بعد غرقها.. "روبي مار" البريطانية كابوس يهدد معيشة صيادي الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> أصبح صيادو محافظة الحديدة والساحل الغربي في اليمن، يعيشون لحظات قلق صعبة من حدوث كارثة بيئية بسبب سفينة "روبيمار" الغارقة في مياه البحر الأحمر، نتيجة الاستهداف الذي تعرضت له خلال أواخر فبراير الماضي من قبل جماعة الحوثي.

ويخشى الصيادون من تسرب الأسمدة الخطيرة التي تحملها السفينة (نحو 41 ألف طن) إلى مياه البحر، التي تعد المصدر الوحيد والرئيسي للرزق ولقمة العيش، وهو ما سيترتب عليه كارثة بيئية لن يمكن تداركها بسهولة، خصوصًا وأن الأحياء البحرية ستكون معرضة للنفوق في حال حدوث الكارثة.

بحسب التحذيرات الملاحية والدولية لن تكون الأضرار قاصرة على السواحل اليمنية أو منطقة محددة فقط، بل سيمتد الضرر إلى كافة المياه في البحر الأحمر وشواطئ إفريقيا. وهذا الأمر يجعل من السفينة "روبي مار" قنبلة موقوتة تهدد مستقبل الصيادين ومصدر أرزاقهم. إلى جانب أضرار كبيرة ستلحق بالاقتصاد الوطني لليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.

يقول الصياد محمد أحمد العسيلي، وهو أحد صيادي المخا إنه يشعر بخيبة أمل من الخطورة المتزايدة التي تشكلها مليشيا الحوثي على حياة الصيادين اليمنيين. فالأعمال العدائية الحوثية المتواصلة في البحر الأحمر وخليج عدن تسببت في حرمان الصيادين من ممارسة الصيد، فيما الهجمات المتبادلة بين مليشيا الحوثي والقوات الدولية المرابطة في البحر أدت إلى أضرار فادحة.

ويروي العسيلي حادثة عثور الصيادين على أطنان من الأسماك، وهي تطفو على سطح البحر بعد نفوقها خلال الأسابيع الماضية، نتيجة المواد الكيميائية الخطرة الناتجة عن وقوع الصواريخ الحوثية في مياه البحر. يضيف: إن تجاهل المجتمع الدولي لغرق السفينة "روبي مار" وعدم تضافر الجهود لإنقاذها سيؤدي إلى تدمير مختلف أنواع الأسماك ويفقد الصيادون مصدر رزقهم.

وأعرب الصياد عن أمله في أن تكلل جهود الحكومة وجهود عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح بالنجاح أثناء زيارته إلى بريطانيا، ومناقشته مع الجهات المعنية لإنقاذ السفينة والحفاظ على البيئة.

وأشار إلى أن السفينة تحولت من نبأ عابر إلى شبح يهدد الثروة السمكية في البحر الأحمر تركت خلفها سحابة من القلق ما تزال تخيم على قلوب الصيادين في المخا والساحل الغربي، وترسم مستقبلًا غامضًا لمهنة الصيد التي تعد مصدر رزق لأكثر من 160 ألف صياد مع عائلاتهم على طول الشريط الغربي للبلاد.

وخلال الأيام الماضية أطلقت الأمم المتحدة وعدة دولة، بينها أميركا وبريطانيا تحذيرات من أن السفينة "روبي مار" معرضة لخطر التسرب في البحر الأحمر، في ظل مخاطر بحرية مرتفعة وتوشك أن تغرق في البحر.

وأشارت التحذيرات إلى أن الجهود الدولية لعدة سنوات سعت لتجنب حدوث أزمة سفينة صافر، واليوم الحوثيون يهددون بكارثة أخرى من خلال الهجوم المتهور على السفينة "روبي مار".

وشكلت الحكومة اليمنية خلية إدارة أزمة للتعامل مع وضع السفينة "روبي مار"، التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن وأدى ذلك لتسرب نفطي بطول 18 ميلًا بحريًا. في حين تشكل حمولة السفينة من الأسمدة والزيوت مخاطر بيئية كارثية.

والاثنين، قال وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، إن الوضع العام بشأن سفينة الشحن "روبي مار" التي استهدفتها مليشيا الحوثي مقلق جدًا. وأكد أن السلطات الحكومية تبذل ما في وسعها للتعامل مع السيناريوهات المحتملة للسفينة المنكوبة حاليًا في البحر الأحمر على بُعد نحو 11 ميلًا من أقرب نقطة بر في اليمن، وأنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات مع المعنيين لسحبها من المياه الإقليمية اليمنية بشكل آمن.

السفينة المستهدفة يبلغ طولها 171 مترًا وعرضها 27 مترًا وذات صهاريج سائبة تحمل كمية من الأسمدة (مواد خطرة) والزيوت والوقود، وتحمل علم دولة بليز، ومملوكة لشركة جولدن أدفنشر شيبنيج الملاحية المسجلة في جزر مارشال، وإدارتها من الجنسية السورية، وعدد طاقمها 24 شخصا: 11 سوريًا، و6 مصريين، و3 هنود، و 4 فلبينيين، وتم إجلاؤهم جميعًا إلى جيبوتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى