​مجلس التعاون الخليجي مستمر في الخداع تجاه القضية الجنوبية

>
مجلس التعاون الخليجي ما يزال عالقًا عند عام 2011م بشأن الأوضاع في اليمن… كرر اليوم ذات المفردات التي قد عفت عليها التطورات وسحقتها جنازير دبابات الحروب وتجاوزها الزمن طيلة عقد ونيف، ويردد المجلس نفس المسميات الرتيبة للحل وفق ما يعرف بالمرجعيات الثلاث:

-المبادرة الخليجية التي نسجت منوالها  المملكة العربية السعودية غداة ثورة الربيع العربي في اليمن لإنقاذ نظام صالح من السقوط عام2011م والتي  تمحورت حول تقاسم السلطة حينها بين نظام صالح المتداعي وأحزاب المعارض أحزاب اللقاء المشترك)، دون أن تأتي المبادرة على ذكر القضية الجنوبية.

-مؤتمر الحوار (حوار صنعاء1013م،) الذي أقصى الجنوب منه تمامًا، حتى مكون مؤتمر شعب الجنوب الذي شارك، لم يأبه به وبمشروعه المُقدم للحوار أحدٌ، ومُزقت أوراق مشروعه في قاعة الحوار، آثر بعد ذلك الانسحاب ولم يوقع بالتالي على تلك المخرجات ومنها بالضرورة مكيدة الأقلمة.

- قرار مجلس الأمن 2216 الذي ركز بالأساس على الوضع في صنعاء، وعلى ضرورة تسليم الحوثيين أسلحتهم والاستسلام لمن أسماهم القرار بالشرعية، وهو القرار الذي أضحى مجرد سراب بقيعة، ولم يأتِ هو الآخر على ذكر القضية الجنوبية.

فهل يعقل أن يظل الخليجيون وعلى لسان مجلسهم وحكوماتهم يصرون على مشاريع حلول أصبح تنفيذها مستحيلًا وضربًا من ضروب البلطجة السياسية والغطرسة المتعالية المستقوية، بصولجان المال وشراء ذمم القوى العظمى والصغرى؟

وحتى فرضًا إن كانت تلك المسماة بالمرجعيات ما تزال صالحة للاستخدام طيلة تلك الفترة، وتقاوم ظروف الرطوبة والرياح والملوحة والصدى، فلماذا على الجنوبيين أن يذعنوا لها وهي التي تجاهلت قضيتهم وتم صياغتها من قبل الأطراف التي كانت هي سبب بمأساة الجنوب التي نصّبتْ نفسها الخصم والحكم؟

وهل يُعقل أنه بعد كل ما جرى منذ 2011م مرورًا بحرب 2015م من دمار وتضحيات وقتل وتجويع، وبعد أن تشكلت خارطة سياسية جديدة مغايرة لما كان أن يفرض على الجنوبيين، حلولًا جائرة تم تفصيلها على مقاسات خصومه، في غفلة من زمن العسف والاحتلال والقمع؟

للتذكير: مجلس التعاون الخليجي الذي  رعى مشاورات الرياض قبل قرابة عامين، وأطاح بالرئيس هادي زعم حينها مخادعًا أن القضية الجنوبية ستكون حاضرة بجولات الحوار مع الحوثيين أثناء حوارات وقف إطلاق النار، وأنها ستُوضعُ في إطار سياسي مستقل. وهو الأمر الذي لم يتم مطلقًا، وتجاهل التحالف ولا يزال حتى اللحظة إشراك الطرف الجنوبي، ومنهم بالتأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى