السياسة الأمريكية في البحر الأحمر تحت قصف الصحافة الغربية

> خالد سلمان

> الصحافة الغربية وضعت السياسة الأمريكية في البحر الأحمر تحت قصف مركز، حيث لا يبدو لهذه الصحافة أن حشد كل هذه القوات وحصر مهامها في حراسة السفن المبحرة وحمايتها، أمرًا يتسم بالنجاعة.

لقد ذهبت النيوزويك إلى وضع الخيار النموذجي الأفضل، المتمثل في قصف البنية التحتية للصواريخ الحوثية، وكل مؤسساته العسكرية في البحر الأحمر وفي داخل مناطق حكمه، حيث عصب السياسة ومطبخ القرارات العدوانية المهددة للأمن البحري والسلم الدوليين.

بعد أن خلع الحوثي القناع عن جوهر وظيفته، بات الآن العمل المباشر باستهدافه أكثر مشروعية أخلاقية، فلم تعد تلك الجماعة هي القلة المغبونة في حقوقها، والمحاربة بعقائدها والمطاردة في سلاسل اليمن الجبلية، كما كانت تسوق لنفسها طوال جولات الحرب الستة ، بل هي رأس حربة وجسم يمثل امتدادًا للمصالح الإيرانية، وأداة طيعة في تنفيذ مخططها في المنطقة وضد المصالح الدولية.

مجلس الأمن القومي وضع خيارات التعامل العسكري بيد بايدن، بعد أن أثبت بالملموس وبالدلائل التقنية الاستخبارية، أن كل الهجمات المنفذة في مضيق باب المندب تخطيطًا وتمويلًا وإسنادًا لوجستيًا تتم من طهران، وأن سفنها التجسسية في البحر الأحمر، هي من تضخ المعلومات لصنعاء وتنتقي الأهداف ونوع السلاح، وتحدد هويات السفن المستهدفة، حتى وأن أغلقت تلك السفن أجهزة التعقب.

وزير الدفاع الإيراني لم يخفِ أطماعه في وقت سابق، وأعلن ضدًا من الجغرافيا، بلغة استقواء وتبجح سياسي أن البحر الأحمر إيراني الانتماء، وأنه منطقة نفوذ وأن وجود السفن أو أيًا من القوى سيجعلها عرضة للاستهداف، قطعًا هو يعني من سيفعل ذلك بأمر من أعلى مراجعهم هو الحوثي، وربما يذهب بعيدًا في عدوانيته وفق مجسم المصالح الإيرانية لا اليمنية، وتوظيف كل التداعيات لدعم صانع السياسة الإيرانية، في إدارته للملفات العالقة مع واشنطن والغرب.

بايدن لم يعد يدرس الخيارات بل بلغ مرحلة تقليص هذه الخيارات وتحديدها، استعدادا لإصدار الأمر التنفيذي في تدمير كل البنية العسكرية للحوثي، وإعادته إلى سنة أولى حرب حيث لا ستوكهولم ولا ميناء يغذي آلته الحربية، ويرفد أطماعه التوسعية بقوة المال والسلاح.

إذا كان تقويض الحوثي عسكريًا قد بات محسومًا، فإن الخطوة التالية هي أما مازالت غامضة أو محدودة التداول بين الأطراف اليمنية المناهضة للحوثي، والإقليم وواشنطن ،للإجابة على سؤال وماذا بشأن الحديدة.

كل الحراك العسكري السياسي الداخلي والتقاربات اليمنية بين القوى الرئيسة، وجديد الموقف المصري على خلفية تجفيف الحوثي حركة السفن نحو قناة السويس، وتهديد أمن مصر القومي، وعودة خطر الحوثي إلى واجهة الإعلام السعودي كخبر أول، كل هذا يؤشر إن الضربة القادمة ستصيب شظاياها الحديدة، إن لم تكن هي الهدف الرئيس، بما يقطع مع مخاطر الحوثي ويوجه لكمة لقفاز إيران في اليمن.

مع الموقف السعودي المتحفظ من الانخراط العلني في قوات حراس الازدهار، لحسابات تجنب المواجهة مع الحوثي، إلا أنه في حال استهدافها ستجد نفسها طرفًا في معركة ملف إدارتها هذه المرة في واشنطن وبيد العواصم الكبرى وليس في الرياض، معركة ستغير موازين القوى العسكرية في اليمن، وتدفع بالحوثي بعيدًا عن البحار المفتوحة، وتغير المعادلات وكل قواعد اللعبة، مع توفير ضمانات أوسع لحماية الأجواء السعودية.

ضربة عسكرية تشمل ضمن مستهدفاتها الحُديدة وكفى، أم دعم القوات الداخلية عسكريًا والمناهضة للحوثي، لوضع اليد على الأرض؟

سؤال إجابته في غرف التخطيط العسكري، وحتى الآن غير متاح للتداول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى