عام جديد.. ووضع رديء

> المشهد نفسه يتكرر في نهاية كل عام منصرم ومطلع آخر مقبل، فلا شيء تغير سوى تدهور الأوضاع يتصاعد يومًا بعد يوم، فالعديد من المحافظات الجنوبية المحررة حلّ عليها عام 2024 ميلادية، وغياب عام للخدمات على مدار 24 ساعة، منذ ستة أيام متتالية انقطع التيار الكهربائي عنها، أمر ليس بغريب وليس بجديد، فالظلام لم يخيم على منازل المواطنين وشوارعهم فحسب، بل امتد الظلام على مستقبل البلاد، وعتَم دربها المجهول، وجفت كل التطلعات ، ورفعت الأحلام والآمال مع اقتراب العقد الأول والعشرية الأولى، ولا ظهور لمزاعم إنهاء الأزمة في اليمن غير تصريحات هوائية لا تزيد إلا رضوخًا للأوضاع السيئة، والقضاء على كل جميل -إن وجد أو حاول الوجود- لتعرب وتفصح النوايا الخبيثة الهادفة لاستماتة الحياة في البلاد باستراتيجية عصرية ومبتكرة.

انصرف عام 2023 وخلف لنا مطبات وتراكمات متوارثة، اقتصادية وسياسية وأمنية، خلف وضعًا إنسانيًا رديئًا. الفقر تجاوز خط الفقر، الأطفال يموتون تحت حاويات القمامة، والعجزة متسولون بالبحث عن حقوقهم، ما جنينا من العام الماضي غير مستقبل لا مكانة للعلم فيه، تطلعات أجيالنا ينافسون على امتلاك السلاح واللعب بالنار والحديد، ثقافتهم من المسلسلات الهابطة، ممارسات عادات غربية بصورة إسلامية، وما خلفته لنا الأعوام السابقة، غير تنقلات في مناصب الفساد، من منصب إلى تقليد منصب أرفع منه، مصاعب مكدسة، حتى استقبلنا عامًا آخرا جديدًا، عام (24) والوضع زائف غارق في بحر اليأس وخيبة الأمل، وفشل معلن إلى حد كبير ينحدر تجاه عصور الظلام، وإثارة للفتن وعودة الكيانات العرقية والدينية والهوية.

هكذا نستقبل العام الجديد بعيدًا عن العالم وعن التهاني والتبريكات بمناسبة قدومه، ظاهرة نعيشها كل عام وسنعيد ذكراها وإحياءها في ظل غياب المتغيرات السليمة الوطنية، النابعة من روح المسؤولية الدينية والإسلامية لإيجاد دولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى