​بلومبرج تكشف عن خيارات أمريكية للرد على هجوم البرج 22

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
يواجه الرئيس جو بايدن ضغوطًا متزايدة لمواجهة إيران مباشرة، بعد أن قتل وكلاؤها 3 جنود أمريكيين، وأصاب العشرات، في غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية قرب الحدود السورية الأردنية، ما يهدد على وجه التحديد بالصراع الإقليمي الأوسع الذي قال إنه يريد تجنبه.

ونقلت وكالة "بلومبرج"، في تقرير عن شخص مطلع على الموقف الأمريكي (طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة المناقشات الخاصة)، إنه من الواضح أن ضربة تقتل أمريكيين ستؤدي إلى رد فعل أقوى مما فعلته الولايات المتحدة حتى الآن في الأسابيع التي تلت هجوم مسلحي "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وأشعل حريقًا جديدًا في الشرق الأوسط.

ووفق المصدر، فإن أحد الاحتمالات هو العمل السري الذي من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تضرب إيران دون أن تدعي الفضل في ذلك، ولكنها ترسل رسالة واضحة.
ويمكن لإدارة بايدن أيضًا أن تستهدف المسؤولين الإيرانيين بشكل مباشر، كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب عندما أمر بقتل الجنرال قاسم سليماني في بغداد عام 2020.

وبغض النظر عن النتيجة، فإن الهجوم يعرض على بايدن قرارًا سيكون من أكثر القرارات أهمية في رئاسته، فهو يريد معاقبة منفذي الهجوم وردع إيران عن أفعالها في المنطقة، لكن القيام بذلك قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع القيادة في طهران، التي اكتسبت جرأة بالفعل في المنطقة منذ هجوم "حماس"، وشنت هجمات في العراق وباكستان.

ويجب عليه أيضًا، وفق المصدر، أن يزن احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات الاقتصادية في الوقت الذي تتعامل فيه الولايات المتحدة مع المسلحين الحوثيين (وكيل إيراني آخر) الذي أدى إلى اضطراب الشحن العالمي، وأثار مخاوف من حدوث اضطرابات اقتصادية جديدة من خلال استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي يمثل  12 % من التجارة العالمية.

من جانبه، يقول المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جوناثان بانيكوف جوناثان بانيكوف: "سيتعين على إدارة بايدن أن تسير على خط دقيق للغاية في محاولة الرد بقوة كافية لاستعادة قدر من الردع حتى لا يحدث هذا مرة أخرى، مع عدم القيام برد يؤدي إلى تصعيد الصراع".

ويضيف: "لكن التحدي الأوسع هو كيفية التعامل مع التهديد الإيراني".
وبعد عشرات الضربات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، كان الهجوم بمثابة أول حالة وفاة أمريكية، منذ أن دخلت إسرائيل و"حماس" في الحرب، وكثف وكلاء إيران هجماتهم.

ويخاطر مثل هذا التصعيد أيضًا بإحباط الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة يمكن أن يساعد في وقف هذا الصراع.

وتوجه مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى باريس لإجراء محادثات تهدف إلى وقف العنف لمدة شهرين على الأقل، مقابل إطلاق "حماس" سراح معظم الأسرى المتبقين، الذين احتجزتهم في هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

وليس لهذه المحادثات أي ضمانة للنجاح، نظرًا للحاجة إلى إقناع ليس فقط "حماس"، بل أيضًا إسرائيل التي قاومت الضغوط لتخفيف حملتها العسكرية على الرغم من تزايد القلق الأمريكي بشأن الخسائر في صفوف المدنيين والإدانة الدولية المتزايدة.

وفي بيان صدر الأحد، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه لا تزال هناك "فجوات كبيرة"، لكنه وصف المحادثات بأنها مثمرة.
وكان الضغط يتصاعد بالفعل في الوطن على بايدن لاتخاذ إجراء مباشر ضد إيران، حيث ألقى الجمهوريون في الكونجرس باللوم على الرئيس، فيما وصفوه بـ"الردود الخجولة" على تصرفات وكلاء إيران حتى الآن.

ويجادل مشرعون بأن بايدن يفتقر إلى السلطة لتنفيذ الضربات من جانب واحد، بينما على العكس من ذلك، يقول صقور السياسة الخارجية إنه لا يذهب بعيدًا بما فيه الكفاية.

وقال السيناتور روجر ويكر، أكبر عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان: "ردود إدارة بايدن حتى الآن لم تؤد إلا إلى مزيد من الهجمات".
وأضاف: "حان الوقت للتحرك بسرعة وحسم، ليشاهده العالم أجمع".

وفي كلتا الحالتين، يرى المحللون أن الولايات المتحدة على أعتاب الانجرار إلى مزيد من الصراع الإقليمي.
واستُهدفت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المنتشرة في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاجون).
ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين. ويرى الجمهوريون مثل ويكر أن إيران اكتسبت المزيد من الجرأة.

أما الخيار الأخير، وفق "بلومبرج"، والذي يبدو أقل احتمالا في هذه المرحلة، هو أن الولايات المتحدة قد تفكر في سحب قواتها من الأردن وسوريا والعراق، حيث كانت تتمركز كجزء من الجهود المبذولة لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في السنوات الأخيرة. ومع تراجع هذا التهديد، جادل بعض النقاد بأن الولايات المتحدة كانت فقط تعرض جنودها للتهديدات دون سبب وجيه.

يقول زميل أولويات الدفاع وضابط مشاة البحرية الأمريكي السابق جيل بارندولار: "الأردن شريك أمني منذ فترة طويلة، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا يستحق ذلك".
وقد يُنظر إلى القيام بذلك على أنه هدية لإيران، التي تتمتع بنفوذ واسع على الحكومة العراقية والقوات المسلحة في سوريا.

أما دينيس روس، الذي شغل منصب مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط في عهد بيل كلينتون، فيعتقد أن "الولايات المتحدة تحتاج إلى التفكير أكثر فيما نفعله، حتى يفهم الإيرانيون أن هناك خطرًا هنا، وهي ليست مخاطرة يريدون القيام بها".
ويضيف: "إذا كانت طبيعة ردنا هي نفسها التي كانت حتى الآن، فإن الرسالة هي أن بإمكانهم الاستمرار في القيام بذلك ولن يكلفهم ذلك أي شيء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى