أبناء عدن وضيم السنين وملاحقة الحقوق

> لم يأتِ في خلد أحد، ممن ولد، هم وآباؤهم وأجدادهم في هذه المدينة، التي طالما أحبوها وسكنوا في حناياها، وسكنت هي في حناياهم سنوات تتوالى عليهم ببساطة عيشهم وسكنهم وأعمالهم، مقتنعون بالحياة فيها مهما تعبت أعمارهم أو شابت رؤوسهم، تجدهم بنكهة المدينة ورائحتها، وبحرها والجبل يتعطشونها ويسكبون رحيق مدائنها في صباحاتهم والأمسيات.

إنهم أبناء عدن.. بلهجتهم وعاداتهم و فرحهم وحزنهم وأوقات السلم أو الحرب يتمسكون بها.

لن تجد فيهم من يطمع في منصب أو قيادة أو حتى يتولى مؤسسة أو وزارة، رغم أنهم جديرون بذلك، وكفاءتهم وشهاداتهم وخبراتهم لا يمكن أن تضاهى مثلها، إلا في عواصم البلاد المدنية والحضرية العريقة في بلاد العرب، مثل القاهرة أو بغداد أو دمشق والرباط والجزائر.

إنهم أبناء عدن الذين للأسف لم ينالوا حظهم من العمل، أو تولي إدارة مدينتهم ومحافظتهم، التي لطالما عملوا من أجلها في كل الظروف.

أبناء عدن وضيم السنين التي مرت عليهم، وأضاعت عليهم فرص الحياة والتقدم والازدهار، التي يستحقونها وتستحقها عدن بكل مفاصل الحياة فيها، والتي للأسف حتى هذه اللحظة، ولم تجد حقها في استعادة مكانتها وتاريخها بمينائها، الذي سمي باسمها، ووسط خليجها وموقعها الاستراتيجي والتاريخي، الذي لطالما كان هبة وهبها الخالق سبحانه لها.

ويظل أبناء عدن يلاحقون حقوقهم التي يستجدونها، كأنهم أغراب في مدينة تهفت أضواؤها كل يوم ألف مرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى