​مَن سمَحَ لإيران وأذرعها أن تتصدر المشهد العربي والفلسطيني بالذات؟

>
عِدّة ذرائع ضحلة ومبررات واهية لا يقبلها عقل إنسان سوي، تلك التي يسوّقها من تخلوا عن دعم القضية الفلسطينية وانساقوا وراء خطيئة وخزوة التطبيع وخلف  مبادرات سلام لا تساوي قيمة حبرها، عند دولة متغطرسة لا تؤمن بالسلام ولا تعترف سوى بسياسة الحديد والنار، وإنشاء المستوطنات وارتكاب الفظائع منذ أكثر سبعة عقود.

فهؤلاء المطبعون المنبطحون والمطبعون بالخفاء، ظاهرة فريدة تبرع بشكل مدهش في تبرير الخيانة وتلميعها والتنصل عن دعم المقاومة، وتنسحب من مجرد الحديث عن مجابهة إسرائيل أو نبذها أخلاقيًا وسياسيًا وكأن هذا الدعم لفلسطين مجلبة للعار، فيما أمريكا ترسل حاملات طائراتها وغواصاتها النووية وملياراتها للدولة المعتدية (إسرائيل)، في مفارقة مريعة ولا في الخيال، فمرة يتذرعون أن الفلسطينيين قد باعوا أرضهم وألّا جدوى من دعم مقاومتهم عسكريًا، ولا حتى سياسيًا، وأنهم شعب ناكر للجميل الخليجي -لا نعرف عن أي جميل يتحدث هؤلاء- ومرة أخرى يقولون خلاص شبعنا حروب، مع إسرائيل، مع أن معظم هؤلاء الشابعين من أطعمة ومشروبات الموائد العامرة، لم يطلقوا طلقة واحدة ضد إسرائيل، ولم يستقبلوا لاجئًا فلسطينيًا أو لبنانيًا أو سوريًا عراقيًا أو حتى يمنيًا واحدًا على أراضيهم منذ حرب 48م حتى حرب غزة 2023م، ولم يرسلوا مقاتلًا واحدًا ممن كانوا يسمونهم بالمجاهدين، لتحرير القدس ومسجدها الأقصى المبارك، مثلما ذهبوا يحررون كابول من الأفغان، ودمشق من السوريين، ومرة  ثانية يقولون إن حركة حماس ليست حركة مقاومة بل حركة إخوانجية، وذراع إيراني جلبت الدمار لأهالي غزة، وهو قول لا ينفك أن يردده ناطق الجيش الإسرائيلي.

فهذه النوعية من نخاسي الأوطان وبائعي القيم وسماسرة قضايا الأمة العربية، هي التي أخلت الساحة في فلسطين والخليج والعراق ولبنان وغيرها، لدول إقليمية وازنة ومؤثرة مثل (إيران) لتتسيد  الموقف وتقدم نفسها بأنها أحرص على فلسطين وعلى مقدساتها الإسلامية، من غيرها من العرب المطبعين والمنبطحين. فهذه العينة من البشر هم أنفسهم الذين نزعوا من فوق رؤوسهم تاج شرف الدفاع عن فلسطين، وألقوه أرضًا ليأتي من يرفعه ويتوجه فوق رأسه باسم القدس وفلسطين.

فمن تركوا الساحة للآخرين وآثروا الانسحاب والانكفاء تحت مسميات انهزامية تآمرية، وتفرغوا للشتم والرقص والانتقاص من دور المقاومة، يجب أن يتواروا خجلًا خلف الحجب بدلًا من مواصلة الأكاذيب والتزييف، وأن يقلعوا عن رعيدهم وزمجرتهم الفارغة بوجه الأطراف، التي أتاحوا لها بمحض غبائهم أن تكون البديل، وتكون القوة المنافحة عن القضايا وتسد مساحة شاغرة تخلى عنها أصحابها، وباتت هذه القوى البديلة تتبنى قضايا مشرفة كقضية فلسطين التي باعها معظم العُربان ببيع الجملة والتجزئة، تارة باسم التطبيع وتارة باسم مبادرات سلام، وصارت إيران بفعل هذا الغباء العربي وهذا الموقف المعيب تتحدث باسم المقاومة العربية الإسلامية، وباسم الدفاع عن الأقصى الشريف ولو من باب مناكفة لأنظمة رخوة هزمتها شهواتها وخزواتها. نقول إن من تخلى عن هذا الشرف وأدار ظهره لقضية عربية محورية مقدسة، بحجم وقدسية القضية الفلسطينية والأقصى الشريف لا يلوم غير نفسه وغبائه وتفكيره العقيم القاصر، قبل أن يلعن الذين حلوا محله بالساحة كـ(بدل فاقد) أو بالأحرى (بدل هارب).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى