"النيران الصديقة" تشعل غضب أهالي الرهائن في إسرائيل

> «الأيام» اندبندنت عربية:

> أشعل مقتل ثلاث رهائن لدى حركة "حماس" بنيران صديقة المجتمع الإسرائيلي، وفي مركزه أهالي الأسرى الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية كان أبرزها في شارع كابلين، أحد أكبر شوارع تل أبيب.

وجاءت التظاهرات فور الإعلان عن وقوع الجيش الإسرائيلي في مكمن لـ"حماس" وقتله ثلاثة أسرى من طريق الخطأ، ليضاف هذا الفشل إلى عمليات سابقة ويرفع عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران إسرائيلية في غزة إلى 23 أسيراً.

من جانبه، أمهل منتدى عائلات الرهائن "الكابينت الحربي" في إسرائيل 24 ساعة لعرض صفقة تبادى أسرى جديدة، وإذا لم يتم ذلك فسيصعدون احتجاجهم بالاعتصام المتواصل والإضراب عن الطعام أمام مبنى وزارة الدفاع حتى ضمان عودة ذويهم. كما دعا أهالي الرهائن المحتجزين لدى "حماس" إلى وقف العمليات الحربية لإنقاذ الأسرى وتخفيف حدة القتال في مناطق متوقع أن يكون فيها أسرى.

صفقة محتملة

وكان رئيس "الموساد" ديفيد برنياع قد التقى رئيس حكومة قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في النرويج لبحث اقتراح صفقة مع "حماس" بوساطة قطرية.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن المحادثات في النرويج لم تؤد إلى تحقيق اختراق في مسار المفاوضات، غير أنها بالنسبة إلى إسرائيل بداية لخطوة نحو التوصل إلى اتفاق قريب.

جاء هذا في وقت اجتمع فيه "الكابينت الحربي" مساء أمس السبت لبحث تطورات هذا الملف وبلورة اقتراح لعرضه على حركة "حماس" في محاولة للإفراج عن مزيد من الرهائن.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مشكلة في تلبية مطلب أهالي الرهائن بالإفراج عن جميع الأسرى، إذ من المتوقع الوصول إلى هذه المرحلة مع التقدم في العمليات القتالية في غزة وتحقيق أهدافها تجاه "حماس".

وتضع إسرائيل في سلم أولويات الصفقة التي ستبلورها كاقتراح لعرضها على "حماس" عبر قطر، النساء اللاتي لم يفرج عنهن ضمن دفعات التبادل في إطار الصفقة السابقة التي رافقتها هدنة موقتة في قطاع غزة، وكذلك المسنون والمرضى.

خروج السنوار

وفي اقتراح آخر تبحثه المؤسسة العسكرية، وفق ما نشرت القناة "12" الإسرائيلية، تقترح تل أبيب عقد صفقة مع "حماس" تطلق بموجبها الحركة سراح عشرات الرهائن، مقابل ضمان خروج القيادي في الحركة يحيى السنوار من قطاع غزة.

وبحسب ما ذكرت القناة "تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية في شأن مصير الرهائن لدى "حماس"، بعد دخول الحرب شهرها الثالث، وتقول إن عددهم 129 أسيراً، لافتة إلى أن "الأجواء السائدة حالياً هي أن كل يوم يمر يعني مزيداً من الخطر الذي يهدد حياة الأسرى".

ويرى التقرير الإسرائيلي "أنه كلما تقدم الجيش والقوات العسكرية في خان يونس يزيد الضغط على السنوار".

وفي اقتراح إسرائيلي آخر أن تخرج قيادة ومقاتلو "حماس" من غزة مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ووقف القتال، وهو اقتراح رأى أمنيون أن احتمال تنفذه ضئيل جداً.

وقف الحرب أولاً

من جانبها، قالت "حماس" إنها لن تبرم أية صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل إلا بعد توقف الحرب بصورة كاملة على قطاع غزة والاستجابة لشروط المقاومة.

وجاءت تحركات "الكابينت" ومتخذي القرار في إسرائيل بعد أن بات القتال داخل غزة يواجه تحديات كبيرة مع الكشف عن مكامن عدة بمختلف مناطق القتال نصبتها حركة "حماس" وأسقطت عشرات القتلى الإسرائيليين بينهم الأسرى.

وتبين أن الحادثة التي قتل فيها الأسرى الثلاثة وقعت بأحد شوارع حي الشجاعية، وهي منطقة تشكل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هجاري إن القتال في هذه المرحلة في غاية الصعوبة، حيث الأنفاق من جهة، ومكامن "حماس" من جهة أخرى، مضيفاً أن الجيش أعد تعليمات خاصة تم توزيعها على جميع الوحدات القتالية في كل قطاع غزة حول كيفية التعامل مع الوضع الحالي والمكامن متعددة الصور التي تنصبها الحركة.

وبحسب توقعات الجيش، وفق هجاري، فإن الأسرى الثلاثة تركتهم حركة "حماس"، أو أنهم هربوا من مكان أسرهم، وعندما شاهدوا الوحدة العسكرية تحدثوا معهم بالعبرية، وأبلغوهم بأنهم أسرى إسرائيليون، لكن الجنود اعتقدوا أنه مكمن من "حماس"، فأطلقوا النيران عليهم وقتلوهم.

وشدد هجاري على أن الجيش لم يحسم إذا هرب الأسرى، أو تركوا من قبل "حماس".

وهناك من شكك في رواية أن يكون الأسرى قد هربوا من "حماس"، متوقعين أن تكون الحركة تركتهم بالقرب من الوحدة لإيقاعهم في مكمن.

وأوضح الجيش في صور وثقها من غزة أن "حماس" تضع في مواقع قتالية دمى أطفال مليئة بالمتفجرات وتنشر عبوات ناسفة في كل المنطقة الداخلية مع مكبر للصوت تصدر منه أصوات باللغة العبرية تستنجد الجيش لإنقاذهم، وما إن يدخل الجيش حتى تقوم "حماس" بتفجير المكان.

ووصف هجاري حادثة الأسرى الثلاثة بـ"المأسوية"، وقال "واجه مقاتلونا في هذه المنطقة القتالية صعوبات كبيرة، حيث وقعت مواجهات مع كثير من المخربين ودارت بينهم معارك صعبة، وفي بعض الأحداث وقعت مواجهات مع مخربين انتحاريين من الصعب الكشف عنهم لأنهم لا يحملون أسلحة ومخربين آخرين قاموا بجر مقاتلينا إلى مكامن خطرة".

"عودة الكل وفوراً"

لم تتوقف عائلات الأسرى عن التظاهرات والاحتجاجات ورفعت شعار "عودة الكل وفوراً"، وقالت "لا نصر في هذه الحرب من دون الأسرى".

واعتبر سياسيون وأمنيون مقتل 23 أسيراً بنيران الجيش الإسرائيلي إلى جانب الجنود الذين قتلوا في غزة يشكل ضربة قاسية لإسرائيل في هذه الحرب.

من جهته، وفور الإبلاغ عن مقتل الثلاثة والغليان الذي شهدته إسرائيل، منح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيس الموساد الضوء الأخضر لإجراء مفاوضات والقيام بكل ما هو مطلوب، بما في ذلك عقد لقاءات مع وسطاء والتوصل إلى صفقة تكون مقبولة على متخذي القرار.

وفي تعليقه على الحادثة، قال نتنياهو "هذه تراجيديا صعبة، وسنقوم باستخلاص العبر ونواصل بذل قصارى جهدنا من أجل استعادة كل المخطوفين بسلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى