> «الأيام» غرفة الأخبار:
تتوالى إعلانات القوات الأمريكية والبريطانية عن شن جولات جديدة من الضربات ضد مواقع الحوثي في اليمن في وقت تتواصل الهجمات الإرهابية الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ضربات عدها محللون لـ"العين الإخبارية" تشي بأن "هناك تراخيًّا أمريكيًّا بريطانيًّا واضحًا في التعامل مع المليشيات الحوثية سابقًا وحاليًّا"، مقارنين بينها وبين الضربات الأمريكية في العراق وسوريا "التي أظهرت نتائج سريعة باستهداف قيادات للأذرع والفصائل التابعة لإيران هناك وحجّمت من عملياتها".
ومساء السبت الماضي، بالتزامن مع إعلان المليشيات استهدافها لناقلة نفط أمريكية، قال مسؤولون أمريكيون إن مواقع حوثية تعرضت لأكبر عمل عسكري منذ أسبوعين.
بنك الأهداف المعلن شمل منشآت تخزين أسلحة تابعة للحوثيين تحت الأرض، ومنشآت تخزين الصواريخ، وأنظمة طيران مُسير، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هليكوبتر.
موجة الضربات التي قال مسؤولون أمريكيون إنها أكبر عمل عسكري ضد الحوثيين أعقبها بيان أصدرته مليشيات الحوثي أعلنت خلاله استهداف ناقلة النفط الأمريكية " TORM THOR" في خليج عدن "بعدد من الصواريخ البحرية".
إعلان مليشيات الحوثي المدعومة من إيران محاولة استهداف ناقلة نفط أمريكية، يأتي في ظل المخاوف من تداعيات هجوم المليشيات على السفينة البريطانية "RUBY MAR" في خليج عدن التي كانت تحمل 41 ألف طن من السماد، وأدى الهجوم إلى تسريب بقعة نفط بطول 18 ميلًا، بحسب بيان القيادة المركزية بالجيش الأمريكي.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو حديثة السفينة البريطانية وقد غرقت أجزاء منها؛ بعد تسرب المياه بداخلها جراء هجوم مليشيات الحوثي؛ وسط مخاوف من غرقها بشكل كامل خلال الأيام القادمة.
- تراخٍ أمريكي بريطاني
ووفق نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي صالح منصور فإن الحديث عن تأثير لهذه الضربات "مبالغ فيه"، مؤكدًا أنه لا أثر حقيقيًّا لها على الواقع.
وقال منصور، إن كل عمليات القصف الأمريكية البريطانية استهدفت معسكرات ومواقع سبق إخلاؤها أثناء الضربات الجوية لقوات التحالف، بل إن "بعض هذه الضربات كان موجهًا لمنصات إطلاق صواريخ ومسيّرات وهمية نصبها الحوثيون"، حسب قوله.
وأضاف القيادي بالمجلس الانتقالي وهو من أبرز القوى المناوئة للجماعة الحوثية أن "ما بات مؤكدا هو أن هناك تراخيًّا أمريكيًّا بريطانيا واضحًا في التعامل مع المليشيات الحوثية سابقًا وحاليًّا".
- ضربات وقائية
الخبير والمحلل العسكري اليمني وضاح العوبلي قلل أيضًا من فاعلية هذا الضربات على البنية العسكرية والتنظيمية لمليشيات الحوثي، باستثناء تحقيق نتائج بسيطة تمثلت بتدمير بعض العربات والزوارق والرادارات، ويرى أنها لا تزال مجرد ضربات وقائية وضرورية تستهدف تحركات وتجهيزات لعمليات عدائية بشكل استباقي.
وقال العوبلي، في حديث إن مليشيات الحوثي "لا تستشعر بالخطر أو بالخشية من الضربات الأمريكية البريطانية كما كان الحال مع ضربات طيران التحالف العربي قبل أبريل 2022".
وقارن العوبلي بين الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثيين في اليمن وبين الضربات الأمريكية في العراق وسوريا التي يقول إنها أظهرت نتائج باستهداف قيادات للأذرع والفصائل التابعة لإيران هناك، لافتًا إلى اعتقاده بعدم وجود نوايا أمريكية أو بريطانية لمواجهة مفتوحة مع الحوثيين.
- غير مؤثرة
واتفق معهما، السياسي اليمني خالد بقلان في حديثه لـ"العين الإخبارية"، مؤكدًا أن استمرار مليشيات الحوثي العبث بحرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن يجعل من الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع المليشيات غير مؤثرة.
إلا أن بقلان توقع أن تكون الضربات في الأيام المقبلة أكثر تأثيرًا وقد تستهدف قيادات حوثية وخبراء من ضباط الحرس الثوري المتواجدين في مناطق الحوثيين، خاصة مع الحادثة العنيفة التي تعرضت لها السفينة البريطانية "روبي مار" وما أحدثه استهدافها من قبل المليشيات من كارثة بيئية.
وقال السياسي اليمني إن استهداف قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي من قبل أمريكا ربما يكون مرتبطًا بتصعيد الجماعة لهجماتها بشكل يسفر عن سقوط ضحايا من البحرية الأمريكية كما حصل في الهجوم على القاعدة الأمريكية في الأردن الشهر الماضي.