظيف لمختصين بعد تجاوز العديد من الباحثين سنوات الخدمة ووفاة بعضهم، إضافة إلى عدم توظيف عمال بدلاء بعد تقاعد أعداد كبيرة من العاملين ووفاة الكثير منهم خصوصًا أن المركز يعمل بـ 23 موظفا مؤقتا منذ سنوات طويلة وبأجور زهيدة، كما يعاني المركز من ضعف مصادر الري وضعف الضخ من مضخات الطاقة الشمسية وتهدم أجزاء كبيرة من سور المركز وانتهاء سور المزرعة مما يعرض المركز لأعمال النهب ويضغط على قيادة المركز لتكثيف الحراسات التي تحتاج إلى مصاريف لا يملكها المركز.


ومن الإشكاليات التي يواجهه المركز حاليا رغم الأوضاع الصعبة التي يعاني منها عدم توفر مادة البحث الأساسية وهي الحيوانات بعد نهب كل القطيع.

يشير الدكتور عمر الارضي إلى ارتباط المركز بعلاقات تبعية للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي ويمارس من خلالها بعض الأنشطة البحثية المحدودة ضمن المراكز الإقليمية، كما يرتبط المركز مع قيادة الوزارة وإدارتها وهيئاتها وفروعها بعلاقات عمل جيدة وتعاون مستمر.


المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية يعد من المراكز الوطنية الهامة التي تعني بالثروة الحيوانية والنباتية وتحتاج تحرك جاد من قبل الحكومة والوزارة لإعادة إحياء نشاط هذا المركز المتوقف منذ ما يقارب 8 سنوات جراء الحرب والأضرار التي تعرض لها.


خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى