​السعودية تواصل اللعب على التناقضات.. من يجرؤ على الاعتراض؟

>
من الرياض مجلس حضرموت الوطني يعلن تشكيل هيئة رئاسته وهيئته العليا. إلى جانب وجود مكون سابق اسمه حلف قبائل حضرموت تم هو الآخر إعلانه من الرياض، والذي كان قد سبقه مكون اسمه مؤتمر حضرموت الجامع، دون ضم هذين المكونين تحت مظلة مجلس حضرموت، المُشكل مؤخرًا برغبة وتمويل سعودي محض! لماذا؟ ولماذا الآن ؟

السعودية تغرق الساحة الجنوبية والحضرمية بكيانات تترا تباعًا تحت اسم المظلومية، فيما الغرض الحقيقي هو تقسيم المقسم إلى أجزاء متناثرة متناحرة تأكل بعضها بعضًا، ليتسنى لها( السعودية) بالتالي السيطرة على الكل واحتواء الجميع سواءً بالجزرة أو بالعصا. ففي الوقت الذي تسعى فيه إلى الإجهاز على القضية الجنوبية ومسخها من جوهرها الوطني السياسي وتحويلها إلى مجرد قفاز يد، بدلًا من البحث لها وللأزمة اليمنية عن حلٍ عادل ومنصف، نراها بين الفينة والأخرى تولد مولودًا جديدًا (أطفال أنابيب سياسية).. فهي تعمل بهدوء ونعومة على تأسيس كيانات سياسية واجتماعية وقبلية موازية لما هو موجود، حتى تصير كل محافظة وكل منطقة لها قضية منفصلة عن سواها، بل عملت السعودية وتعمل على تأسيس تشكيلات عسكرية وأمنية نظيرة للقوات الجنوبية، بل وللجيش الذي تدعمه والمسمى بالجيش الوطني، مثل قوة (درع الوطن) على سبيل المثال لا للحصر.

الغاية من كل هذا العبث المسكوت عنه للأسف هو إخضاع الجنوب، بل وحتى الشمال- الذي تبتهج بعض قواه لتمزيق الجنوب إلى أشلاء، اعتقادًا أن هذا سيفشل المشروع الجنوبي، فيما الحقيقة هي تمزيق الكل إلى كنتونات متعددة جنوبًا وشمالًا- وإفشال كل المشاريع الخارجة عن تفكير الصندوق الخارجي. كما وتهدف هذه الغاية أي إغراق الساحة بكيانات متعددة إلى استنزاف طاقاته والهيمنة على مساحاته وجغرافيته، بما فيها جُزره وثغوره في كل الاتجاهات وليس فقط منطقة أو محافظة بعينها.   

وستبلور الرياض هذا الهدف وتشرعنه في قادم الأيام-أوهكذا تخطط- حين يذهب الجميع "جنوبيون وشماليون" إلى طاولة تسوية شاملة بإشراف  سعودي مباشر وحضور أممي نظري، لإصباغ المشروعية الدولية على ما سيتم إقراره، ستكون فيها القضية الجنوبية أبرز الضحايا كأوراق متناثرة بأيدي ممثلين لها بالجُملة كحاطب ليل، ونُثار في مهب رياح الغير في حال مضت الأمور على هذا المسار لا قدر الله.
فمَن يجرؤ أن يقول: لا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى