​دعوة صادقة للمملكة بمراجعة جادة وتقييم شامل لعلاقاتها بالجنوب

> ​أثبتت التجارب مع الأسف بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة؛ قد أفتقدت خلال الفترات الماضية؛ للكثير من عناصر السياسة الإيجابية البناءة والرشيدة في دبلوماسيتها الواسعة التي لا تتناسب ومكانتها الإقليمية والدولية؛ (فكل) سياساتها تقريباً تعتمد على المال؛ وعلى هيئة مساعدات إقتصادية حيناً ومالياً في أغلب الأحيان؛ ولا تغيب عن سياستها كذلك الرشاوي السياسية وشراء المواقف؛ ولا تطيق الحلفاء النديين حتى وإن سلموها موقع الزعامة والقيادة التي تستحقها في كثير من الحالات؛ لأنها مع الأسف قد أدمنت البحث دوماً عن حلفاء يطيعون أوامرها ويسمعون ما تقول هي ويتحدثون بلسانها فقط؛ وهذا ما سيحول دون تمكنها من تحقيق طموحها بأن يكون لها دوراً متعاظماً إقليمياً ودولياً.

فقد أثبتت نتائج سياساتها تلك؛ بأن الفشل قد كان حليفاً مزمناً لتلك السياسة؛ والشواهد على ذلك كثيرة ومنذ أكثر من ستة عقود؛ ولعل آخرها ( عاصفة الحزم ) التي ( عصفت ) بإقتصادها وسمعتها؛ وكانت خاتمتها البحث عن السلام المذل الذي لم نكن نتمناه لها؛ مع (الحوثة) حين ذهب سفيرها إلى صنعاء منكس رأسه لمقابلة قادتها؛ وهو السلام الذي لم ولن يرى النور قريباً؛ بعد أن دخلت صنعاء في معركة مفتوحة في البحر الأحمر وخليج عدن كما يعلم ذلك الجميع؛ ولن تنجو السعودية من المخاطر الجدية المحتملة لذلك؛ ولن ينقذها إتفاقها مع إيران من نيران الحوثيين وكما كانت تعتقد؛ وستصلها تبعات ما يحدث اليوم وعلى أكثر من صعيد.

وبالمقابل ذهبت المملكة مع الأسف جنوباً لتؤسس كيانات سياسية هزيلة معلبة (صنع في الرياض) أكان ذلك في حضرموت أو في غيرها من محافظات الجنوب؛ بهدف إثارة الفتنة والإنقسامات داخل الجنوب ووأد المشروع الوطني الجنوبي.

وكذلك لمحاصرة وإضعاف المجلس الإنتقالي الجنوبي (ماج) الذي يتصدر المشهد العام في الجنوب؛ وكما تأمل هي وتتمنى ذلك كما يبدو لنا الأمر على الأقل؛ وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى وضع المفاوض الجنوبي في زاوية ضيقة في إطار العملية السياسية - التفاوضية؛ فالجنوبيون يرون في ذلك سلوكاً معيباً لها بصفتها أحد رعاة العملية السياسية في اليمن؛ ويجعلها ذلك كما يعتقدون بأنها تقف صراحة على الضد من إرادة شعبهم الوطنية؛ وهو الذي وقف معها وإلى جانبها؛ وعلى أيدي قواته ومقاومته الباسلة تحققت الإنتصارات (لعاصفة الحزم) على ساحة الجنوب وفي مناطق شمالية كثيرة؛ ومازال الجنوب حريصاً أشد الحرص على علاقات أخوية طبيعية وسليمة؛ وعلى قاعدة الإحترام والندية وتبادل المصالح وتكاملها؛ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ وهذا ما نأمله وسيتحقق ذلك بإذن الله إذا ما أقدمت المملكة على إعادة تقييم جاد ومراجعة شاملة ومسؤولة لسياساتها المتبعة مع الجنوب ولمصلحة شعبينا حاضراً ومستقبلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى