​عدن ليست للتبني.. ادعوها لأبنائها

>
لماذا يحدث هذا لعدن؟ فالجميع هنا يتساءل ويتهكم والبعض يشتم، والبعض صامت والقلة تتحرك ...! مواقف انصهرت في بعضها وأخرى ظلت وستظل همها الأول والأخير، ماهي سبل الاستفادة من هكذا وضع في عدن؟

تنحسر الآمال لدى الكثيرين من رؤية بزوغ فجر جديد يحمل في طياته مستقبلًا أفضل وآمن. فهناك فجوة حقيقية بين الفعل والشعار، بين الطموح وسقف ذلك الطموح، فكلما ارتفع امتدت أيادٍ خفية لهدمه وإيقاف تقدمه. مشهد نأمل فعلًا من تغييره مادام هناك إصرار من القلة لتحقيقه بما يخدم عدن والجنوب. قد يكون من المقبول أن تظل عدن هدفًا لكل الكيانات وهدفًا طموحًا للبالغين في العمل السياسي. فهي أيضًا كانت ومازالت مأوى حقيقيًا لكل اختلاف، فكم من خائف استظل بها وكم من باحث عن رؤية البحر رغب في الاستجمام على شواطئها الجميلة، بالرغم من كل العبث الذي أدى ويؤدي إلى تخريب جمالها الطبيعي. وعلى الرغم من حرارتها و سخونتها إلا أن انبعاث الجحود الذي غرس في جسدها وأدماها، وجعلها هزيلة، لكنها لم تسقط ولم تمت.

محاولات يائسة تريد النيل من عدن عبر تحجيم دورها الذي للأسف يخوض فيه الآخرون وهم يدمرون حتى العلاقات الاجتماعية فيها. رغبة منهم في أن تبقى الساحة خالية من أي وجود لمسمى يخالف رغباتهم ويعمل على الأقل على خلط الأوراق وإحراق وجوه  شخصيات عدنية واجتماعية وثقافية وسياسية، بحيث لا تقوم قائمة لأي صوت في هذا الاتجاه. وفي عدن، لا يوجد ما نخفيه أو نخاف من بيانه، نحن نبحث عن التعايش وأصول هذا التعايش الذي لا يكون على حساب هذه المدينة وأبنائها وأهلها. نحن نتحدث في قضايا عديدة وأمور كثيرة ولا نقف عندها بجدية، بل نتركها حتى تهمل. هذه حقيقة، و إن كانت هناك إملاءات تتجه إلى جعل عدن مجرد أرضية خاصة للاستثمار وإدارتها، فالأولى وجود شخصياتها وأبنائها في المشهد، وإلا كيف نتوقع إحداث نقلة في الظرف الراهن، و التخبط و تهميش وجوه عدنية خاصة نساءها، ممن امتلكن وهن أحياء من استكمال مسؤولياتهن تجاه مدينتهن.

وهل هن فقط مسموح لهن بالظهور فقط عند توزيع الشهادات التقديرية، أو تكريمهن فقط للتذكير بأدوارهن التي أدت إلى وجود نهضة عدن، عبر التاريخ. وحتى ينجح أي حوار ندعو له علينا أن ندعو أبناء وأهل مدينة عدن، فالتبني في الأساس من دون دعوة الأبناء لأهلهم هو حرام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى