هل حلت السعودية عقدة العلاقة المتوترة بينها وبين ألمانيا

> برلين "الأيام" العرب:

> ​دافعت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين عن خطتها لتعليق الفيتو المستمر منذ فترة طويلة على بيع مقاتلات من طراز يوروفايتر تايفون للسعودية، وهو ما يثير التساؤل عما إذا كانت الرياض قد حلت عقدة التوتر بينها وبين برلين.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية الاثنين إن شولتس لن يقف في طريق تسليم المزيد من طائرات يوروفايتر إلى السعودية، مكررا تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.

وأبرمت الرياض صفقة مع شركة بي.إيه.إي سيستمز لصناعة الأسلحة قبل سنوات لتوريد 48 من تلك الطائرات لكن تعرقلت الصفقة بسبب الحرب في اليمن ثم مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

ويعتقد الألمان أن الوضع في اليمن قد تغير، وأنه لم يعد هناك مبرر للاستمرار في قرار تجميد الصفقة.

وذكر المستشار الألماني في يوليو الماضي أن “الوضع في اليمن تغير بشكل كبير” وأن الكثير من الأطراف التي كانت مشاركة في الصراع انسحبت منه.

وكانت ألمانيا قد جمّدت مبيعات الأسلحة للرياض منذ مقتل خاشقجي أواخر عام 2018 في عملية ألقت فيها الاستخبارات الأميركية باللائمة على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما عرقل بالتالي طلبية شراء طائرات يوروفايتر تايفون.

ولا تمثل الأسلحة سوى جزء صغير من صادرات ألمانيا للسعودية، حيث كانت هذه الصادرات في 2017 أكثر بقليل من 2 في المئة من إجمالي الصادرات الألمانية للمملكة. ولكن هذه الصادرات لها قيمة رمزية عالية بالنسبة إلى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، باعتبار أن موازنة الدفاع السعودية تعد من أكبر موازنات الدفاع في العالم.

وخلال زيارته إلى منطقة الخليج في سبتمبر 2022، في مسعى لعقد صفقات غاز كبرى، أشاد شولتس بالسعودية والإمارات لقيامهما “بكل شيء لضمان انتهاء القتال” في اليمن.

ويعزو المراقبون تغيير الموقف الألماني إلى تغيير أشمل في العلاقة الغربية مع السعودية؛ من ذلك حالة الانفراج بين الولايات المتحدة والرياض، وانفتاح الرياض على فكرة التطبيع مع إسرائيل.

وكان لافتا أن تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية بشأن حلحلة الصفقة مع السعودية جاءت خلال زيارتها إسرائيل.

وأشارت بيربوك أثناء زيارتها الدولة العبرية إلى أن السعودية وإسرائيل “لم تتخليا عن سياسة التطبيع” بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي، مضيفة “واقع أنّ السعودية باتت تعترض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل يؤكد هذا، ونحن ممتنون لذلك”. وأضافت “السعودية تسهم بصورة حاسمة في أمن إسرائيل، حتى في هذه الأيام، وهي تساعد على احتواء خطر اندلاع” نزاع إقليمي.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد انتقد في فبراير 2022 استمرار ألمانيا في حظر تصدير أسلحة إلى بلاده، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل رسالة سلبية تشجع المتمردين الحوثيين على مواصلة نهجهم الرافض للسلام.

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن هذا الموقف يثير الشكوك تجاه موثوقية ألمانيا في مجال تصنيع الأسلحة، موضحا أن برامج التسليح كثيرا ما تكون متعددة الجنسيات، وهو ما تضعه السعودية في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن شراء أنظمة تسليح تشارك ألمانيا في تصنيعها.

لكن مراقبين يقولون إن سبب تغيير الموقف الألماني يعود إلى ضغوط من الشركاء الأوروبيين في صناعة يوروفايتر. وكان هؤلاء الشركاء قد احتجوا على برلين بسبب تهديدها مصير الصفقة التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار.

وتقود المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا برنامج يوروفايتر الذي يجمع شركات مُصنّعة هي “بي إيه إي سيستمز” و”إيرباص” و”ليوناردو”. وينص الاتفاق الفرنسي – الألماني المبرم في عام 1972 على التشاور في مسألة صادرات السلاح بما يمنع طرفا من حظر صادرات الطرف الآخر.

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية الأحد أن بلادها باتت مستعدة للسماح بمبيعات جديدة لمقاتلات من طراز يوروفايتر للسعودية.

وقالت بيربوك للصحافة خلال زيارتها إسرائيل إن الحكومة الفيدرالية الألمانية “لا تُعارض الاعتبارات البريطانية” في شأن بيع المزيد من مقاتلات يوروفايتر للسعودية، مشددة على دور الرياض البنّاء في الأزمة الأمنية التي تشهدها المنطقة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر. وأردفت بيربوك أن “العالم، خصوصا هنا في الشرق الأوسط، أصبح مكانا مختلفا تماما منذ السابع من أكتوبر”.

بدوره دافع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الاثنين، عن عملية توريد محتملة لمقاتلات يوروفايتر إلى السعودية. وفي تصريحات للقناتين الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني قال هابيك الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار الألماني إن “الصواريخ الدفاعية السعودية تحمي إسرائيل أيضا”. ورأى هابيك أن عمليات السلام في المنطقة تعتمد على “اتخاذ السعودية موقفا وديا من إسرائيل، وهم يريدون القيام بذلك”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى