عندما تكون في لحج وسع قلبك!

> لا تنظير على العفوية التي تعيشها شوارع مدينة الحوطة، ما دمت تملك قلبًا واسعًا، فلن تنزعج من ذلك السائق الذي أوقف سيارته وسط الشارع وأنزل زجاج بابها، ثم نادى بائع البطاط ليعطيه كيلو من البطاط، ذلك البائع -أيضًا- هو الآخر اقتطع جزءًا من الشارع ببسطته المتنقلة، ثم تداولا الحديث مدة ربع ساعة، ليقف طابور من المارة والسيارات والدرجات.

إذن ما دمت تملك قلبًا "نسم" سيهون عليك قضاء نصف ساعة، وأنت تنتظر انفلاش الزحمة، بسبب صاحب سيكل يريد صرف مائتي ريال، ليرجع للراكب الباقي مائة ريال، قيمة أجرة أنه أوصله إلى منتصف الشارع، أو أن صاحب الباص الدباب ركن باصه، يريد ركابًا، وبقي له راكب، ومندوب الفرزة ينادي ويصيح، باقي راكب.. باقي نفر. الشيخ يا كريمة، اصبر يا عم!

الأمور طيبة في شارع الحوطة، إذا امتلكت (قلبًا كبيرًا). ستغير طريقك الرسمية إلى جهة أخرى، لأن الشارع مقطوع من فوق، هناك مخدرة حق ابن حافتي وسط الشارع، ادخل هذه الفكة وعدي يمين، ولو حصلت صاحب البوزة الماء يسكب ماء لعوضين، بتتأخر ربع ساعة لأن المخرط صغير، والراجل معه بناء وسقف بكرة، وأنت قدر الظروف. أيضًا للحيطة والحذر خليك بعيد، لأن السيارة البيكاب تهرول بلا فرامل (بريك) ابتعد عنها عشرة قدم.

عليك بالصبر وأنت في الحوطة، فالنسم بالقلوب، فالطالع مع النازل في شارع واحد (فيس تو فيس) واحترامًا وتقديرًا من أصحاب المحلات، وخوفًا منهم على الزبون كي لا يدخل المحل، وحتى لا يتعبوه أخرجوا له البضاعة خارج المحل، ويبيع ويشتري وسط الشارع، وأكيد أكيد أنك تملك "قلب نسم" لأنك دخلت لحج.

أيضًا الكل على صح لا يوجد غلطان في وسط شارع الحوطة، معك مشروع صغير بيع شاهي، واعمل كراسي بالشارع للزبائن تتمتع أثناء شرب الشاي، افترش الشارع وبيع خضرة، أو صيد أو روتي (اطلب الله) أهم شيء امسك أعصابك، افتح لك ورشة نجارة أو سمكرة أولحام، بجانب العيادة، ومحلات الملابس، والمواد الغذائية، أو مخزن دبب الغاز، استأجر لك مظلة وسرير، وأينما وجدت مكانًا في الشارع، اطلب الله مش عيب أهم شيء لا تزعج أحدًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى