ماهية اللعبة ونهايتها في الصراع عند باب المندب اليوم

> حينما أصبح تأمين خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب قضية مُلحة، ومحل إجماع كل الأطراف الدولية والإقليمية على اختلاف مواقفهم، لتفرض أسئلة كثيرة واستفهامات بدأت تظهر على السطح السياسي في التعامل، لمواجهة الحوثيين الذراع العسكري والعقائدي لإيران في المنطقة؟؟!!

هاجس آخر وسؤال يتخوف منهُ الجميع هو أن تسيطر إيران عبر ذراعها ومليشياتها التي تدعمها، ممثلةً بالحوثي على باب المندب وما يحمل هذا المضيق البحري الاستراتيجي من أهمية لخطوط التجارة العالمية، وتأثيره بشكل مباشر على دول الخليج أولًا ومصر والعالم ..!!

لكن ذلك يقودنا حتمًا من خلال متابعة الأحداث في الشرق الأوسط والحرب في غزة، وحجم العدوان والدمار للشعب الفلسطيني، وتعرض المدنيين للإبادة الجماعية من قبل إسرائيل وجيشها المتصلف، للبحث عن حقيقة انخراط الحوثي في حرب غزة.. ولو من بعيد؟!! والذي تمثل في مستويين هما:

الأول: مستوى حقيقة الاعتداءات الحوثية على السفن والملاحة في البحر الأحمر، وهل هذا الاعتداء قد أنهى حالة الحياد الدولي تجاه الحوثة؟!! وجعل القوى الغربية وأولهما (أمريكا وبريطانيا) أن تعيد تصنيف الجماعة الحوثية كمليشيات إرهابية خطرة؟!! وإعلان ذلك يكفي كما جرت العادة مؤخرًا من قبل الرئاسة الأمريكية (التي كانت تتعامل مع الحوثة بمعيار مزدوج في حرب 2015م، واتخاذها كورقة ضغط في المنطقة وابتزاز حلفائها)!!!

الثاني: إطلاق صواريخ باليستية من قبل الحوثة مع الادعاء باستهداف إسرائيل؟!! وأيًا كانت محدودية هذه الصواريخ وتأثيرها، لكنها كما يقال جعلت الكيان الصهيوني ربما يعيد حساباته ضمنًا، ويضع نظام صنعاء الحوثي على خريطة العداء المكشوف، خاصةً بعد إعلان الخارجية الأمريكية جماعة الحوثي كجماعة إرهابية ولو لفترة وجيزة !!

لنصل إلى حقيقة الصراع في الشرق الأوسط وامتداد خطوطه إلى خطوط الملاحة في البحر الأحمر اليوم، ما هو إلا صراع وحرب مصالح سياسية واقتصادية، لها تبعاتها على شعوب ودول المنطقة وتحديات الوضع العالمي، وتأزمه أكثر في ظل تعديل وتغير الاستراتيجية الإيرانية، التي لابد من الكشف عنها والحكم على تداعياتها، والانتشار والنفوذ والذي تطور بعد غزو العراق وحرب سوريا، وتوسعت جغرافيا ضد خصومها التقليديين إقليميًا..!!

وفي حين كانت قوات التحالف العربي تحارب عام (2015م) الحوثة في حرب اليمن.. وتدافع عن نفسها من المد الإيراني محاولة الحفاظ على استقرار اليمن، ولو جزء منه وتحرر عدد من محافظات الجنوب، الذي قاتل وناضل أبناؤه من أجل هدف أكبر وأسمى وهو تحرير الجنوب واستعادة دولته!!!

لكن ماهية اللعبة ونهايتها في الصراع عند باب المندب والبحر الأحمر، يطل اليوم بخيار صعب أمام دول العالم ودول الإقليم، ألا وهو مسألة تأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.. وتحولها إلى قضية دولية خطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى