(نوفمبر) عيد مجيد أم كابوس !

>
- نوفمبر اليوم جانا، عود لنا من جديد، وبعد 56 سنة، لا ندري ما إذا كان عيدا مجيدا، ويستحق الاحتفال أم أننا نقف حدادا على ضريح أعمارنا، وأحلامنا !.

- لسنا على ثقة أن صوت (عطروش) عندما صرخ (برع ياستعمار) كان حرا أم مضطرا !.

- عشنا جنوبا تجربة قاسية، تكلفتها باهظة، فأهداف ثورتهم الذي حشوا بها أفواهنا، وعقولنا الصغيرة في طوابير الصباح ، وسجلوها كوثيقة في ترويسة الجريدة اليومية، واعتنقها الفقراء، ذهبت هباء.

- جيلا بعد جيال ندفع ثمن عبط (الرفاق)، ونستجر مرارة صراعاتهم ،فكل ما يحدث لنا اليوم من معاناة، تبعات خياراتهم الفوضوية، والاعتقاد بأنهم كانوا رجال دولة، كذبة كبيرة.

- غادر أخر جندي بريطاني من عدن، ولم يمهلنا نظامهم الوليد وقتا طويلا، فجرعونا كاس الدم، والندم، وأصبحنا تحت لعنة إحتلال جديد، بعناوين ثورية بليدة ، وشعارات حمراء مميتة.

- غابت شمس الامبراطوية العظيمة عن الجنوب، واستخلفته أغبى قيادة، واتوا بأسوأ دولة قمعية، وبسط جهلهم، وحقدهم على الحياة المدنية، وجعلوا الذين هرولوا من الجبال ثوار ، وصنفوا أبناء المدينة عملاء، وخونة !.

- الاستعمار البغيض الذي طردوه، سلمهم دولة جاهزة، ومن حماقتهم قمعوها، واعتقلوها بقمقم ديكتاتورية مطلقة، وجعلوها كابوسا لشعبها، وبعبعا لجيرانها.

- أستلموا عدن جنة الأرض، ومدينة مفتوحة للناس أجمعين، وقبلة الحياة ، ويزورها العالم، وتخلد إليها الدنيا، وتستقر في مهدها الأجناس، والأديان بسلام، فكبلوها بسياج من الحديد، والنار ، وكثير من الكراهية، والحقد.

- كان تعدادنا مليون وخمسمائة نفر، و بزيادة، ونسكن خارطة تمتد من باب المندب إلى المهرة، وعجزوا عن إدارتنا، وصنعونا شعب نسخة واحدة، ودهفونا في تيارات نهجها لا يشبه البلاد، والعباد.

- خطوة واحدة كانت تكفي لولادة دولة عظيمة، وحياة كريمة، وهي أن تركوا مقاليدها بيد أبناء عدن، والكوادر الخبيرة بالسلطة، والذين تمرسوا عقودا طويلة في السياسة، وكان كثير منهم رجال دولة حقيقيون، ويقودون الحياة العامة، كما كانوا في مقدمة الثائرين .

- ( الرفاق ) لا يستطيعون التفكير بعيدا عن المؤامرة، فحتى الوحدة اليمنية، الحلم المنتظر، عندما قرروا إنجازها، ذهبوا إلى نفق مظلم، فكانت كابوسا جديدا .

- كثيرون عاشوا منعطفات، وكوابيس الصراع، ويدركون حقيقة ما حدث، وكم هدمت صوامع، وبيوت، وبيع، وأزهقت أرواح دون ذنب.

- نحسب أن التاريخ يعيد نفسه، فأكثرنا لم يتعلموا !.
28 نوفمبر 2023

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى