اعتمدتها بأفغانستان.. واشنطن ستلجأ لخطة "عبر الأفق" ضد الحوثيين

> «الأيام» العربية نت:

> شهدت الأسابيع الماضية تحوّلاً كبيراً في تعاطي الإدارة الأميركية مع تهديدات الحوثيين للأمن في منطقة الشرق الأوسط وللملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

فقد نشر الأميركيون قوات بحرية وجوية في المنطقة منذ الخريف الماضي، واعتمدوا مبدأ إحباط الهجمات الحوثية، لكن الحوثيين طوّروا من نوعية الهجمات وتمكّنوا مرّة من شنّ هجوم بأكثر من أربعين مسيرة وصاروخا في وقت واحد، في مؤشّر واضح على أن "الخطر الحوثي" أصبح مختلفاً ويجب التعامل مع هذا الخطر بطريقة مختلفة.

ضرب القدرات الحوثية

تقوم الخطة الأميركية الحالية على ضرب البنية التحتية للحوثيين، وهذا ما شهدناه مرتين خلال هذا الشهر، وقد أعلن الأميركيون والبريطانيون أنهم استهدفوا "منظومات صواريخ ومنصات إطلاق، ومنظومات دفاع جوي ورادارات ومخازن أسلحة عميقة".

مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" وقال إن ما يقوم به الأميركيون وحلفاؤهم ينقسم إلى عمليتين، الأولى تقوم على شنّ ضربات استباقية على مواقع متعددة، والهدف هو ضرب القدرات لدى الحوثيين وإضعافها، والثانية هي عمليات "دفاع عن النفس وكلما كشفنا خطراً داهماً على القوات الأميركية أو التجارة الدولية نبادر إلى القصف" وأكد أن ما حدث يوم الاثنين 22 الجاري هو ضرب البنية التحتية.

تقديرات

تقديرات الأميركيين لنجاح عمليات القصف على البنية التحتية ليست واضحة والمسؤولون العسكريون الأميركيون يعتبرون أن ضرب الرادارات الحوثية ومراكز الإطلاق كانت نتيجتها إيجابية.

ربما يكون ضرب الرادارات الحوثية هو الأهم على الإطلاق، فالحوثيون مضطرون لإخراج راداراتهم من الأماكن المحمية لتشغيلها والأميركيون قادرون على تحسس موجات الرادار، وقادرون على المسارعة في ضربها، وهذا سيعيق قدرات الحوثيين. لكن التحدّي أمام الأميركيين والبريطانيين ضخم نظراً لضخامة الترسانة الحوثية.

الترسانة الحوثية

فمنذ العام 2004 كدّس الحوثيون كميات ضخمة من الأسلحة، خصوصاً لدى سيطرتهم على صنعاء حيث وضعوا يدهم على صواريخ الحرس الجمهوري اليمني، وعلى كل ما كانت تملكه ألوية القوات الجوية والبحرية، ومنها صواريخ هواسونغ الكورية الشمالية وفروغ 7 وسكود ومنظومات أرض جو إس إي 2 و3 و6 و9 السوفييتية الصنع بالإضافة إلى صواريخ اس إس 21 وبي 21 و22 ومنظومات سي 801 الصينية الصنع.

مسؤول يمني سابق كان على اطلاع على قدرات الجيش اليمني وما فعله الحوثيون تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" قائلا إن ما يملكه الحوثيون من ترسانة يشمل "صواريخ بحرية وصواريخ كروز والأخرى المضادة للسفن قد يصل عددها إلى المئات".. وأضاف أن "الصواريخ البالستية التكتيكية، متوسطة إلى بعيدة المدى من طراز عقيل وطوفان وبركان اتش ٢ فهي محدودة للغاية ولن تتعدى العشرات"

دور الإيرانيين

لكنه أشار الى أن المشكلة الأكبر التي يواجهها الأميركيون هي عدد "المسيرات، نظراً لسهولة التجميع والتصنيع فإن ترسانة الحوثي قد تصل إلى الآلاف"

من الضروري القول إن الإيرانيين عملوا بجهد خلال السنوات الماضية على تطوير قدرات الحوثيين، وهم ساعدوا الحوثيين على تطوير الصواريخ التي لديهم، وهرّبوا إليهم قطعاً إلكترونية لتوجيه هذه الصواريخ بطريقة أفضل، كما ساعدوا الحوثيين على إنشاء صناعات حربية ساهمت بشكل كبير في جعل الحوثيين يصنّعون المسيرات والصواريخ لديهم بدلاً من الاعتماد على التهريب.

تقديرات

ما يجب أن يقلق المتابعين للأوضاع في اليمن هو توافق الكثيرين في واشنطن على أن الأميركيين لن يتمكنوا من القضاء على قدرات الحوثيين، وقال المسؤول السابق في الحكومة اليمنية لـ "العربية" و"الحدث" "إن الضربات الجوية الأميركية لن تنجح في كبح جماح الحوثي لأن تصنيعه الحربي والتجميع ومواقع الإطلاق لا تتركز في قواعد ومعسكرات تقليدية وهي موزعة في الجبال والسواحل والمناطق الواقعة تحت سيطرتها"

لا يوافق المسؤول في البنتاغون على هذه التقديرات "المتشائمة" وقال لـ"العربية" و"الحدث" إنه لن يعطي تقييماً لنجاح القصف في ضرب المخازن تحت الأرض لكنه شدّد على أن القوات الأميركية لديها قدرات كبيرة وهي تستطيع ضرب المسيرات الحوثية قبل أن تصل إلى أهدافها. وأضاف أنه لن يعطي مهلة زمنية للعمليات العسكرية الأميركية لكنه أضاف "أن تهديد الحوثيين للبحر الأحمر كبير ويمسّ الكثير من الشعوب والدول الفقيرة والغنية لذلك ستعمل الولايات المتحدة على منع الهجمات وإضعاف قدرات الحوثيين"

"عبر الأفق" من جديد

ربما يكون من الضروري القول إن الأميركيين سيتابعون التشدّد في منع التهريب البحري والبرّي من إيران إلى الحوثيين، وهم حققوا تقدماً خلال الأشهر الماضية في تطوير عملهم مع القوات الحكومية اليمنية والقوات المشاركة في الرقابة البحرية لمنع وصول شحنات من القطع التي أرسلها الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين.

كما أن الأميركيين سيعتمدون، ولأشهر طويلة، على الاستطلاع الجوي والاستخباراتي لفرض مسح كامل وعلى مدار الساعة لمنطقة سيطرة الحوثيين وهم اعتمدوا هذه الخطة عند انسحابهم من أفغانستان وأطلقوا عليها اسم "عبر الأفق"

قرار إيران

كان لافتاً جداً قول المسؤول في البنتاغون لـ "العربية" و"الحدث" إنه في نهاية المطاف "مثلما هو الحال في العراق وسوريا، الحوثيون يتلقون التمويل والتدريب والدعم من الإيرانيين، ولو أرادت إيران أن يتوقفوا عن شنّ الهجمات، لتوقف الحوثيون عن شنّ الهجمات"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى